تقف الولاياتالمتحدةالأمريكية الآن علي مشارف لخطة تاريخية فإما أن تثبت مجددا عبر معركة اختيار خليفة الرئيس جورج بوش في 4 نوفمبر المقبل أنها قادرة علي تغيير جلدها والتصالح مع نفسها بما يعني اختيار المرشح الديمقراطي باراك أوباما الذي يشكل بارقة أمل لكل الحالمين بتحسين صورة أمريكا التي لطختها ولايتا بوش بحروب لم يكتب لهم فيها الانتصار أو بانتهاك حقوق الإنسان علي أيدي أحفاد تمثال الحرية. وإما تنحاز إلي الحاضر الكئيب إذ يجمع الكثيرون علي أن فوز المرشح الجمهوري جون ماكين ليس سوي ولاية ثالثة لبوش وربما تكون أسوأ. المهم أن أوباما صار تجسيدا حيا للحلم الأمريكي في التغيير وكل المؤشرات تؤكد أنه الأقرب إلي البيت الأبيض ولاسيما بعد اختياره السيناتور المخضرم جوزيف بايدين نائبا له بما يملكه الأخير من خبرة هائلة في إدارة الشئون الخارجية. مجلة تايم الأمريكية اعتبرت في عددها الأخير الظروف كلها مواتية أمام أوباما ليكون أول رئيس أمريكي أسود يسكن البيت الأبيض وتحدثت عما اعتبرته لحظة أوباما ونشرت صورة علي كامل صفحة الغلاف وملفا داخليا رصدت خلاله خمسة أوجه من وجهة نظرها للمرشح الشاب: رجل أسود فرغم أن أوباما من أصل إفريقي إلا أنه لا يفضل أن يطلق عليه وصف المرشح الأسود تماما مثلما يرفض أي سياسة مبنية علي العرق أو النوع ويحلو له أن يردد دائما أنه ابن رجل من كينيا وأم من كينساس ولديه أقارب من جميع الأجناس وينتشرون في ثلاث قارات. المتعافي.. فمجرد قراءة السيرة الذاتية لأوباما نكتشف أنه عاني طويلا من الإحساس بالخوف من وطن لا ينتمي إليه سواء للبيض أو السود.. ولكنه امتلك الشجاعة في النهاية وقرر أن يجد في الثقة والإيمان بالناس وطنا جديدا له. النقي: فطالما سعت هيلاري كلينتون إلي وصف خطبه بأنها كلمات منمقة ملمحة إلي عدم توليه أي منصب حكومي.. والصورة الثانية التي يرسمها أصدقاؤه أنه رجل قانون ذو خبرة عريضة 12 عاما وأن القضايا التي يدافع عنها وثيقة الصلة بالصحة والإصلاح والعدالة وليست تافهة. الراديكالي: إذ يري البعض أن أوباما الذي يبدو هادئا من الخارج خطر جدا من الداخل وأكثر تحررا مما يعتقده الكثيرون ولا يستبعد أن اسم والده حسين يخفي كونه مسلما علي الرغم من أنه أعلن أكثر من مرة أنه مسيحي الديانة وهو ما يجعل لأوباما أكثر من وجه يصعب الاختيار بينها. المستقبل: فجوهر حملة أوباما تدور حول التغيير وشعاره يجب أن نؤمن بالتغيير ويتطلع الأمريكيون لتجربة دواء جديد لعلاج مشكلات الرعاية الصحية والطاقة والأمن وغيرها من القضايا مثار الخلاف بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري وبحسب تايم فإن غالبية الأمريكيين مستعدون لتجربة الطبيب الجديد القادر علي وصف الدواء لمشكلاتهم.