وتحظي منافسات اليوم بمتابعة جماهيرية ضخمة وإثارة شديدة ربما هي الأكثر بين مجموعات البطولة الأربع، كما توقع أغلب الخبراء قبل انطلاق البطولة واستحقت لقب "مجموعة الموت" عن جدارة، خاصة بعد نتائج الجولة الأولي والتي انتهت بنتيجة واحدة هي التعادل بهدفين للسنغال وتونس، وبهدف لأنجولا وجنوب إفريقيا، مما عقد الحسابات بين المنتخبات الأربعة والتي أصبحت فرصها جميعا متساوية في التأهل للدور الثاني من البطولة، وتقام مباراتا اليوم الأولي في الساعة السابعة مساء بين السنغال وأنجولا والثانية في التاسعة والنصف بين تونسوجنوب إفريقيا. صراع الأسود والفهود يدخل السنغاليون مباراة اليوم وهم يحاولون استرداد عصرهم الذهبي والذي بدأوه مع الألفية الثالثة عندما تأهلوا إلي مونديال 2002 تحت قيادة الفرنسي برونو ميتسو الذي كون فريقا من أفضل محترفي أوروبا والذين أصبحوا حاليا عناصر خبرة مؤثرة داخل الملعب، وإن دخل عليهم بعض عناصر الشباب بعد فتح باب الاحتراف علي مصراعيه.. جاء تعادل السنغال في المباراة الأولي ليضعهم في موقف لا يفيد معه سوي الفوز علي أنجولا فرس الرهان الإفريقي الجديد لضمان حجز بطاقتهم إلي الدور الثاني مبكرا، وكان أسود التيرانجا الأقرب للفوز، لولا الفرص العجيبة التي ضاعت من نجومهم والتي كان بعضها والمرمي خال تماما، وهذا ما سوف يحاول المدرب الفرنسي البولندي الأصل هنري كاسبرزاك صاحب الخبرة التدريبية الإفريقية العريضة إصلاحه خاصة مع قوة الخط الدفاعي لأنجولا وتفاهم لاعبيه جيدا. ويعتبر منتخب الأسود كتابا مفتوحا لمنافسيه حيث لايزال يعتمد علي أغلب نجومه القدامي كأساسيين أمثال حارس المرمي توني سيلفا، وفي الدفاع حبيب باي وعبدالله فاي "نيوكاسل" ولامين دياتا "بشكتاش"، وفي خط الوسط نجد بابا بوبا ديوب "بورتسموث" وديومانسي كمارا "فولهام" وبابي فدياني "جنوة"، أما في الهجوم فلا اختلاف علي الحاج ضيوف "بولتون" وهنري كمارا "وست هام" ومامادو نيانج "مارسيليا". منتخب اللعب الجماعي علي الرغم من كون المدرب الأنجولي لويس أوليفيرا لم يكن لديه اسم كبير في عالم التدريب من قبل توليه مسئولية منتخب بلاده كبقية مدربي القارة فإنه استطاع أن يسطر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة الإفريقية بعد أن استطاع تكوين منتخب لا يضم أسماء عالمية في الدوريات الأوروبية كعدة منتخبات، ولكنه أصبح كابوس الفرق الكبيرة بعد المستوي الرائع الذي قدمه بعد التأهل لمونديال 2006، وهو ما بدا واضحا في المباراة الأولي عندما كان الفهود هم الأسبق في التسجيل رغم أنهم يلعبون أمام جنوب إفريقيا إحدي فرق القارة القوية. ويعتمد أوليفيرا في خطته علي طريقة 4/4/2 تتحول إلي 5/4/1 في حالة الدفاع لتعويض نقص الخبرة لدي لاعبيه ويعتمد في تطبيق ذلك علي عدة عناصر ارتكاز لبناء الهجمات وصد المضاد منها هم المخضرم كالي في خط الدفاع "سيون الفرنسي" ولاعبي الوسط فيجوريدو "أوستيرش السويدي" وميندونكا "بلنيسنيس البرتغالي" وجيلبرتو "الأهلي" ويعتبر الهجوم هو أقوي الخطوط، حيث يضم الهداف المحنك فلافيو ومعه الموهبة السمراء الصاعدة مانوتشو لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي. إثارة بلا حدود تسعي نسور قرطاج اليوم إلي الاستمرار في مسلسل التألق الذي تعيشه أنديتها المحلية بعد فوز النجم الساحلي والصفاقسي ببطولتي إفريقيا وكسر حاجز النحس الذي يلازم منتخب تونس منذ الفوز ببطولة 2004 وخروجها من تصفيات كأس العالم وكذلك من الدور الأول لبطولة أمم إفريقيا مصر 2006 علي الرغم من وجود أكثر من نجم مؤثر في قائمة المنتخب تحت قيادة مدرب عالمي مثل الفرنسي روجيه لومير الذي سيعتمد في هجومه علي دوس سانتوس "تولوز" وعصام جمعة "كان" وأمين الشرميطي "النجم الساحلي" والثلاثة يمتازون بالسرعة الفائقة والمهارات الفردية، ويلعب وراءهم كل من مجدي تراوري "النجم" ومهدي النفطي "برمنجهام" وشوقي بن سعادة "باستيا" ويضم خط الدفاع أغلب عناصر الخبرة في الفريق وهم راضي الجعايدي "برمنجهام" وصابر بن فرج وأيمن المثلوثي "النجم" وكريم حاجي "بايرن ليفركوزن" ويحرس المرمي حمدي القصراوي "الترجي". وسيحاول لومير في تلك المباراة إصلاح الأخطاء الدفاعية القاتلة والتي ساعدت السنغال علي إحراز هدفيها في المباراة الأولي. وعلي الجانب الآخر سيحاول البرازيلي العالمي كارلوس ألبرتو بيريرا الاستمرار في تقديم المستوي الجيد الذي ظهر في مباراة أنجولا، رغم تصريحاته بأنه لم ينل الوقت الكافي لاكتشاف اللاعبين وتكوين منتخب قادر علي المنافسة علي البطولات حاليا إلا أن الهدف الرئيسي له سيكون تقديم منتخب قوي يقدم صورة مشرفة عن البلد المضيف لمونديال 2010. والتشكيل المتوقع في هذه المباراة هو منيب جوزيفز في حراسة المرمي أمامه برايس مون وناصف موريس وكوني وفيرنانديز في الدفاع وتشابالالا وديفيدز وموريري وستيفن بينار في الوسط، أما الهجوم فيلعب النجم المخضرم زوما وفانتيني مهاجم إياكس كيب تاون.