مصر لا تفرق بين مسلم ومسيحي .. وتقدم نموذجاً للوحدة الوطنية، وهناك تسامح ديني بين جناحي الامة.. وأي حادث فردي أو مشكلة لا يمكن أن تعكر صفو وقوة العلاقة والاسلام ينادي بالسماحة الدينية ومصر تحترم كل الاديان والمعتقدات. وما يحدث من أحداث تدعو إلي التعصب الديني والتطرف ليس سمة اصيلة لثقافة شعب مصر التي قامت علي اساس الدين. وفي فيلم حسن ومرقص الذي شاهدته في العرض الخاص بدار الاوبرا بطولة الفنان عادل امام والنجم عمر الشريف شاهدنا الاحتقان في الشارع والقلق بين الاطراف المعتدلة الذين ينادون بالهدوء وعدم التطرف والتعصب والفيلم مواجهة للاحتقان بين طرفي الامة اللذين عاشا معا علي مر العصور. قدم الفيلم الذي كتبه الكاتب الكبير يوسف معاطي المعالجة الجذرية للمشكلة وأسبابها ودوافعها وجهود الحكماء والمثقفين مسلمين واقباطاً لكي يظل الدين مصدرا للتسامح والعدل وترسيخ مشاعر المحبة والاحترام المتبادل والمساواة في ظل الدستور والقانون. وهناك صور مشرقة للتعاون بين نسيج الامة الواحد يظهر في المشاركة في الافراح والاتراح والتكاتف لمواجهة أي محنة ويتم في اللقاءات تجديد الاخوة والمودة والتصدي لاي محاولة للتفريق بين أبناء الوطن الواحد والكل يرفض المزايدة التي يقوم بها الاعداء علي وطنية احد مسلما أو مسيحياً ..لان الذين يتاجرون بقضية الوحدة الوطنية هم الخاسرون في محاولة التفرقة بين مسلم ومسيحي ونحن نعيش جميعاً تحت شعاراً عاش "الهلال مع الصليب" وسنظل نردده لنؤكد حقيقة وحدتنا. وفيلم "حسن ومرقص" درس لمن يريد ضرب الوحدة الوطنية أو طعنها بسكين قاتل وهو سكين إثارة الفرقة بين المسلمين والمسيحيين .. ونحمد الله الذي منحنا هذا البلد الآمن للعيش فيه جنباً إلي جنب متحابين ومتآخين متجاورين مسيحيين ومسلمين .. والبذرة التي في الارض والتي تطرح ثمرا طيبا نأكله.. لا تعرف اكانت اليد التي غرستها مسلمة أم مسيحية. الفيلم يعرض تفاصيل التعايش مع الآخر تحت سقف الوطن الواحد.. وقدم التفاصيل باسلوب ذكي كوميديوراق.. وتؤكد أن الدين لله.. والوطن للجميع!! وكما قال عادل امام في دور الواعظ بولس .. انه لا يستطيع البعاد عن مصر، عند عرض زوجته فكرة السفر إلي امريكا .. "السيدة العذراء والمسيح لما هربوا حضروا إلي مصر اقوم أنا اسيبها أنا بحب البلد دي قوي ولو خرجت منها ح اموت" ورفض الخروج من مصر!