أمر منطقي، وطبيعي، أن يختفي اسم مني زكي من نتائج استفتاء "الفارس الذهبي"، الذي أعلنته مؤخرا شبكة الشرق الأوسط، لأفضل نجوم عام 2008، لكونها لم تشارك في بطولة أي فيلم سينمائي، لكن كيف يتأتي للقائمين علي الاستفتاء اعلان فوز أحمد السقا كأفضل نجم سينمائي، وهو الذي لم يشارك في بطولة أي فيلم سينمائي عام 2008، إلا إذا جاء اللقب لمشاركته "الهامشية"، كضيف شرف في فيلم "علي جنب يا أسطي"؟! سؤال مزعج بالطبع لكنه يكشف، بدرجة كبيرة كيف تنظم مثل هذه الاستفتاءات بدون الالتزام بالقواعد العلمية أو المعايير الفنية، وبالتالي تأتي نتائجها خالية من الموضوعية والمصداقية، وتؤكد أن أحدا لم يعلن للجمهور، الذي شارك في الاستفتاء، قائمة الأفلام التي عرضت خلال العام الماضي، ليختار من بينها الأفضل في العناصر الفنية بدلا من أن تأتي النتيجة لصالح "السقا" ويتم تجاهل أحمد حلمي النجم الحقيقي والممثل الأفضل 2008 والاكتفاء بمنحه جائزة أفضل ممثل كوميدي! وهو الذي لم يقدم كوميديا في فيلمه الأخير وبالتالي لم تأت جائزة أفضل فيلم التي ذهبت لفيلمه "آسف علي الازعاج". لتصحح الوضع بل لتثبت أن "العشوائية" هي التي سيطرت علي الاستفتاء، وأيضا غياب المعلومات الأساسية، والأهم من هذا وذاك الاعتماد علي جماهيرية وشعبية النجوم المشاركين، بعيدا عن ابداعاتهم الحقيقية، وحجم ما يقدمون من جهد يستحق وصفه بأنه "الأفضل"!. حقيقة كشف عنها فوز الكاتب يوسف معاطي بجائزة أفضل سيناريو، وتجاهل اسم أيمن بهجت قمر مبدع فيلم "آسف علي الازعاج"، وفوز المخرج خالد يوسف بجائزة أفضل مخرج عن فيلم "الريس عمر حرب"، وغاب خالد مرعي، الذي كان مبدعا بكل المقاييس في فيلمه الثاني "آسف علي الازعاج". المفارقة أن سمية الخشاب فازت بجائزة أفضل نجمة سينمائية، وهي التي لم تقدم ما يؤهلها لمجرد ترشيحها للجائزة، ومن الصعب مقارنة دورها في "الريس عمر حرب" بدور "بسمة" في "زي النهاردة"، أو هند صبري في "جنينة الأسماك"، ولكي تكتمل "المأساة" أو "المهزلة"، أعلن عن فوز منة شلبي بأفضل نجمة سينمائية شابة، وكأنها تخطو أولي خطواتها في الفن أو تقدم نفسها لأول مرة، فهناك مواصفات للشباب أو الوجوه الجديدة لا تنطبق اطلاقا علي منة شلبي وإلا فماذا نقول عن شيرين عادل أو مني هلا؟! في هذا السياق المزعج من التخبط والفوضي فاز أحمد عزمي بجائزة أفضل "نجم شاب" وهي جائزة يمكن وصفها بأنها تأتي "للترضية"، أو "فض الاشتباك"، وهو ما تكرر بالضبط عندما منحت ياسمين عبدالعزيز جائزة أفضل نجمة كوميدية، عقب خروجها من المنافسة علي لقب أفضل ممثلة، بينما فاز ياسر عبدالرحمن بجائزة أفضل موسيقي تصويرية عن "ليلة البيبي دول"، وهي جائزة لم تحدم حولها الشبهات بعكس جائزة أفضل ممثلي "دور ثان" التي فاز بها لطفي لبيب وكان يستحقها محمد شرف بجدارة وانتصار التي لا يعرف أحد عن أي دور فازت بجائزة نجمة الدور الثاني، وأكبر الظن ان الجائزة عن دورها في "الزمهلاوية"، بينما تم تجاهل هالة فاخر لأسباب مجهولة. ولأن المسرح لا يلقي الاهتمام المطلوب جاءت نتائج الاستفتاء "تقليدية" و"متوقعة"، حيث فازت مسرحية "بودي جارد" بأفضل مسرحية، لأن أحدا لا يعرف، ولم يشاهد غيرها، وفاز عادل إمام بجائزة أفضل ممثل مسرحي ليعوض اخفاقه في السينما، وكالعادة فاز لينين الرملي بجائزة أفضل كاتب مسرحي، ولم يقل أحد عن ماذا؟ وتم تصحيح الوضع من جديد بجائزة أفضل مخرج مسرحي، التي فاز بها خالد جلال عن جدارة، وفي عودة إلي العشوائية والتخبط والارتجال فازت سميحة أيوب بجائزة أفضل ممثلة مسرحية، وهي التي لم تقدم دورا واحدا هذا العام، ولم تقف مطلقا علي خشبة أي مسرح، وتكرر الأمر، ببشاعة، مع كاتب كبير مثل أسامة أنور عكاشة، الذي فاز بجائزة أفضل كاتب تليفزيوني، وهو الذي لم يبدع عملا واحدا دراميا في عام 2008! في المقابل اكتسبت جائزة أفضل ممثل درامي تليفزيوني بعض المصداقية، بعد خروج يحيي الفخراني ونور الشريف ويسرا من الاستفتاء، واستحقاق مسلسل "قلب ميت" لجائزة أفضل مسلسل تليفزيوني وشريف منير كأفضل نجم تليفزيوني وإلهام شاهين كأفضل ممثلة تليفزيونية، ومرة أخري حاولوا ترضية غادة عادل فمنحوها جائزة أفضل نجمة شابة، وأحمد شاكر عبدالمنعم أفضل نجم شاب بينما فازت مقدمة مسلسل "بعد الفراق"، التي غناها المطرب الخليجي حسين الجسمي بأفضل مقدمة، وعمار الشريعي كأفضل موسيقي تصويرية ومجدي أبوعميرة كأفضل مخرج عن "قلب ميت"، وجمال إسماعيل وخيرية أحمد بجائزتي "أفضل ممثل قدير" ولا شك انهما يستحقانها. وعلي صعيد الأغنية فازت أغنية "يونس" لمحمد منير بجائزة أفضل أغنية، ومحمد منير كأفضل مطرب، وشيرين، التي غنت أغاني قديمة كأفضل مطرب "بحكم العادة فقط وليس الجدارة والأحقية"، وفي توصيف عجيب فاز "حكيم" كأفضل مطرب شعبي! وتجاهلوا عبدالباسط حمودة الذي حقق ألبومه الأخيرة أعلي مبيعات في السوق، وفاز أيمن بهجت قمر بجائزة أفضل شاعر، وعمرو مصطفي كأفضل ملحن وحماقي بجائزة أفضل مطرب شاب وريهام عبدالحكيم كأفضل مطربة شابة. وفي تقسيم أكثر غرابة فاز وائل جسار بجائزة أفضل مطرب عربي واصالة كأفضل مطربة عربية وفي المسابقة الدينية، التي أضيفت هذا العام لأول مرة فاز حمادة هلال بأغنية "محمد نبينا" ولأن ختامها "غير مسك"، قيل إن أحمد حلمي ومنة شلبي فرسان السينما في عام 2009، وتجاهلوا آسر ياسين المنطلق بقوة بشهادة الجميع إلا شبكة الشرق الأوسط وجمهورها "الوهمي". تقرير: إيناس عبدالله