بعد أن أعلن السيناريست محسن الجلاد عن قيامه بكتابة عمل عن الزعيم الراحل محمد أنور السادات يحمل عنوان "السادات.. عاشق تراب مصر" وبعد أن شارف علي الانتهاء منه.. تراجع فجأة عن حماسه للمسلسل واعتذر للمنتج وعن أسباب تراجعه يقول: لقد شعرت وأنا أكتب العمل بأنه ضد قناعاتي لاني مؤمن بأن الثورة هي التي دمرت مصر.. وفي كتابة المسلسل كان لابد من التمجيد بالثورة وأدين العصر الذي قبلها وهو عصر الملكية ولم أستطع ذلك.. لأن السادات جزء أصيل من الثورة لذلك قررت الاعتذار عن العمل. ومتي اكتشفت ذلك وقررت التراجع عن العمل؟! لقد اكتشفت ذلك عندما سافرت في الفترة الأخيرة إلي أكثر من دولة وعقدت مقارنات ما بين أوروبا وأمريكا ومصر وقتها شعرت بالخيبة وكبر بداخلي الشعور بأن الثورة هي التي دمرت مصر وأبناءها. هل تعني التدمير الفكري أم الاقتصادي أم السياسي؟! أعني كل هذا لقد دمرتها فكريا واقتصاديا وأخلاقيا فأصبحنا مثل قطيع الحيوانات فقبل الثورة كان يوجد تداول سلطة وديمقراطية حتي القاهرة كانت مرشحة ومصنفة هي وطوكيو في اليابان بعد الحرب العالمية الثانية كأجمل عاصمتين بالعالم.. كل ذلك جعلني أراجع نفسي ولم أستطع أن أكمل لأنني لا أكتب سوي العمل الذي يرضيني ويمثل قناعاتي. ولكنك بالفعل عاشق للسادات ألا تعتبر نفسك تخليت عنه بتراجعك هذا الذي يعد خيانة؟! أنا فعلا عاشق له ومن أنصاره ومن أكثر المتحمسين له جدا وحياته ثرية بما يمكن أن تظهر علي 500 حلقة درامية لكن كما يظهر عمله للنور لابد أن أتناول الثورة وأشيد بدورها والسادات كان رجلا من رجال الثورة وأعتبره من أخلص الزعماء الذين حكموا مصر بعد محمد علي لكن حقيقي صعب أمجد ضباطا عملوا انقلابا لذلك قررت أن أكتب عن المشاكل الحالية التي نعاني منها. ولكنك تعاقدت مع الجابرية علي المسلسل.. فماذا عن هذا؟! لقد اعتذرت لهم وكنت أخذت منهم عربونا ودفعة من المبلغ فأعدته لهم لكن تبقي جزء صغير لم أعده علي اعتبار أنه سيكون عربونا لعمل آخر معهم. وماذا عن مسلسل "العبارة" ألا تخشي من الملاحقة القضائية لك؟! لقد انتهيت من كتابته وهو يعتبر "قضية رأي عام" باسم العبارة وسوف تنتجه إحدي القنوات الفضائية الكبري ولقد أرسل ممدوح إسماعيل انذارين من مكتب حبيب معوض لان القضية مازالت منظورة أمام القضاء لكن استمريت في الكتابة وأتمني أن يخرج هذا المسلسل للنور كي يشعر البسطاء من الناس بأن الفن يظهر آلامهم ويكشف الفساد الموجود والذي استشري وجعل دم البسطاء بلا ثمن.