تبدأ لجنة الحساب والعقاب عملها التي شكلها الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء تنفيذا لتوجيهات الرئيس مبارك لتقصي الحقائق حول أسباب الفشل الكبير للبعثة المصرية في دورة الألعاب الأوليمبية التي استضافتها مؤخرا بكين. اللجنة التي يرأسها الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية ستجري تحقيقاتها مع كل الاتحادات الرياضية والمسئولين عن الرياضة حتي لا يفلت الفاشلون فيها... وأيضا لكشف هؤلاء المقصرين. أمام الرأي العام والإعلام قبل الانتخابات المرتقبة للاتحادات الرياضية خلال الشهرين القادمين ووفق اللوائح الجديدة التي وضعها رئيس المجلس القومي للرياضة حسن صقر وكانت مثار جدال وصدام شديدين خلال الشهور الماضية مع أبرز المسئولين في الاتحادات واللجنة حتي إنهم نسوا أمر إعداد فرقهم للألعاب الأوليمبية حتي وصل ببعضهم الأمر إلي إحراج الحكومة المصرية والتقدم بشكاوي إلي الاتحادات الدولية واللجنة الأوليمبية الدولية بأن هناك تدخلا حكوميا في عمل الاتحادات الدولية ونظمها ولوائحها وانتخاباتها. قرار تشكيل تقصي الحقائق أو التحقيق والمحاسبة من الرئيس مبارك ورئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف جاء في توقيت مدروس برغم مشاكل الحكومة مع احتراق مجلس الشوري وقرب بدء العام الدراسي وتوفير احتياجات شهر رمضان وثورة المعلمين. وهي لجنة تحقيق تذكر بموقف الرئيس مبارك من الذين تسببوا في الإساءة لمصر عندما تقدمت بملفها إلي الاتحاد الدولي لكرة القدم لاستضافة بطولة كأس العالم 2010 التي فازت بتنظيمها جنوب إفريقيا وحصل الملف المصري علي صفر تاريخي وشهير نتج عنه إقصاء شخصيات عديدة عن العمل الرياضي المصري واستبعد معها الدكتور علي الدين هلال من منصبه كوزير للشباب والرياضة. وجاء التوقيت مناسبا لأن البديل كان في لجنة الشباب بمجلس الشعب أو في مجلس الشعب نفسه لمحاسبة المقصرين وتحديد أسباب هذا الفشل الأوليمبي. ولكن المجلس في إجازة برلمانية سينسي معها الشارع المصري كل ما حدث في بكين وقبلها وبعدها ليفاجأ الناس بأن نفس الشخصيات التي كانت سببا رئيسيا في هذا الفشل تسيطر علي الاتحادات الرياضية 4 سنوات أخري استعدادا لفشل أوليمبي جديد في دورة لندن 2012 حتي ولو بالتحايل علي اللوائح الموضوعة والتي تتضمن شرط المنع لمن أمضي دورتين 8 سنوات مع اتحاده لأن هؤلاء سيضعون أيديهم علي الاتحادات بغرض عرائس علي الجمعيات العمومية وتعمل بأصابعهم هم وبفكرهم أيضا. لذلك أسرع الدكتور أحمد نظيف بمشورة حسن صقر لتحريك القضية وهي ساخنة لدي الرئيس مبارك ليصدر قراره بالتحقيق والذي نص علي التحقيق في أسباب تدني مستوي الأداء لمعظم اللاعبين والفرق في مختلف اللعبات وتحديد أوجه القصور ومحاسبة المقصرين. كيف الحساب وإن كان لا يدري أحد كيف ستتم محاسبة المقصرين خاصة إذا كان لم يتعلق الأمر بمخالفات مالية تضع مرتكيبها تحت المسئولية الجنائية.. فإن المتوقع أن تصل لجنة شهاب إلي إدانات صريحة لبعض الاتحادات بالفشل في إدارة لعباتها وإعداد فرقها وهذه الإدانات ستكون قوية بغرض إنهاء دور المسئولين الكبار في هذه الاتحادات خاصة التي أخذت موقفا معارضا للوائح الأخيرة والمهندس حسن صقر وعلي رأسها اتحاد اليد ورئيسه الدكتور حسن مصطفي واتحاد الكرة الطائرة ورئيسه الدكتور عمرو علواني واتحاد الجمباز ورئيسه الدكتور وجدي أبوالمعاطي. وليس خافيا أن رئيس المجلس القومي حسن صقر توعد رئيس الاتحادين الدولي والمصري حسن مصطفي بالمحاسبة والعقاب بعد صدامهما في منصة الملعب قبل مباراة مصر والسويد بالألعاب الأوليمبية. وقال له بالنص حسابنا في مصر ويبدو أنه قد حان وقت الحساب والعقاب ويبدو أيضا أن خريطة المسئولية في الاتحادات الرياضية واللجنة الأوليمبية خلال الانتخابات المقبلة سوف تتغير كثيرا وستكون أكثر انتماء والتزاما بالتعليمات الحكومية خاصة بعد أن خسرت مصر البطل الذهبي كرم جابر ومكانة منتخب اليد والبطلة نهلة رمضان. لجنة الحساب والعقاب التي يرأسها الدكتور مفيد شهاب آخر فرسان إعادة طابا لمصر بالقانون وخبير القانون الدولي تضم نخبة من الخبراء المتفاهمين جدا مع الحكومة ومن أصحاب الخبرة في الإدارة الرياضية وهم مدحت البلتاجي رئيس الإدارة التنفيذية في المجلس القومي للرياضة والدكتور لطفي قليني رئيس الرياضة السابق والدكتور صبحي حسنين عميد كلية التربية الرياضية السابق، والمستشار محمد الدكروري رئيس اتحاد المصارعة السابق والمهندس حسين صبور رئيس نادي الصيد والناقد عصام عبدالمنعم رئيس رابطة النقاد الرياضيين.. وسوف تعمل اللجنة بأقصي طاقتها لإعداد تقريرها وتوصياتها واتهاماتها وترفعها إلي الدكتور نظيف ومنه إلي الرئيس مبارك تمهيدا لإجراء عملية التطهير المنتظرة.