رونالدينيو رمز برشلونة وفخرها في معظم الأوقات التي لا تُنسي في التاريخ الحديث للنادي، كان قد وضع اللمسات الأخيرة له للانتقال إلي اي سي ميلان.. علي الرغم من مشاكل البرازيلي خلال السنتين الأخيرتين، واحد من أعرق الأندية في العالم كان يقول وداعاً لواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ النادي. كما حلق رونالدينيو إلي إيطاليا لإكمال انتقاله الذي طال أمده، يمكن أن يغفر للمرء الذي يعتقد بأن جزءاً من النادي الإسباني قد لقي حتفه.. ولكن يبدو هذا أكثر تطرفاً. كان هناك برشلونة قبل رونالدينيو وسيكون هناك برشلونة علي رأس الأندية الأوروبية بعد رونالدينيو.. ولكن من الجدير بالاحترام ذكر ما فعله اللاعب الذي يبلغ من العمر 28 عاماً من سحر في قدميه وابتسامته الآسرة التي تحققت خلال وقته الاستثنائي في "نيوكامب". وعندما وصل إلي النادي في عام 2003 كان رونالدينيو الاختيار الثاني للرئيس الجديد خوان لابروتا، الذي كان واسع الإدراك بأن ريال مدريد ينافسه علي شراء ديفيد بيكهام.. ومع انضمام بيكهام إلي منافس برشلونة الشرس، سرعان ما تحول اهتمام لابروتا إلي مهاجم نادي باريس سان جيرمان المثير للجدل واستطاع أن يحصل علي خدماته قبل منافسة مانشستر يونايتد الذي حاول الحصول علي خدماته أيضاً. استطاع برشلونة أن يشق طريقه بصعوبة للوصول إلي كأس الاتحاد الأوروبي بعد أن احتل المركز السادس في الدوري الإسباني عام 2003، واتجه المسئولون فيه إلي المدير الفني الجديد الهولندي فرانك ريكارد ورونالدينيو المستفرد لتحويل النادي إلي نجاح كبير. ولكن كيف، مع وجود البرازيلي المبدع والحافز، أشرف ريكارد علي واحد من أنجح الفترات في تاريخ برشلونة.. فعلوا ذلك بسبب اعتمادهم علي السرعة، والتمريرات السريعة واللعب المضاد المفاجئ، وفي الوقت الذي أصبح من الصعب مشاهدة كرة قدم جميلة، كانت السعادة تغمر المشجعين لمشاهدة برشلونة.. ولم يكن رونالدينيو طلسم الفريق، بل إنه حقق الوجود في المدينة التي وضعته في قلبها. رونالدينيو يداعب الكرة بقميص الميلان احتل النادي المركز الثاني في "لا ليجا" وأعقب ذلك منافسة شديدة بينه وبين ريال مدريد للحصول علي الدوري الإسباني ثم التتويج ببطولة دوري الأبطال للأندية الأوروبية في عام 2006، وكان وقتها يمثل برشلونة لاعبون كبار أمثال ديكو وصاموئيل ايتو. أما بالنسبة إلي رونالدينيو، فإن ذروته الشخصية ومهارته ظهرت بصورة كبيرة عندما تقابل برشلونة مع ريال مدريد في ملعب "سانتياجو بيرنابيو" في مساء يوم 19 نوفمبر الثاني 2005.. ولمدة 90 دقيقة عبث رونالدينيو بلاعبي ريال مدريد وقاد ناديه إلي الفوز 3 صفر مسجلاً هدفين انفراديين رائعين، بحيث إن الهدف الثاني أجبر مشجعي نادي ريال مدريد الوقوف والاحتفاء بكل حماس. وكانت المرة الأولي التي يتعامل مع لاعب برشلونة بكل احترام في "بيرنابيو" منذ الأداء الرائع اللذي قدمه دييغو أرماندو مارادونا في عام 1982. "لم أعتقد بأنني سأشاهد مثل هذا الابداع.. الآن أستطيع أن أموت وأنا سعيد"، قالها معلق راديو كتالينا يواكيم ماريا بيوال في ذلك الوقت. مع وصول نهائيات كأس العالم لعام 2006 كان رونالدينيو لاعب كرة القدم في العالم، بعيداً إلي حد كبير جداً عن بقية المنافسين. ولكن انضمامه إلي اي سي ميلان، أعطي رونالدينيو لنفسه أفضل فرصة ممكنة لإعادة حياته المهنية إلي سابق عهدها، واثبات أنه لاتزال لديه ثبات العقلية للعب في أعلي المستويات. وقد سمي انتقاله إلي النادي الإيطالي ب "المغامرة"، غير أنه إذا استطاع المدير الفني لنادي اي سي ميلان استغلال طاقة رونالدينيو أحسن الاستغلال، فإنه قد وقع عقداً مع اللاعب الذي كان قبل عامين يهدد علي نحو خطير مركز العظماء أمثال بيليه ومارادونا وآخرين بوصفه واحداً من أعظم لاعبي العالم في تاريخ كرة القدم.