احتفلت جماهير الكرة المصرية ببطل كأس مصر وعاشت واحدة من ليالي ألف ليلة وليلة، حيث سهرت طوال الليل تغني وترقص حتي الساعات الأولي من الصباح ورفعت أعلام فريقها وبدأ عشاق النادي في ترديد الهتافات المؤيدة للفريق وحصوله علي بطولة غالية في نهاية هذا الموسم الشاق. الجماهير تحدت الحر والحراسة الأمنية التي فرضت حول استاد القاهرة وزحفت بأعداد كبيرة لمشاهدة المباراة من الملعب ومؤازرة الفريقين، رغم أن يوم أمس كان الاثنين، وهو منتصف الأسبوع، وأكثر أيامه ازدحاما في القاهرة، وأكثره عملا لكل الفئات، إلا أن ذلك لم يمنع الآلاف العاشقة لكرة القدم من البحث عن تذكرة لحضور نهائي كأس مصر بين الأهلي والزمالك، والذي أقيم مساء أمس في استاد القاهرة بقيادة الأسباني الفونسو.. ومن الظهيرة الحارة جدا زحفت جماهير الناديين إلي ستاد القاهرة لتأخذ مكانها في المدرجات أو الذين تعلقوا بالأمل في إيجاد تذكرة بيد أحد بائعي السوق السوداء، بعد أن نفدت مبكرا تذاكر المباراة التي كانت تباع بمعرفة اتحاد الكرة. بائعو الأعلام انتشروا بالمئات في كل الإشارات المرورية بوسط القاهرة وبحي مدينة نصر وحول الاستاد، وقد حمل كل منهم عشرات الأعلام الحمراء والبيضاء معا، وكان يقول إن انتماءه ليس للأهلي ولا للزمالك، ولكن لمن يشتري منه علما.. وتراوحت أسعارها بين 15 جنيها للعلم المتوسط وخمسين جنيها للكبير. كما نظمت رابطة مشجعي الأهلي والزمالك تجميع أعضائها منذ الظهيرة في نقاط تجمع متفق عليها عند أسوار الاستاد، قبل الدخول معا لاحتلال مقاعدها في المدرجات، حيث اعتادت رابطة مشجعي الأهلي احتلال المدرج خلف المرمي الأيسر، أما رابطة مشجعي الزمالك فتفضل مدرجات الدرجة الثانية بمواجهة المقصورة الرئيسية.. ومن الخامسة مساء بدأ أعضاء الرابطتين في قيادة جماهير الناديين بالأغاني والهتافات المنظمة، حتي اكتملت مدرجات الاستاد حسب السعة المقررة (58 ألفا) في حوالي الساعة السابعة مساء، أي قبل بداية المباراة بساعة ونصف الساعة.. فيما تم تفريغ المدرجات فوق الباب البحري والتي تسع نحو 10 آلاف متفرج لصناعة فاصل أمني بين جماهير الناديين.. وهي ظاهرة غريبة في مباريات القمة لأن هذا الفاصل الأمني غير موجود في المقصورة الأمامية، إلا أنها تشهد الكثير من المشاحنات بين مشجعي الفريقين. وفي الساعات التي سبقت المباراة حرص كل من مانويل جوزيه وهنري ميشيل علي عدم إزعاج اللاعبين في فندقي الإقامة اللذين اعتادا علي الإقامة بهما قبل المباريات الفاصلة، حيث يقيم الأهلي في فندق البارون "4 نجوم" بينما يقيم الزمالك في فندق كونكورد "5 نجوم"، ووضعت الحراسات الخاصة لعدم الاقتراب من اللاعبين من الجمهور مع السماح بذلك لزوجاتهم وأقاربهم فقط في ساعات النهار، ثم تناولوا الغداء وخلد الجميع للراحة حتي الخامسة مساء، عندما ألقي كل من جوزيه وميشيل محاضرته الفنية الأخيرة قبل التوجه إلي استاد القاهرة قبل ساعة ونصف الساعة من بداية اللقاء. سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة حرص علي أن يوجه نداء لجماهير الناديين باحترام الفريقين والمساعدة في أن يكون هذا اليوم هو مسك الختام للموسم الكروي، وذكري طيبة باسم الكرة المصرية.. تمهيدا للإعداد للموسم الجديد الذي سينطلق في أغسطس القادم.