فيما يبدو أنه محاولة لتحسين شعبيته المتدهورة وفي مشهد يذكر بخطاب الرئيس الأمريكي جورج بوش في الكنيست في مايو الماضي الذي أظهر خلاله انحيازا سافرا لإسرائيل قدم رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون "وصلة صريحة" من الغزل في إسرائيل ووجه هجوما لاذعا لأعدي أعدائها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ودافع عن صداقته وصداقة بلاده للدولة العبرية وحقها وحق شعبها في أن يعيش بحرية وأمان في هذه المنطقة من العالم، وهدد براون الذي زار إسرائيل أمس إيران برد جماعي إذا فشلت المفاوضات لوقف برنامجها النووي، ووعد بأن تكون بريطانيا رأس الحربة مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لمنع البرنامج النووي الإيراني. وقال إن طهران اليوم أمام خيارين.. إما وقف برنامجها النووي والموافقة علي حزمة الحوافز أو التعرض لمزيد من العزلة ومواجهة رد جماعي من عدد كبير من الدول وفي أول خطاب من نوعه لرئيس وزراء بريطاني في الكنيست انتقد بشدة تصريحات الرئيس الإيراني بشأن محو إسرائيل، مؤكدا حق الشعب الإسرائيلي في أن يعيش بحرية وأمان. وقال براون موجها حديثه للشعب الإسرائيلي إن بريطانيا صديقكم المخلص في الصعوبات، كما في الأوقات السعيدة، وسنكون بجانبكم كلما تعرض سلامكم واستقراركم ووجودكم للتهديد، صديقاً لا تتبدل شراكته المبنية علي القيم المشتركة للحرية والديمقراطية والعدالة. وأضاف أن بريطانيا وإسرائيل ستستمران مقتنعتين بأن التاريخ يقف إلي جانب الذين يناضلون من أجل الحرية، وإذا كان التصادم الكبير للأفكار في القرن الحادي والعشرين يدور بين الذين يؤمنون بالمجتمعات المغلقة التي تؤخر التقدم والذين يؤمنون بالمجتمعات المنفتحة، لذلك فإننا جميعا نقف إلي جانب الانفتاح. وفي شأن آخر قال براون إن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين أصبح في متناول اليد. وأضاف في خطابه أمس أمام الكنيست الإسرائيلي أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض هما أفضل شريكين لإسرائيل. ودعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلي اغتنام الفرصة التي وفرها مؤتمر أنابوليس للسلام من أجل التوصل إلي اتفاق حول دولتين تقومان ضمن حدود 1967، إحداهما إسرائيلية معترف بها، وعلي سلام مع جيرانها ودولة فلسطينية مسالمة ديمقراطية قابلة للبقاء جغرافيا.