أولي ندوات المهرجان عقدت عقب عرض فيلم "مرجان أحمد مرجان"، وغابت عنها أسرة الفيلم باستثناء كاتبه يوسف معاطي ومخرجه علي إدريس، اللذين تأخرا قرابة الساعة ونصف الساعة عن موعدها المقرر، وأرجعا السبب في التأخير إلي الزحمة المرورية! أهم ما جاء في الندوة، التي أدارها الناقد محمد صلاح الدين، تأكيد المخرج أن "مرجان" لم يتغير في النهاية لأن الواقع نفسه لم يتغير، ولأنه يري أنه لم يخطئ (!) ولأن الفاسد لا يتغير أو ينصلح حاله فجأة، ولأننا أردنا تقديم نهاية سعيدة ينتظرها جمهور الفيلم الكوميدي! وبرر أحد الحضور الواقع الراهن بأنه نتيجة طبيعية للتحول من الاشتراكية إلي الاقتصاد الحر أو الرأسمالية، وأكد في أغرب تبرير من نوعه أن "مرجان" ليس فاسدا، لأنه لم يبع سلعا فاسدة أو أغرق الناس في عبارة، لكنه "واحد بيمشي مصالحه"! وفجر المخرج علي إدريس مفاجأة بقوله: "لن أخجل من القول إن عادل إمام هو الذي اختار فريق العمل، لكنه لم يخرج الفيلم كما قالوا، لأن البعض لا يدري أن للمخرج دورا آخر أهم غير اختيار "الكاست"، وهو الذي يحاسب علي جودة الفيلم من عدمه، والسينما المصرية طوال عمرها النجم فيها هو الذي يختار المخرج" (!) وكشف المؤلف يوسف معاطي سر "مرجان" بقوله: "لقد ظن أنه قادر علي شراء كل شيء بالمال، ونسي أنه لن يستطيع أن يشتري: الحب والصحة والعلم".. وبرر النهاية بأن البطل تغير إلي حد ما، بدليل تقبله فكرة أن هناك أشياء لا تشتري، ولكي نقدم نهاية مبهجة. وهاجم أحد الحضور وصم المناخ الجامعي بأنه فاسد، بينما يحرض الفيلم علي أهمية التعليم، وأوضح "معاطي" أن إظهار الفساد يعجل بإدانته ونهايته.. وفي عبارة غير دبلوماسية علي الإطلاق قال متوجها للحضور: "تخيلوا لو نزلنا شاي بالياسمين لكل الموجودين النهارده، فمن المؤكد أنهم كلهم سيقولون بعد خمس دقائق ده "فيلم عظيم"، وكأنه يتهم الجميع بالرشوة (!)