تأهل منتخب مصر إلى الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية ليلاقي منتخب أفيال كوت ديفوار "الرهيب" وأعتقد أن مباراة "الأفيال" يوم الخميس ستكون نهاية مشوار المنتخب المصري في البطولة. وقد تعلمنا في العمل الصحفي أن نقف دائما خلف منتخبنا الوطني أو الأندية المصرية في البطولات الخارجية وأن نحاول أن ندعو دائما إلى التفاؤل ومنح الأمل للجماهير بالفوز في أي مباراة حتى لو كنا سنلعب مع منتخب البرازيل نفسه، وهو نفس ما يفعله الطبيب المعالج للمريض ولا يصارحه بحقيقة مرضه لو كان خطيرا ويمنحه الأمل في الحياة حتى لو كان متأكدا من وفاته بعد ساعات قليلة. ولكني على المستوى الشخصي لا أنتمي إلى هذه المدرسة في الصحافة ولا أفضلها أيضا في الطب، فالأفضل هو التحدث بصدق وشفافية والنزول إلى أرض الواقع، والأفضل هو المصارحة بالحقيقة مهما كانت سيئة أو تشاؤمية، كما أن الأفضل تهييء الجماهير لأي نتيجة سلبية متوقعة حتى لا يضعوا آمالا عريضة ثم يصابوا بصدمة بعد ذلك. وفي رأيي وبكل صراحة وحيادية وجرأة أن منتخب كوت ديفوار أفضل من منتخب مصر سواء من الناحية الفنية أو اللياقة البدنية أو خبرات اللاعبين الذين يلعبون في أفضل أندية أوروبا أو حتى الطموح والسعي للفوز بكأس البطولة، ومنتخب كوت ديفوار هو الأقرب للفوز على مصر كما أنه الأقرب للتتويج باللقب إلا في حالة مجاملة الحكام لغانا. فمنتخب كوت ديفوار هو الأفضل في القارة بدون منازع وتمثل ذلك في وصوله للمباراة النهائية في مصر 2006 وخسارته للقب أمام البلد المضيف بركلات الترجيح ثم وصوله لكأس العالم 2006 وأداؤه بشكل رائع في البطولة وأخيرا أداؤه المميز في كأس الأمم. ومنتخب كوت ديفوار نجح في الفوز على مصر مرتين في تصفيات كأس العالم "ذهابا وايابا" ثم تعادل معنا في نهائي كأس أمم إفريقيا وخسر بركلات الترجيح رغم وجود عاملي الأرض والجمهور الغفير مع منتخب مصر بالاضافة لحالة الاصرار والعزيمة والارادة للاعبي مصر لأن البطولة كانت تقام على أرض مصر، بل أن من يراجع شريط المباراة النهائية في 2006 سيجد منتخب كوت ديفوار هو الأفضل والأقرب للفوز والأكثر اضاعة للفرص. ومباراة الدور الأول في 2006 والتي فازت فيها مصر 3-1 لم تكن مقياسا لأداء المنتخبين لأن منتخب "الأفيال" أراح معظم عناصره الأساسية ولعب بتشكيلة من البدلاء والصف الثاني بعدما ضمن التأهل لدور الثمانية. أعود وأؤكد أن هذه المقال والتي أكتبها قبل اللقاء المرتقب بساعات ليست دعوة للتشاؤم ولكنها دعوة للمصارحة ومعرفة الحقيقة، كما أن الفوز على كوت ديفوار في المباراة المقبلة ليس مستحيلا، ولكن كوت ديفوار هي الأقرب للفوز بنسبة تصل إلى 80 % مقابل 20% فقط لمصر تحتاج إلى تركيز وروح عالية وتوفيق كبير من الله.
أؤكد أن هذه المقال والتي أكتبها قبل اللقاء المرتقب بساعات ليست دعوة للتشاؤم ولكنها دعوة للمصارحة ومعرفة الحقيقة. أما عن سبب كتابتي لهذه المقالة فهو تهييء الجماهير والرأي العام بأن منتخب مصر لن يجب أن يفوز على طول الخط فنحن نلعب أمام منتخبات محترمة وكبيرة وتسعى هي الأخرى للفوز والتتويج باللقب. وأتمنى أنه في حالة الهزيمة - لا قدر الله - ألا ينسى الجماهير والصحافة ما فعله حسن شحاتة واللاعبين لمنتخب مصر سواء في بطولة 2006 أو في المباريات الأربعة السابقة في بطولة 2008 والتي حققوا فيها نتائج رائعة وأداء مميز، وأتمنى أن يبقى شحاتة في موقعه على رأس الجهاز الفني للمنتخب حتى نهاية تصفيات كأس العالم 2010. وأطالب لاعبي مصر بخوض اللقاء بكل قوة وتركيز ويؤدوا ما عليهم في الملعب حتى اذا خسرنا لا قدر الله يكونوا فعلوا ما عليهم ولا يستطيع أحد توجيه اللوم لهم ونخسر بشرف وبنتيجة مقبولة. أما بالنسبة للجهاز الفني فأتمنى أن يلعب أمام كوت ديفوار برأس حربة واحد هو عمرو زكي ومن خلفه اثنين هما محمد زيدان ومحمد أبو تريكة لأن ذلك سيكون الطريقة الأفضل والتشكيل الأفضل لمواجهة الأفيال. ويجب جلوس عماد متعب على مقاعد البدلاء في بداية اللقاء حتى يعود لهدوئه وتركيزه مع الدفع به في الشوط الثاني بحسب مجريات المباراة، وفي رأيي أيضا أن أحمد حسن يجب أن يبدأ اللقاء في مركز الجناح المدافع الأيمن بدلا من فتحي للاستفادة بخبرة حسن وبنيانه القوي في مواجهة الأفيال بدلا من فتحي صاحب البنيان الضعيف والخبرة القليلة. ملاحظة: كتبت مقالا قبل انطلاق البطولة بعنوان "2008 حاجة تانية" توقعت فيها وصول مصر للدور قبل النهائي والحصول على أحد المركزين الثالث أو الرابع، كما توقعت أن يتوج بكأس البطولة أحد منتخبات غرب إفريقيا "غانا أو كوت ديفوار أو الكاميرون أو نيجيريا" ويبدو أن التوقعات تسير في طريقها الصحيح ولكني لأول مرة أتمنى