تزايد المعارضة في المجتمع المصري إلي حد كبير يرجع إلي أن المواطن لا يشعر بأي تحسن في أوضاعه وهو ما اعتبره نتيجة طبيعية لتلك الحكومة التي لا تشعر بالشعب ولا بمشاكله والتي دائما ما تدعي أن هناك انجازات إذا ما الذي يمنع هذه الانجازات من الظهور بشكل واضح يلمسه المواطن البسيط فالفيصل في نجاح أية سياسات اقتصادية أو اجتماعية أو أي مجال آخر، هو النتيجة المحققة علي أرض الواقع، وانعكاسها المباشر علي حياة المواطن المصري. من هنا فإن الواقع يدل علي أن الحكومة لم تقدم أي إنجاز ملموس للمواطن، واتهام الحكومة للشعب المصري بأنه لا يقدر إنجازاتها أمر سخيف لا يمكن أن يحدث في أي من الدول الديمقراطية، لأن ما يهم رجل الشارع هو أن يلمس شيئا مختلفا، وإصلاحا حقيقيا، يشعر معه أن مشكلاته في طريقها إلي حل قريب. وعلي الجانب الآخر، نجد فئة قليلة من المؤيدين، ممن تعمل الحكومة لصالحهم دون النظر إلي مصالح غالبية الشعب المصري الذي يعاني أشد المعاناة. ووجود فريق من المؤيدين وفريق آخر من المعارضين أمر طبيعي في أي مجتمع، ولكن الخطر الأكبر يكمن في البعض ممن لا يهتمون بالشأن العام، والذين لا علاقة لهم بما يحدث من حولهم، ومن هم في حالة ممتدة من اللامبالاة، والذين نجدهم دائما يرددون مقولة "مفيش فائدة"، واعتقد أنه خلال الفترة القادمة سوف تنضم هذه الفئة إلي المعارضة بسبب الظروف السيئة التي يعيشونها، أننا بحاجة ماسة إلي انتخابات حرة وديمقراطية تكسب الحكومة شرعيتها وتعيد الثقة بينها وبين الشعب فالخطر كل الخطر من انتشار السلبية وتفشيها وشيوعها فالإيجابية الملتزمة غير المتجاوزة هي المخرج من هز المآزق والتي يجب أن تستقر في الوجدان لتحقيق الديمقراطية الحقيقية. كانت مصر خلال فترة الأربعينيات تعاني من بعض المشكلات كالبطالة، والفقر، وغيرهما من المشكلات التي عادت الآن مرة أخري من ضمن هذه المشكلات ظاهرة ظهور مجتمع النصف في المائة، والتي قامت ثورة يوليو من أجل القضاء عليها، ولكن للأسف الشديد عادت هذه الظاهرة للظهور في وقتنا الحالي مرة أخري الأمر الذي يتطلب ضرورة أن تكون هناك صحوة وطنية تثور علي الأوضاع السيئة الحالية، وتحاول إصلاحها من أجل حياة أفضل بعيدا عن الحكومة التي لا تشعر بالمواطن ولا بمشاكله، ولا برغباته التي لا تشكل لديها أدني قيمة، ومن هنا يجب أن تحاول الحكومة أن تشعر بالمواطن البسيط، وتلبي احتياجاته لأنها المسئولة عن الخلل الذي أصاب الواقع الاجتماعي في مصر لأنها هي التي قسمت المجتمع إلي طبقتين من يملكون كل شئ، ومن لا يملكون أي شئ.