شهدت بطولة الأمم الأفريقية المقامة حاليا في غانا العديد من الظواهر التي أثارت جدلا واسعا بين خبراء كرة القدم في مقدمتها سؤال فرض نفسه بقوة في الفترة الأخيرة مع دخول البطولة في دور الثمانية والسؤال هو: من صاحب الإنجاز الحقيقي المدرب أم اللاعب؟ هل فكر المدرب وحده خلال المباراة والخطة الفنية التي يعتمدها هي الطريق للفوز أم أن حماس اللاعبين وخبرة النجوم الموجودين في الفريق هي السبب الرئيسي، هل جيرار جيلي المدير الفني لمنتخب كوت ديفوار هو صاحب اللمسة القوية والمستوي الرائع الذي ظهر به المنتخب منذ بداية البطولة رغم أنه لم يتول المهمة رسميا كمدير فني إلا قبل المشاركة الرسمية في المباريات بأسبوع واحد فقط بعد استقالة شتيليكا الألماني لظروفه الخاصة، فتم تصعيد جيرار جيلي ليقود الفريق وكما هو الحال مع جيلي فهو أيضا مع حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني وأوليفيرا المدير الفني لمنتخب أنجولا وكلود لوروا المدير الفني لغانا وأوتوفيستر المدير الفني للكاميرون مع اختلاف المدة الزمنية لكل منهم مع فريقه وجميعهم يسير بخطي ثابتة في البطولة في المقابل فإن منتخب نيجيريا رغم سمعته وتاريخه الكبيرين إلا أنه ظهر بمستوي متذبذب حيث خسر في مباراته الأولي أمام غانا بهدفين مقابل هدف ثم استعاد الفريق توازنه وتأهل لدور الثمانية وبعد أن كان قاب قوسين أو أدني من التأهل للمربع الذهبي أهدي الفوز إلي منتخب غانا صاحب الأرض ليصعد علي حسابه ويدخل إلي المربع الذهبي.. ولحسم هذه القضية التقينا بعدد من خبراء كرة القدم لمعرفة رأيهم وكانت البداية مع الكابتن حسن الشاذلي حيث أكد أن تفوق أي فريق وحصوله علي البطولة أو اللقب لا يمكن أن يأتي صدفة خاصة في ظل التطور الهائل في عالم التدريب والخطط الفنية مشيرا إلي ضرورة أن يكون المدرب علي مستوي الحدث وضرب الشاذلي مثلا بمباراة المنتخب الوطني أمام الكاميرون عندما أظهر حسن شحاتة المدير الفني قدرة كبيرة في قراءة المباراة ولعب بالتشكيل المناسب واعتمد علي الخطة الهجومية حتي أنه أجري تغييرات مناسبة وأحكم سيطرته علي المباراة ولولا تدخله في الوقت المناسب لكانت السيطرة للفريق الكاميروني. قال إن فكر المدرب وشخصيته هي العامل الأساسي في سيطرته علي اللاعبين وتوظيفهم بشكل جيد إلا أنه من المطلوب أيضا أن يكون اللاعبون علي مستوي جيد ولديهم الروح والعزيمة لتنفيذ تعليمات الجهاز الفني. أضاف الكابتن علي أبو جريشة الخبير الكروي أن الفريق كتلة واحدة لا يمكن تجزئته إلي مدرب ولاعبين لأن المصلحة واحدة والهدف واحد وهو تحقيق الفوز وبالتالي لابد من لاعبين مميزين يقودهم مدرب متميز حتي يتمكن من توظيفهم واستغلالهم بشكل جيد وأيضا لابد أن يكون المدرب صاحب شخصية قوية حتي يتمكن من فرض سيطرته علي اللاعبين وإلا انفرط عقد اللاعبين وضرب مثلا بمنتخب نيجيريا الذي يمتلك لاعبين مميزين إلا أن فوجتس الألماني المدير الفني فشل في الحفاظ علي ترابط لاعبيه فظهروا بشكل مستهتر منذ بداية البطولة وبعد أن استعادوا توازنهم وتأهلوا لدور الثمانية عادوا إلي طبيعتهم فخرجوا دون أن تكون لهم بصمة حقيقية مشيرا إلي أن منتخب نيجيريا خيب كل الآمال والتوقعات التي وضعت نيجيريا ضمن المرشحين للمربع الذهبي. من جانبه أكد الكابتن أيمن يونس عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة أن أي منتخب متميز وقوي لابد أن يقوده مدرب أيضا علي نفس المستوي مشيرا إلي أن جيرار جيلي أثبت أنه مدرب متميز بدليل سيطرته علي نجوم الفريق أمثال دروجبا ودينديه والأخير رغم نجوميته إلا أنه يجلس علي دكة البدلاء وكذلك يقوم بتغيير دروجبا في أي وقت يراه وهو ما يؤكد قوة شخصيته وهو نفس الحال أيضا مع النادي الأهلي تحت قيادة مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي صاحب الفكر المميز.. قال إن البطولات الآن لم تعد تذهب إلا لمن يستحقها والمدرب المتميز بمفرده لن يستطيع تحقيق أي شيء إلا إذا كان اللاعبون أنفسهم يمتلكون الرغبة والحماس لصناعة تاريخهم وهو ما ينطبق حاليا علي موقف نادي الزمالك.