الأمر المؤكد أن للمخرج الشاب سامح عبدالعزيز جاذبية خاصة، أو لديه قدرة عجيبة علي الإقناع ليتمكن من انتزاع موافقة أكثر من 15 ممثلاً وممثلة، من مختلف الأجيال والأعمار، ليشاركوا في بطولة فيلمه الجديد الذي يحمل عنوان "كباريه"! ربما يكمن السبب في الإنتاج - أحمد السبكي- الذي نجح في استقطاب كل هؤلاء النجوم بميزانية كبيرة أغرتهم بالموافقة فوراً، أو النص الذي كتبه أحمد عبدالله، ونال إعجابهم. لكن في كل الأحوال نجح "كباريه" في أن يجتذب: أحمد بدير وهالة فاخر وصلاح عبدالله مع جومانا مراد وفتحي عبدالوهاب وخالد الصاوي ودينا سمير غانم وماجد الكدواني وعلاء مرسي وسليمان عيد ومحمد شرف ومحمد لطفي وادوارد ومحمد الصاوي. وأغلب الظن أن السيناريو لعب دوراً كبيراً في هذا، حيث تدور أحداثه في يوم واحد يبدأ بعد صلاة الجمعة وينتهي في الثانية عشرة من ظهر اليوم التالي، وخلال هذه الليلة الواحدة يناقش الفيلم قضايا مهمة ومثيرة تتباين بين الجوانب الإنسانية والعاطفية والاجتماعية وربما السياسية. صلاح عبدالله يجسد في الفيلم دور رجل فاسد يدير "كباريه" ولا يهمه سوي المال، ومبدأه في هذا "الغاية تبرر الوسيلة" بينما شقيقه -ماجد الكدواني- الذي يدير "الكبارية" شخصية ضعيفة، يعاني إصابة أدت إلي عاهة في قدمه، وينتهز شقيقه الأكبر الفرصة ويستولي علي ميراثه، وفي سابقة جديدة يؤدي خالد الصاوي دور المطرب الشعبي "بلعوم"، الذي يبحث عن الشهرة، ويمزج الدور بين الكوميديا والتراجيديا الإنسانية. أما الفنان القدير أحمد بدير فيلعب دور "الشوادفي" عامل "السيرفيس" في "الكبارية" الطيب الذي تنعقد كل آماله علي تزويج ابنته، وتبدأ الأحداث لحظة خروجه من صلاة الجمعة ليذهب إلي عمله في الكبارية، الأمر الذي يجعله في حيرة بين الحلال والحرام، ولقمة العيش الشريفة التي يمكن أن يتحصل عليها من العمل في "كبارية"! من ناحية أخري اختيار المخرج سامح عبدالعزيز الفنان الشاب فتحي عبدالوهاب ليلعب دور الشاب "الملتحي" الذي يري أن تطهير المجتمع من الفساد يبدأ بتفجير "الكبارية"، ويتخفي ويتخلص من لحيته ليدخل المكان أملاً في تفجيره لكنه يلتقي عم "الشوادفي" ونماذج أخري تدفعه للتراجع عن تنفيذ خطته بعدما يتعاطف مع الرجل الصالح "الشوادفي" بينما يقوم ادوارد بدور مطرب شعبي آخر ينافس "بلعوم" وكلاهما يدعي البحث عن العالمية(!) وبعد بزوغ نجمها في الفترة الأخيرة، بدوريها في فيلمي"هيه فوضي" و"حين مسيرة" تسعي هاله فاخر لتغيير جلدها وتجسد دور سيدة أعمال عراقية تسهر في "كباريه" بعدما تعلق قلبها بالمطرب "بلعوم" وتلعب جومانا مراد دور فتاة الكباريه التي تبحث عن المال، ولا تتورع في سبيل هذا في أن تصبح "مضيفة" في "الكباريه" تماما مثل دنيا سمير غانم، التي تجسد دور الفتاة المغلوبة علي أمرها والتي تتعرض لقهر زوج أمها فتبحث عن الاستقرار، وتظن أن "الكباريه" سيوفر لها الرخاء المادي قبل أن تصدمها حقيقة هذا العالم الفاسد. ولأن البطولة جماعية، والادوار في السيناريو مقسمة بشكل يصنع من كل ممثل بطلاً في مكانه، يقوم محمد لطفي بدور"البودي جارد" الذي يتولي تأمين الكباريه، ويواجه مشاكل وأزمات وصراعات يتو رط فيها بسبب زبائن المكان وفي المقابل يلعب علاء مرسي دور جامع النقطة "سيد" الذي انحني ظهره لفرط ما أضطر لالتقاط المال الذي يرمي به الاثرياء العرب بعكس محمد الصاوي الشرير الباحث عن السلطة والحالم بأن يصبح الآمر الناهي في "كباريه" بعد الاطاحة بالطاغية "فؤاد" صلاح عبدالله بعدما ضاق ذرعاً بالاستمرار في لعب دور مدير أعماله وأحد رجاله، وتكمن الطرافة في أحداث كباريه، من خلال دور سليمان عيد العريس الذي يأتي للمكان باحثاً عن عقاقير ومخدرات تعينه علي تحمل أعباء الليلة الموعودة. من ناحيته أعرب الكاتب والسيناريست أحمد عبدالله عن سعادته بهذه التجرية الجديدة من نواح عدة، سواء السيناريو الجديد أوالكوكبة الضخمة من الممثلين الذين اجتمعوا فيها أو اعادة السينما المصرية إلي عهد البطولة الجماعية، وعن موقف الرقابة من الفيلم وعما إذا كانت اعترضت علي عنوان "كبارية" أكد أنه لم يواجه أي مشاكل مع الرقابة، وأبدي سعادة لتعاونه للمرة الثانية مع المخرج سامح عبدالعزيز بعد "أحلام الفتي الطائش"، الذي قام ببطولته رامز جلال.