طوال فترة تولي نبيل عثمان الرئيس السابق لهيئة الاستعلامات منصب رئيس قطاع التعاون الدولي بالشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي لم يتوقف يوماً سيل التصريحات التي كان يدلي بها، والتي تؤكد تصوير وإنتاج أفلام عالمية عديدة في استديوهات المدينة أو بالشراكة معه فسمعنا عن "نفرتيتي" و"شباب كليوباترا" و"علي بابا".. وغيرها من المشاريع التي ظلت حبرا علي ورق، بل تصريحات للاستهلاك المحلي والإعلامي ليس أكثر. ومع إسناد المسئولية للناقد والباحث السينمائي الكبير يوسف شريف رزق الله ظهرت للنور مشاريع مشتركة لكن حقيقية، وبدأت المدينة في استقبال بعثات عمل الشركات العالمية التي لم تتوقف عند الأمريكية فقط، بل جاءت وفود نرويجية وهندية وروسية، وجري تصوير بعض الأفلام بالفعل مثلما حدث في الفيلم النرويجي "عصابة آل أولسن الصغيرة" تأليف وإخراج آرن لندترناس وكذلك الفيلم الروسي "الغرباء".. لكن المفارقة التي أثارت دهشة الجميع أنه في الوقت الذي كانت تتوالي فيه التصريحات الإعلامية عن مشاريع بدا في النهاية أنها وهمية ومن صنع خيال د. نبيل عثمان اختفت التصريحات تماماً في عهد الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله للتبشير بالمشاريع الحقيقية التي خرجت للنور بالفعل، حيث بدا أن الناقد الكبير يؤمن بالمقولة الشائعة "نحن رجال أفعال لا أقوال" لكن الأمر تجاوز حد إنكار الذات إلي الوقوع في دائرة عدم الاستثمار الصحيح لهذه المشاريع العالمية للترويج الإعلامي للمدينة، فالأمر المؤكد أن إمداد الآلة الإعلامية بالأخبار والصور التي تؤكد وجود مشروعات أفلام عالمية تصور بالفعل علي أرض الواقع في المدينة أو علي أرض مصر بوجه عام فيه دعاية مؤكدة علي توافر الإمكانات الطبيعية والتقنية التي تشجع بقية الشركات الإنتاجية العالمية للتصوير في مصر، بدلاً من المغرب وتونس، وتعيد الثقة في أن الإجراءات البيروقراطية واللوائح الرقابية تراجعت حدة قبضتها وسطوتها، ومن ثم فإذا كنا نعيب علي نبيل عثمان إفراطه في التصريحات عن مشاريع وهمية، ووصلت إلي حد القول بأن النجمة السمراء هالي بيري هي التي ستجسد شخصية "نفرتيتي" في مصر(!) فإن صمت يوسف شريف رزق الله، وزهده الإعلامي عن الدعاية للقطاع الذي يترأسه والصفقات التي نجح بالفعل في إبرامها مع شركات إنتاج عالمية يمثل عنصراً سلبياً أيضاً، لأن حديثه عن هذه المشاريع التي خرجت للنور أشبه برسالة للشركات العالمية التي يعنيها الأمر، وتترقب باهتمام هدوء الأوضاع الأمنية في مصر، وانتهاء بعثات التصوير روسية كانت أو نرويجية أو غيرها بسلام وأمان من دون تحرشات رقابية أو حدوث ما يكدر الصفو، ومن هنا تتنامي أهمية ألا يتم تبديد كل هذه الجهود المبذولة والنتائج الإيجابية في حال إذا ما مرت هذه المشاريع من دون دعاية تليق بها وليست "البروباجندا" التي اعتادها المسئول السابق!. يوسف شريف رزق الله رئيس قطاع التعاون الدولي بالشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي يوضح الموقف بهدوئه المعتاد فيقول: - بالفعل تأخر الإعلان عن وجود فيلم نرويجي يصور في مصر، وتأجل عقد المؤتمر الصحفي الخاص بذلك إلي منتصف التصوير، وهذا يرجع إلي أنهم كانوا قد بدأوا التصوير بالفعل في الهرم ثم تم تدارك الأمر، وحدثت التغطية الإعلامية بشكل عالمي ونقلت الفضائيات الحدث بالشكل اللائق به، ونجح سيد حلمي رئيس الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي في التعامل مع الموقف بمرونة وقدم الكثير من التسهيلات للشركة المنتجة وكذلك فريق العمل في الفيلم حتي إنه أصدر أوامره بأن يعامل معاملة الفيلم المصري من حيث الأسعار، وهي خطوة مهمة للغاية لأنها ستسهم بشكل كبير في تشجيع بقية الشركات العالمية علي التصوير في مصر بعدما كانت تعاني بشدة من الأسعار المبالغ فيها للتصوير في مصر والتي توحي وكأن هناك شبهة استغلال لذا كان الهروب إلي المغرب وتونس حتي أن البعض اتجه مؤخراً للتصوير في الأردن التي تقدم تسهيلات ضخمة لكن التجربة التي قادتها المدينة مؤخراً أثبتت أن كل الأجهزة في مصر باتت تتعاون مع بعضها بشكل كبير لتذليل أي عقبات تواجه أطقم التصوير الأجنبية بعكس ما كان يحدث في الماضي، فلم يتردد علي أبوشادي في تسهيل الإجراءات الرقابية وكذلك نقيب السينمائيين ود. زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار. وعن السر وراء عدم الإعلان بكثافة عن هذه المشاريع الحقيقية في الوقت الذي انهالت علينا تصريحات سابقة عن مشاريع وهمية قال رزق الله: سيد حلمي رئيس الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي تحدث بدوره عن الوضع الراهن بالنسبة لتصوير الأفلام الأجنبية في المدينة فقال: - لم نتأخر في تقديم كل التسهيلات الممكنة وساعدنا كثيرا في الحصول علي الموافقات والتصاريح اللازمة للتصوير، وكان القرار المهم بمعاملتهم بأسعار المنتج المحلي، وتغلبنا علي الإجراءات البيروقراطية للجمارك وقمنا بإدخال المعدات للمنطقة الحرة باسم المدينة وليس باسم هذه الشركات الأجنبية، وكان لهذه الخطوة أثرها الإيجابي في تخفيض التكلفة لصالح المنتج الأجنبي مما يشجع شركات أخري علي التصوير في مصر، التي عرفت الأجهزة فيها أهمية الاستثمار في مجال تصوير الأفلام العالمية، وما يمكن أن تدره من أموال تنعش الاقتصاد المصري وتسهم في تحسين صورة مصر، ولهذا كانت إشادة السفير النرويجي بما قدمته المدينة، وكذلك فريق العمل الذي أكد أنهم كانوا يضطرون للتصوير في جنوب أفريقيا علي الرغم من طقسها الحار جداً هرباً من القيود والصعوبات التي كانت تواجههم في مصر ولم يعد لها وجود الآن.. وقد بادرنا بوضع كل هذه الكلمات والتسهيلات التي نقدمها في نشرات دورية نقوم بتوزيعها في المهرجانات العالمية كنوع من الترويج والدعاية للمدينة وكمحاولة لاستقطاب شركات الإنتاج العالمية للتصوير في مصر، وهو ما يفعله رئيس القطاع في كل المهرجانات السينمائية الدولية التي يتواجد فيها وآخرها "كان" السينمائي الدولي.