فاجأ الجميع عندما قدم مشهداً ساحراً في فيلم "كده رضا" أمام أحمد حلمي، ولفت الأنظار، بقوة، وهو يجسد شخصية الطبيب النفسي في الفيلم نفسه بشكل غير تقليدي ولا معتاد، وكأنه يؤكد موهبته التي تبدت في أعمال فنية كثيرة، ما بين مسرحية وتليفزيونية وسينمائية، ويعلنها صريحة "أنا خالد الصاوي"، الذي لم يكن تجسيده لشخصية "حاتم رشيد" في "عمارة يعقوبيان" مصادفة بل قطرة في بحر من الموهبة التي تكتشف يوماً بعد الآخر. هل تري أن مشاركتك في فيلم "كباريه" تمثل تراجعاً لكونه بطولة جماعية؟ - وما لها البطولة الجماعية؟ إنها أحب البطولات إلي قلبي، وأراها نوعية ناجحة للغاية، والمثال واضح في فيلم "عمارة يعقوبيان"، الذي ضم كوكبة من النجوم مثل "عادل إمام، نورالشريف، ويسرا وإسعاد يونس، وها أنذا أكرر التجربة بشكل آخر في فيلم "كباريه" بمشاركة مجموعة من الممثلين الموهوبين مثل: صلاح عبدالله وأحمد بدير وفتحي عبدالوهاب وماجد الكدواني وجومانا مراد ودنيا سمير غانم وإدوارد وغيرهم كثير. وهل سجنت نفسك في دور الضابط الفاسد؟ - بين العمل والآخر أنفي عن نفسي هذه التهمة فما سبب هذا السؤال؟. لأنك جسدت، مؤخراً، الدور نفسه من خلال شخصية رشدي وهدان في فيلم "الجزيرة"؟ - منذ اللحظة التي عرض علي فيها المخرج الاستاذ شريف عرفة الدور علمت أنني سأكون مختلفاً، فهو مخرج متمكن بدرجة كبيرة. وهل هناك فارق بين "رشدي" في "الجزيرة" وسعيد العراقي في "أبوعلي"؟ - الاختلاف كبير وقوي، لأن "وهدان" لديه قناعة انه ليس فاسداً وأن أسلوب إدارته للأزمات يحمل فلسفة يراها صحيحة لكونها تخدم القانون ولا تضره(!) ورؤيته في هذا أن الصعيد منطقة خاصة لها عقليتها وظروفها التي تحتاج إلي تعامل من نوع خاص بينما "العراقي" ضابط فاسد بالفعل. ماذا أقلقك في تصوير "الجزيرة"؟ - مشهدان، أولهما المواجهة مع منصور الحنفي، الذي قام بدوره أحمد السقا، في قصره قبل اعتقاله، والثاني مع محمود عبدالمغني أو الضابط "طارق"، الذي يرفض سياستي ويؤمن بفلسفة أخري في تطبيق القانون، وصدمته عند علمه بأنني متعاون مع عائلة "الحفني"! هل تري أنك تجاوزت أزمة حاتم رشيد؟ - حاتم رشيد لم يمثل لي أي أزمة، بل كشف لي الوعي الشديد للجمهور المصري، الذي تجاوب مع أزمة الشخصية، علي الرغم من دخولها في علاقة مثلية جنسية، ولم يحدث يوماً أن هوجمت بسبب هذه الشخصية، فالكل يعرف أنه "تمثيل" والحكم يكون علي واقعية الأداء من عدمه. هذا الجمهور نفسه تجاوب معك وأنت تجسد شخصية الطبيب النفساني بصورة جديدة في "كده رضا"؟ - وكان هذا رهاني الجديد الذي كسبته في حكمي علي الجمهور، الذي استقبل الشخصية بحفاوة، وتجاوب مع مشاهد بعينها كنت أثق أنها لن "تعدي عليه". تعلم بالطبع أن هناك مسلسلاً درامياً يجري التحضير له عن شخصية جمال عبدالناصر. هل تمنيت أن تتواجد فيه بعد تجربتك كبطل لفيلم "جمال عبدالناصر"؟ - لقد قرأت واستمعت لأخبار حول هذا المشروع وسعدت جداً، وأتمني أن يقدم بشكل جديد ومختلف. ولن أتردد في الموافقة علي تقديم الشخصيات المهمة في تاريخ مصر، خصوصاً أن التليفزيون منبر إعلامي مهم. كثيرون اعتبروا أن فيلم "جمال عبدالناصر"، الذي قمت ببطولته ظلم نقدياً وجماهيرياً.. هل توافقهم الرأي؟ - بدرجة كبيرة ليس فقط علي مستوي التقييم النقدي والاستقبال الجماهيري، بل أيضاً علي الصعيد الإعلامي، والأسباب مازالت غامضة بالنسبة لي. هل تحتاج هذه النوعية من أعمال السير الذاتية إلي تطابق في الشكل أم اقتراب من الروح؟ - طبعاً عامل الشكل له تأثير كبير، وأيضاً عنصر الماكياج، وهناك ما يسمي بالبنية الشكلية وربما الوهمية التي تلعب دوراً كبيراً لتقريب الشكل بين شخص وآخر. ولماذا يرشحك المخرجون لأدوار الشر؟ - لا أعرف! وربما لأن ملامحي الشكلية توحي لهم بشيء ما أو لأنني نجحت في أداء مثل هذه الشخصيات. استسهال من جانبهم؟ - أكيد أن الأمر يندرج تحت باب "الاستسهال" وهذا معتاد كثيراً علي الساحة، حيث يصبح نجاح الممثل في دور بعينه بمثابة وصمة تطارده في كل أدواره التالية، وإذا لم ينجح في التمرد عليها ورفضها يقع في فخها. وماذا فعلت.. تمردت أم وقعت في فخها؟ - لا أتوقف عن السعي الدائم لكسر هذه النمطية، والدليل في أدواري المتنوعة من جمال عبدالناصر إلي حاتم رشيد والطبيب النفساني ثم الضابط رشدي وهدان.. إلخ. هل تشعر أنك نلت حقك كممثل؟ - لا طبعاً.. ومازلت أبحث عن الفرصة التي تقدمني بشكل جيد وجديد ومختلف وحقيقي.