في 4 نوفمبر الماضي حقق المرشح الديمقراطي باراك اوباما فوزا تاريخيا وساحقا علي منافسه الجمهوري جون ماكين ليصبح في السابعة والاربعين من العمر اول أمريكي اسود ينتخب رئيسا للولايات المتحدة.وافادت النتائج غير النهائية للاقتراع ان اوباما حصل علي 52% من الاصوات مقابل 47% لخصمه الجمهوري. وقال اوباما في اول خطاب له كرئيس منتخب امام عشرات الآلاف من انصاره المحتشدين في حديقة جرانت بارك الضخمة في شيكاغو "استغرق الامر وقتا طويلا لكن بفضل ما انجزناه اليوم واثناء هذه الانتخابات وفي هذه اللحظة التاريخية حل التغيير في الولاياتالمتحدة". واضاف "اذا كان لا يزال من اشخاص يشكون في ان كل شيء ممكن في امريكا او يتساءلون اذا ما كان حلم ابائنا المؤسسين لا يزال حيا او يشكون في قوة ديمقراطيتنا فهذا المساء جاءت الردة". واضاف موجها حديثه لانصاره "انه نصركم" . وحيا اوباما خصمه الجمهوري جون ماكين "الذي قدم تضحيات لأمريكا لا يمكن لكثيرين منا مجرد تخليها". ووجه اوباما التحية كذلك الي زوجته ميشال وابنتيه ماليا وساشا اللواتي صعدن الي المنصة. وبعدما انتهي اوباما من القاء خطابه انضم اليه المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس جو بايدن واسرته. وفور الاعلان عن فوز اوباما اطلق نحو 240 الفا من انصاره العنان لفرحتهم ورفعوا الاعلام الامريكية ولافتات كتب عليها "نعم نحن قادرون" الشعار الذي اطلقه الرئيس المنتخب في بداية حملته وظل يتردد حتي اليوم. واتصل الرئيس الامريكي جورج بوش بالرجل الذي سيخلفه في البيت الابيض في 20 يناير لتهنئته علي فوزه بعد هذه الليلة الانتخابية "الرائعة" حسبما ذكرت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو. وتجمع آلاف الاشخاص امام مقر الرئاسة في واشنطن وهم يرددون "اوباما". واجتاحت مظاهر الفرح عدة مدن امريكية اخري من بينها العاصمة واشنطن. واعترف المرشح الجمهوري جون ماكين بهزيمته. وقال امام مجموعة من انصاره في فينيكس عاصمة ولاية اريزونا التي تعد معقله انه اتصل هاتفيا بأوباما وهنأه بالفوز. واعتبر ان هذه الانتخابات كان لها "مغزي خاص لدي الامريكيين السود ويحق لهم اليوم ان يفخروا". ولم تنتظر شبكات التليفزيون اعلان نتائج الانتخابات علي الساحل الغربي للولايات المتحدة لاعلان فوز اوباما الذي حصل علي اكثر من 333 من اصوات الهيئة الانتخابية (من اجمالي 538). ويعد انتخاب اوباما تاريخيا في بلد لم يكن للسود فيه الحق في التصويت حتي نصف قرن مضي. وكان اوباما نفسه قال عقب فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي قبل اشهر "من كان يتصور ان اسود في العقد الخامس من عمره اسمه باراك اوباما سيصبح يوما مرشح الحزب الديموقراطي". وياتي فوزه المنتظر في العديد من الدول بعد ثماني سنوات من ادارة جورج بوش التي اثارت غضب الرأي العام الخارجي بسبب سياستها الموصوفة بالعدوانية والاحادية. وسيرث اوباما وضعا اقتصاديا صعبا اذ تمر الولاياتالمتحدة ومعها العالم بأثره بأسوأ ازمة اقتصادية منذ الكساد الكبير في عام 1929 كذلك سيرث حربين تخوضهما بلاده في وقت واحد في العراق وافغانستان. وسيتعين علي اوباما الذي خاض حملته الانتخابية تحت شعار "التغيير والامل" مهمة صعبة تتمثل في انعاش الاقتصاد الأمريكي وادارة الحرب في العراق وافغانستان والتعامل مع عجز في الموازنة العامة يصل الي 500 مليار دولار وتحسين صورة الولاياتالمتحدة المتدهورة في العالم. وتعهد اوباما بخفض ضريبي يشمل 95% من الامريكيين الذين يقل دخلهم عن 250 الف دولار سنويا وباطلاق مشروعات كبيرة في مجالي الطاقة النظيفة والبنية التحتية وبتوفير رعاية صحية للجميع. ويريد اوباما "انسحابا مسئولا" من العراق في غضون مدة تتراوح بين 18 و24 شهرا والتركيز علي محاربة تنظيم القاعدة. وسيتولي اوباما السلطة في 20 يناير المقبل. لكنه قال في مقابلة مع محطة "سي ان ان" انه سيبدأ علي الفور اذا ما انتخب في مناقشة قضيتي الحرب في العراق وافغانستان خصوصا مع قيادات الجيش الامريكي علي الارض. وقال المسئولون عن مكاتب الاقتراع ان نسبة المشاركة بلغت حوالي 66%. وذكر الموقع المتخصص المستقل "ريل كلير بوليتيكس" ان هذه النسبة لا سابق لها منذ 1908 .