التكلفة المحتملة للولايات المتحدة فإنها ستكون سهلة الإدراك في حالة ضربة إسرائيلية، وحتي لو كانت واشنطن غير متواطئة أو ليس لديها علم. يطرح اشتون كارتر Ashton B.Carter في دراسة بعنوان "الأبعاد العسكرية في استراتيجية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني" Military Elements in a Strat egy to Deal with Iran's Nuclear Program، والتي نشرها مركز أمن أمريكا الجديدة Center for New American Security كجزء من عدة دراسات تتناول كيفية التعامل مع إيران. في الجزء الثاني تركزت الدراسة علي الدور الإسرائيلي وعلي تكلفة مهاجمة إيران. الخيار الإسرائيلي في حالة قيام إسرائيل بالضربة العسكرية فإنها ستواجه العديد من الصعوبات التقنية، منها: أولا: علي إسرائيل أن تختار طريق الطيران الجوي إلي إيران، ورغم أن هناك احتمالات عديدة، فإن جميع هذه الطرق طويلة وتتضمن التحليق فوق أجواء دول لا ترغب في التورط في مثل هذا الأمر. ثانياً: بعض الطرق تستغرق مدة تفوق كمية الوقود التي تحملها الطائرات وبالتالي إما أن تتزود الطائرات بوقود في منتصف الرحلة وبالتالي تعود مشكلة إيجاد موقع لحاملات الوقود لانتظار الطائرات، إلي جانب احتمالات الكشف والاعتراض، وإما الاستيلاء علي مطار في مكان ما مدة الضربة واستخدامه لإعادة تزويد الطائرات بالوقود. ثالثا: وبسبب هذه الصعوبات، فإن الضربة ستكون محدودة، تغطي عدة أهداف أقل من الضربة الأمريكية، وبالتالي قد تركز إسرائيل علي مفاعل ناتانز. ولكن التكلفة ستكون أصعب في التقدير، فعلي العكس من الولاياتالمتحدة، فإن إسرائيل غير منخرطة في أي مفاوضات متعددة الأطراف، كما أن إسرائيل ليس لديها "سمعة" عالمية أو إقليمية تحميها عندما تتعامل مع إيران، بالإضافة إلي أن إيران ستحدد ردها أو ثأرها من إسرائيل علي حساب أن إسرائيل تعد نفسها لاتخاذ إجراءات إضافية للسيطرة علي أي تصعيد. أما التكلفة المحتملة للولايات المتحدة فإنها ستكون سهلة الإدراك في حالة ضربة إسرائيلية، وحتي لو كانت واشنطن غير متواطئة أو ليس لديها علم، فإن الكثيرين في الشرق الأوسط لن يصدقوا هذا، وسيكون من الصعب علي الولاياتالمتحدة أن تقنع الأوروبيين والروس والصينيين، الذين يشكلون أساسا في أي تسوية دائمة مع إيران، أنها ليس لديها ما تفعله بخصوص الضربة الإسرائيلية، وبالتالي يمكن أن تكون الآثار الناتجة عن الضربة الإسرائيلية بالنسبة للولايات المتحدة تماثل الآثار التي قد تنتج عن الضربة الأمريكية. أهداف أخري غير نووية هناك العديد من الأهداف الأخري ليست لها علاقة بالبرنامج النووي الإيراني، ورغم أن تدميرها لن يسهم مباشرة في تأخير هذا البرنامج، ولكنه من ناحية قد يحقق الجانب الإلزامي في دبلوماسية تجمع العديد من الحوافز والعقوبات big- carrot/big-stick diplomacy، ومن ناحية أخري فإن تنفيذ التهديد بهذه الطريقة سوف يكون وسيلة تدفع إيران لإعادة التفكير بشان الخيارات المطروحة أمامها، إلي جانب أن هناك احتمالية لوجود تحريض إيراني يستدعي عمل عسكري أمريكي في المقابل. ومن بين هذه الأهداف قوات الدفاع الجوي الإيراني، والأسطول الإيراني والقواعد الجوية وقواعد الصورايخ وبعض المواقع العسكرية الاستخباراتية التي تدعم "وكلاء" إيران في العراق ولبنان وأي مكان آخر في الشرق الأوسط، بالإضافة إلي قوات الحرس الثوري والمخابرات وأهداف قيادية أخري، فضلاً عن البنية التحتية للنفط والغاز. خيار غزو إيران رغم وجود خطط أمريكية لغزو إيران منذ الحرب الباردة، فإن القيام بذلك الآن كخيار يعتبر أمرا مشكوكاً فيه، لعدة أسباب منها، أولاً: لأن احتلال دولة أخري في الشرق الأوسط أكبر حجما وأكثر تعقيدا سوف يبدو لأي فرد في واشنطن أو في العواصم الحليفة أمراً غير مقبول، فعدد سكان إيران ثلاثة أضعاف عدد سكان العراق، ومساحة إيران أربعة أضعاف مساحة العراق. ثانيا: أن القوات الأمريكية المطلوبة (المشاة) غير متوفرة، فالولاياتالمتحدة بالكاد توفر قواتها للعراق وأفغانستان، وهذا الأمر من المتوقع أن يستمر لبعض الوقت، وبينما تفتقد الولاياتالمتحدة إلي قوات المشاة فإنها لا تفتقد إلي القوات الجوية والبحرية والتي يمكن استخدامها ضد إيران كجزء من برنامج شامل للمعاقبة والإضعاف، من خلال هجوم جوي يضم الفئات المستهدفة التي تم ذكرها من قبل، ويستمر لعدة أسابيع أو أشهر. وبديل للضغط العسكري الشامل سوف يكون هناك بديل آخر وهو فرض حصار جوي وبحري شامل علي إيران، مع مناطق حظر طيران داخلية، وبينما قد يحقق الحصار بعض الأهداف، فإنه قد يفرض منفردا من قبل الولاياتالمتحدة. الأبعاد العسكرية لإستراتيجية الاحتواء قد يعتبر العمل العسكري جزءاًً من استراتيجية الاحتواء تجاه إيران.