التهمة: قامت ببطولة فيلم اسمه "صراع في الوادي" مع مخرج شيوعي اسمه يوسف شاهين.. وطارت إلي موسكو في مهمة رسمية! المفاجأة: "هيكل" يكشف في "الجزيرة" فحوي التقرير ويؤكد أن صحفيا كان يتعاون مع الأخوين أحمد ومحمود أبو الفتح هو الذي بعث به لأمريكا لإقناعها بالانضمام إلي إنجلترا وفرنسا في عدوانهما علي مصر عقب تأميم قناة السويس! فجر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مفاجأة من العيار الثقيل، عندما كشف في حلقاته التي تقدمها قناة "الجزيرة" بعنوان "مع هيكل" عن تقارير ووثائق بعث بها صحفي كبير، رفض ذكر اسمه حتي لا يسيء لعائلته كما قال إلي الأجهزة الأمريكية قبل العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، يحذر فيها من تضخم النفوذ الشيوعي في مصر، ويتهم نظام عبد الناصر نفسه بأنه "شيوعي"! المفاجأة ليست في التهمة التي جاءت في تقرير الصحفي، الذي قال "هيكل" انه كان يتعاون مع الشقيقين أحمد ومحمود أبو الفتح صاحبي جريدة "المصري" اللذين اختلفا مع نظام عبد الناصر بسبب مصالح شخصية انقلبت إلي أهداف تآمرية فغادرا مصر، ووطدا تعاونهما مع القوي الاستعمارية التي تسعي لاسقاط نظام عبد الناصر، ونجحت هذه القوي في تجنيدهما لحسابها خصوصا انجلترا وفرنسا ليساهما في ضرب هذا النظام، الذي تجرأ وأصدر قرار تأميم قناة السويس لكن المفاجأة ان "هيكل" أكد، بالوثائق ان الشقيقين أبو الفتح فتحا قنوات اتصال مع الصحفي الذي كان يتعاون معهما ومع جريدة "المصري" قبل إغلاقها وهروب صاحبيها من مصر، ليساهم في امداد الولاياتالمتحدةالأمريكية بتقارير تؤكد انحراف نظام عبد الناصر وانه بات يمثل تهديدا كبيرا وخطيرا للمصالح الأمريكية في المنطقة بعد تبنيه "الشيوعية" والهدف من هذه التقارير الخبيثة، والمسمومة، دفع أمريكا للانضمام إلي انجلترا وفرنسا في عدوانهما الذي كان يجري التخطيط له وقتها، ردا علي قرار التأميم ومحاولة اقناعها بتغيير موقفها الرافض للدخول طرفا ثالثا ولكي يبرهن "الأستاذ" علي ان التقارير ساذجة وباطلة ومغلوطة وليست ذات صلة بأرض الواقع أو الحقيقة أورد أحد هذه التقارير التي كتبها الصحفي، الذي لا يعدو في نظرنا مجرد "مخبر غبي" والتي أراد فيها أن يبرهن علي تفشي الشيوعية في مصر، تحت حكم عبد الناصر، فأشار إلي أسماء بعينها بوصفها رموزا في مجالاتها باتت تحتل مكانة مرموقة في المجتمع وتتبوأ أرفع المناصب في المؤسسات الصحفية والفنية وغيرها، لمجرد ان أصحابها يعتنقون الشيوعية"!" ودلل علي هذا، بسذاجة منقطعة النظير، بأن أشار في التقرير إلي اسم الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين، الذي نفي عنه "هيكل" تهمة الشيوعية وأنه لم يكن يوما شيوعيا ثم كانت المهزلة في ورود اسم فاتن حمامة كواحدة من نجمات الفن اللاتي اعتنقن الشيوعية وكما يحدث من المخبرين الجهلة" عندما يرغبون في "حبك التهمة" كتب "الصحفي العميل" في تقريره ان فاتن حمامة تعاونت مع شيوعي آخر هو المخرج يوسف شاهين في فيلم "صراع في الوادي" "!" وانها سافرت إلي موسكو في مهمة رسمية"!" ولأنها في الغالب سافرت لحضور مهرجان في الاتحاد السوفيتي فان التقرير تعمد، كنوع من التدليس، عدم الاشارة إلي ذلك ووصف الزيارة بأنها "مهمة رسمية" من "عميل شيوعي" ليتلقي التعليمات من "النظام" هناك! لعلها المرة الأولي تلك التي يكشف فيها الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عن وثائق تتعلق بفنانين ومبدعين، خصوصا إذا كانوا بحجم وقامة وقيمة ومكانة فاتن حمامة ويوسف شاهين والكاتب الكبير أحمد بهاء الدين لكن "الكذبة المفضوحة" منذ الوهلة الأولي، نظرا لأن أحدا لم يصدق أن فاتن حمامة شيوعية ربما تكون مناسبة لأن نطالب "الاستاذ هيكل" بضرورة الافراج عن وثائق أخري خطيرة بطلتها فاتن حمامة أيضا، التي قيل انها هربت من مصر خوفا من مطاردة وملاحقة زبانية "صلاح نصر" لها "!" ويوسف شاهين نفسه، الذي أعاده عبد الناصر بقرار شخصي بعد استقراره في لبنان ووقائع خطيرة كثيرة تصلح لأن تكون محل نظر وحديث وجدل "مع هيكل" لأنها لا تقل أهمية في نظرنا عن قضية "الأمن القومي" لمصر.