التاريخ يعيد نفسه وبطولة أفريقيا تكرر نفسها.. وتضع منتخبنا الوطنى فى مواجهة أفيال كوت ديفوار.. وهذه المرة فى الدور قبل النهائى. اختلفت الأدوار.. ويبقى فى النهاية شىء واحد يجب أن يضعه منتخبنا أمام عينيه وهو.. الفوز. منتخبنا وكوت ديفوار.. نهائى مكرر للبطولة السابقة التى أقيمت فى مصر منذ عامين.. لكن فى غانا.. يلتقيان في قبل النهائى.. ومطلوب منهما فريق واحد ليكون طرفا فى مباراة التتويج. مباراة اليوم التى تبدأ في العاشرة والنصف مساء بتوقيت القاهرة لا تقبل القسمة علي اثنين، وهى كتاب مفتوح بين الفريقين.. وثأرية للمنتخب الإيفوارى الذى يسعى للتتويج للمرة الثانية فى تاريخه حيث كانت المرة الأولى عام 92. المنتخب الإيفوارى سحب بساط الترشيحات من كل المنتخبات بعد عروضه القوية وأدائه الثابت من بداية البطولة ولما يضمه من نجوم لهم ثقلهم فى عالم الكرة كما أنه استطاع أن يحقق الفوز فى المباريات الأربع التى لعبها فى البطولة حتى الآن. منتخبنا الوطنى الذى يحتضن اللقب حتى الآن.. يرفض أن يستغنى عنه بسهولة خاصة بعدما قطع شوطاً كبيراً ووصل إلى هذا الدور بجدارة. المنتخب الإيفوارى وصل إلى قمة مستواه فى مباراته مع غينيا بدور الثمانية التى هز فيها الشباك الغينية بخماسية متنوعة أرعب بها قلوب بقية الفرق خاصة أنه يملك جيشاً من النجوم يقودهم الداهية "دروجبا". والفريق الإيفوارى "فى غزو" هذه البطولة وهو الفريق المتناغم المتجانس المتفاهم صاحب المستوى الثابت من أول مباراة ويعلم تماماً أن منافسه هو البطل والمباراة بالنسبة له "حياة أو موت" لأنه لا يريد أن يفقد اللقب الذى لم يسبق على الاحتفاظ به سوى مباراتين.. لقاء اليوم واحد منهما. الوسط يعتبر خط وسط كوت ديفوار هو رمانة الميزان فى الفريق والذى يضبط إيقاع الإيفواريين وحلقة الوصل بين دفاعهم وهجومهم سواء زوكورا أو هارونا.. أو كيتا، كما أن لاعبيه يلعبون كرة جماعية بعيداً عن المنظرة والمظهرة.. لأن أمامهم هدفا واحدا محددا.. وهو الوصول إلى منصة التتويج، كأبطال وليس كوصيف. يعتمد جيرار جيلى المدير الفنى علي دورجبا مهاجم الفريق الخطير.. ومعه مساعدوه كالو الذى يعتبر أحد العناصر الجديدة التي ضمها جيلى لقائمة الفريق قبل انطلاق البطولة وهو شقيق بونفانتور كالو الذى يلعب فى الدورى الإماراتى حالياً، وكالوا كان يتمنى الحصول على الجنسية الهولندية لكن السفارة الهولندية لم تحقق رغبته.. وهناك أيضا يايا توريه وباكارى كونيه وكولو توريه وإيمانويل إيبويه، وكلهم أسماء "مرعبة" لأى فريق يتحسس طريقه في عالم الكرة. المنتخب الإيفوارى يلعب كرة هجومية بحتة لما يملكه من نجوم يمكنهم هز الشباك من أى فرصة أو من أنصاف الفرص، كم أن حارسه تيازيه كونيه وهو اللاعب المحلي الوحيد فى الفريق ويلعب لأفريكا سبورت، على مستوى عال من الكفاءة وستكون المباراة مواجهة خاصة بينه وبين عصام الحضرى. منتخبنا البطل منتخبنا بطل أفريقيا حتى الآن يسوده جو من التفاؤل بعدما اجتاز المباراة تلو الأخرى إلى أن وصل إلى هذا الدور. حسن شحاتة ومعاونوه شوقى غريب وحمادة صدقى وأحمد سليمان أغلقوا ملف دور الثمانية سريعاً وبدأوا الاستعداد الجاد لهذه المباراة. من أجل تخطيها. شاهدوا مباراة كوت ديفوار وغينيا، وأيضاً شاهدوا مبارياتهم فى الدور الأول رغم أن الفريق ليس بغريب عليهم.. وركزوا فى التدريبات على كيفية إيقاف خطورة دروجبا وزوكورا وكالو.. وغيرهم. ستكون جهة وائل جمعة صعبة بل أصعب من مهمته فى مباراة أنجولا لاختلاف المنافس، وأيضاً المهاجم الذى سيكلف برقابته، وفلافيو غير دروجبا بالطبع. خط وسط الفريق ستقع عليه مسئولية كبيرة لأنه سيواجه أفضل خط وسط فى الدورة، وحسنى عبدربه ومحمد شوقى، ومن الأفضل أن يلعب الجهاز بثلاثة لاعبين فى الوسط لمواجهة ثلاثى كوت ديفوار الخطير، وإبراهيم سعيد أفضل من يشغل هذا المكان فى هذه المباراة، وأمام هذا الثلاثى أو الثنائى أبوتريكة، أو زيدان وهما يلعبان بطريقة واحدة. الهجوم المكون من عماد متعب وعمرو زكى ومعهما محمد زيدان الذى شفى من إصابته بالتواء فى قدمه سيكون عليهم الدور الأكبر فى ترجمة أى فرصة أو أى هجمة إلى أهداف لأنها مهمتهم الأساسية والرئيسية. عصام الحضرى الحارس اليقظ، وحش أفريقيا الجديد مطلوب منه التركيز فى هذه المباراة لأنه السد المنيع خلف آخر الحصون الدفاعية. وقد انهالت الوعود علي لاعبى منتخب مصر عقب الفوز على أنجولا.. ورصد اتحاد الكرة مكافآت بالجملة ووعد أن تكون أعلى من مكافآت البطولة السابقة التى أقيمت فى القاهرة منذ عامين كنوع من التحفيز للاعبين. المباراة لابد أن تنتهى بفائز، فإذا انتهى وقتها ستكون ضربات الترجيح هى الفاصلة لحسم المتأهل. يذكر أن منتخب مصر فاز على كوت ديفوار مرتين فى البطولة السابقة 3/1 فى مباريات المجموعة و4/2 فى المباراة النهائية التى توجنا فيها أبطالاً.