ان مشاعر الامومة لا تساويها مشاعر علي وجه الارض ان الشعور بالحمل وكبر الجنين ونموه ولقب الام والولادة ورعاية المولود ومراقبة نموه سعادة لا تضاهيها سعادة علي الاطلاق. قلبي عليكن بنات مصر، بل والدول العربية،، قلبي عليكن من شبح العنوسة، فقد قاربت الظاهرة حد الانفجار المؤلم، كبدي وحسرتي علي ما آل اليه حال الفتاة العربية فليس مستغربا ان يتحدث احد عن ظاهرة العنوسة وعن خطورتها.. ولكن هل تحدث احد عن نتائجها السلبية الضاربة في المجتمعات العربية بالذات؟! لانها مجتمعات ذات عادات وتقاليد وقيم دينية واجتماعية وسلوكية يجب ان تحترم بشكل قاطع. ولكن ياتري من اين جاءت هذه الظاهرة؟! هل هي نتائج لقرارات سياسية واقتصادية؟! حيث اريد به تحديد النسل أو الحد منه أو تأجيله؟! اعتقد ان النتائج سلبية جدا وواضحة للعامة هذا للزيادة المفرطة والرهيبة في عدد السكان. هل اريد بارتفاع سن الزواج انخراط المرأة في العمل لاستقطاب طاقاتها لاثبات وجودها، واحترام كيانها، وتقوية عزمها لخدمة بلادها مثل الرجل علي غرار ما يحدث في الغرب والدول المتقدمة. اعتقد ان هذا الهدف قد نجح بسلبيات اكثر من الايجابيات لانه ادي لانتشار البطالة علي مستوي الشباب بشكل عام بالاضافة الي سلبيات اخري تتحدث عن نفسها في الفوضي الضاربة في الحياة الاجتماعية دعوني احدثكم بما يدور في جنبات نفسي وعقلي ان عقلي يكاد ينفجر حينما اسمع واري بنات بلدي يعانون آلاما نفسية رهيبة بسبب هذه الاسئلة، كما يعانون ايضا من صدمات الاجابة حيث يجدن ان هناك بعض الاجابات تقول ان العنوسة ليس سببها الحالة الاقتصادية وانما احد اسبابها الرئيسية هو عزوف الشباب عن الزواج حتي ولو كان متمكنا ماديا وقادرا علي خوض تجربة الزواج من الناحية المادية. اما اذا كانت الاجابة عن الاسئلة السابقة ان الشسباب قد فقد الثقة في المرأة العربية من حيث جديتها، وجنوحها ولجوئها الي الاستهتار بالكيان الاسري، وعدم اخذ الامور الزوجية مأخذ الجدية، فقد اصبحت الفتاة تستطيع ان تستقل ماديا عن اسرتها بل تستطيع ان تقيم اود نفسها اقتصاديا دون احتياج لتعنت الرجل وصرامته بسبب انفاقه عليها. هل اذا كانت هذه بعض الاجابات تكون واقعا فكريا موجودا لا غني عنه لمكون اساسي لفكر وعقل شباب اليوم فما هي الافكار المطروحة فعلا علي الساحة؟؟!!. دعوني اصارحكم القول بأنني التقيت بمجموعة من هؤلاء الفتيات الجميلات اللاتي تجاوزت اعمارهن سن الثلاثين ببضع سنوات، هؤلاء الفتيات يصارعن الزمن من اجل الزواج، لقد غلبهن التفوق الدراسي بنشوته والتفوق العلمي ببعض المناصب التي قد تسعي اليها معظم الفتيات كالعمل بشركات الطيران والترجمة والاعلام والصحافة والشئون الدبلوماسية كلها احلام عزيزة للفتيات قد تطمس معها معالم الانوثة حتي لتتحقق، فأنا كأم لا انسي ان اية فتاة في الثانية من عمرها وهي طفلة لا تستغني عن "العروسة" اللعبة حتي ترافقها لسن الثانية عشرة أو أكثر إن هذه اللعبة تمثل الانوثة بمعناها الجميل فهي تارة تلبس الثوب الابيض وهو ثوب العرس وتارة تقوم بدور الام وتارة بدور المولود انها مفردات الحياة في المكون النفسي والعقلي والجسدي لأي انثي فلا يمكن ان تطمس معالم هذا الوجود الانثوي بأي شكل من الاشكال، وانما قد يؤجل فقط الاهتمام به لتحقيق احلام اخري في بعض مراحل الحياة ولكن هذه الانوثة لا يمكن ان تموت ولا حتي تطمس، ان الانوثة احد ركني الجنس البشري. لذا تحدثت الي فتياتي بحرقه وضيق لاحساسهن بالوحشة في هذا المجتمع، هذه الوحشة دفعت بهن للاتفاق علي فكرة قد تكون مستغربة ولكنهن يعتبرنها حقا من حقوق الانسان، هل هناك سياسة تتعارض مع حق الفتاة في ان تكون أما أو تمارس مشاعر الامومة ولكن ما الذي تفتق عنه ذهن. في مجمل الفكرة ان يكون هناك بنك للحيوانات المنوية يؤخذ من بعض الرجال بعد الكشف عليهم كشفا طبيا دقيقا وتنشأ مستشفيات لهذا الغرض خاصة للعناية ببعض الرجال المشهورين بالصحة الجسدية القوية، ويؤخذ منهم الحيوان المنوي ويحفظ وتتوجه الي هذه الدار من ارادت ان يكون لها طفل أو طفلة، وتحقن بالحيوان المنوي بعد اخذ شهادة من هذا المكان المعترف به بانها كانت بكرا طاهرة وان هذا الشيء تم صناعيا بالتلقيح وليس عن طريق الخطأ أو الزنا أو ما شابه ذلك وهذا لمجابهة المشكلات الاجتماعية. ان مشاعر الامومة لا تساويها مشاعر علي وجه الارض ان الشعور بالحمل وكبر الجنين ونموه ولقب الام والولادة ورعاية المولود ومراقبة نموه سعادة لا تضاهيها سعادة علي الاطلاق. ولكن ماذا يسمي هذا المولود وكيف يعامل اداريا واجتماعيا يسمي الجميع اسم واحدا وليكن عبدالله أو شيء من هذا القبيل علي ان تتعهد الام برعايته ماديا وتربويا وانها قادرة علي هذا بمفردها لانها لن تقاضي احدا كحالات اثبات النسب للطفل وان هذا الطفل سيصبح رجلا صالحا للمجتمع لن يكون ابن حرام، أو ابن سفاح ولكن لا نعرف ما سوف يطلق عليه "ابن إيه"؟! من مصطلحات واخيرا هل تعلم ان هولاء الفتيات يحاولن جمع اكبر عدد من التوقيعات للتوجه للازهر بأخذ اجازة بالتنفيذ، لأن حق الامومة هو حق من حقوق الانسان، ولقد أوكل الله مهمة اعمار الارض الي الانسان. طبعا لا تعليق لا بالرفض ولا بالايجاب وانما أنا في حالة ذهول لما تفتق عنه ذهن هؤلاء الفتيات، فقد جابهن تجاهل الرجل لهن بالاستغناء عن وجوده الفعلي فتحقيق حلم الزواج ليس مهما بقدر تحقيق حلم الامومة. انتبهوا أيها السادة انتفاضة العنوسة "الأنوثة" قادمة.