أبدي الفرنسي آرسين فينجر مدرب نادي آرسنال الانجليزي دهشته من أعمار المدربين في يورو 2008 قائلا "قبل عشرين عاما كانت مثل هذه البطولات تضم مدربا واحدا مثلا في الستين من عمره ، وكانت تعتبر معجزة حقيقية لو وجدت مدربا في السبعين". وأضاف "ولكن من الواضح أن الاوضاع تغيرت ، وإذا تمكن المدربون من التعامل من الضغوط العصبية ، التي عادة ما تكون أقل في حالة تدريب المنتخبات الوطنية عن تدريب الاندية ، فأحيانا يبقون في الملاعب لمدة أطول". ويري الفرنسي جيرار هوييه ، عضو الوفد الفني لاتحاد الكرة الأوروبي في بطولة أوروبا الحالية ، أن وضع الثقة في المدربين الاكبر سنا ليس مفاجأة. وقال مدرب نادي ليفربول الانجليزي وليون الفرنسي السابق والذي يعمل في تحليل مباريات يورو 2008 لاتحاد الكرة الاوروبي "إن الخبرة عامل أساسي لتحقيق النجاح علي هذا المستوي من المنافسات". وتجاوز سن 12 مدربا من مدربي يورو 2008 الخمسين عاما. ليتبقي أربعة مدربين هم يواخيم لوف (ألمانيا ، 48 عاما) وروبرتو دونادوني (إيطاليا ، 44 عاما) وماركو فان باستن (هولندا ، 43 عاما) والاصغر بين الجميع سلافين بيليتش (كرواتيا ، 39 عاما) هم الذين لم تصل أعمارهم لنصف القرن. ويصل متوسط أعمار المدربين في يورو 2008 إلي 88ر56 عاما ، بزيادة طفيفة عن متوسط أعمار المدربين في بطولة يورو السابقة التي جرت قبل أربعة أعوام بالبرتغال حيث بلغ متوسط الاعمار آنذاك 81،56عاما. وكان ريهاجل نفسه قد علق من قبل علي مسألة السن في عالم كرة القدم قائلا إنه لا يوجد لاعبون كبار السن أو يافعون ، وإنما لاعبون جيدون أو سيئون. ويمكن تطبيق الامر نفسه علي المدربين. ويسعد المدربون الشباب دائما بإبداء احترامهم وتقديرهم للمدربين الاكبر سنا. حيث أكد لوف أنه يمكن بالتأكيد أن يستفيد من تجارب وخبرات مدرب مثل مدرب بولندا الهولندي ليو بينهاكر "65 عاما" قبل لقاء الفريقين في مباراتهما السابقة بيورو 2008. ويعمل بينهاكر نفسه دائما علي التذكير بخبرته والاستفادة من هذا الامر كما حدث مثلا أثناء دفاعه عن نفسه أمام انتقادات وسائل الاعلام البولندية مشيرا إلي أنه بعد قضاء 40 عاما في مزاولة مهنة التدريب فإنه لا يحتاج إلي دروس من أحد. وأوضح هوييه أنه مع تعرض اللاعبين للضغوط العصبية المتزايدة أو اضطرارهم للتعامل مع النجومية وضغوطها في سن مبكرة ، فإن المدرب كبير السن يمكن أن يلعب مع اللاعبين دور الاب. وهذا ما يمكن قوله عن البرازيلي لويز فيليبي سكولاري الذي دائما ما ينظر إليه مثل الاب بين البرتغاليين. ويري سكولاري أن الشعور بالجماعة والاسرة أمر مهم. كما أن سكولاري شخص متدين للغاية ، مما أكسبه احتراما كبيرا بين الجميع. وسبق لسكولاري أن أعطي لاعبيه كتاب "فن الحرب" لسون تزو ، وهو كتاب عمره 2500 عام عن الخطط العسكرية. ولا يبدو أن مثل هذه الافكار قد ترد علي ذهن مدرب شاب. هذا بخلاف أن المدربين المخضرمين تجذبهم مناصب تدريب المنتخبات الوطنية ، بعيدا عن العمل المستمر المجهد بمسابقات الدوري. كما أن العمل مع المنتخبات يمنح المدربين المزيد من الوقت للتركيز علي وضع خطط بمفاهيم خاصة. وكان هذا من الاسباب التي دفعت الالماني أوتمار هيتزفيلد "59 عاما" لاتخاذ قراره بتدريب المنتخب السويسري عقب البطولة الاوروبية الحالية ، حيث سيخلف المدرب كويبي كون ، الذي يكبر هيتزفيلد بخمسة أعوام ، في هذا المنصب. أما المدربون الشباب فعادة ما يفضلون تدريب الأندية لما يتضمنه الامر من تحديات يومية ، إلي جانب مكافآت مالية أكبر عادة. واقترب الكرواتي بيليتش في بداية هذا العام من قبول مهمة تدريب نادي هامبورج الالماني ولكنه قرر في النهاية البقاء مع منتخب بلاده ، بينما سيترك فان باستن وظيفته التدريبية مع المنتخب الهولندي بعد يورو 2008 من أجل تدريب نادي أياكس امستردام. وسيتولي تدريب المنتخب الهولندي بعد فان باستن المدرب بيرت فان مارفيك ، الذي يكبر فان باستن ب13 عاما.