للعملاق الراحل عباس العقاد مقولة جميلة "كنت شيخا في شبابي وسأكون شابا في الشيخوخة" وينطبق هذا المعني الجميل تماما علي شيخ الكتاب الراحل العظيم عبدالحي أديب فقد سجل في شبابه نجاح خبرة الشيوخ فكانت خبراته وانجازاته شاهدة علي ذلك. حيث برع في كل الاعمال الفنية التي قدمها في مرحلة الشباب. ثم صار شابا في شيخوخته عندما تواصل في تقديم ابداعاته. وتميز عبدالحي اديب رحمه الله بغزارة الانتاج وحلاوته وليس كل من يكتب يؤثر في الناس.. لقد كان هذا الرجل صاحب تأثير عميق في مشاعر الناس. لقد كانت حوارات وكتابات هذا الرجل ذات تأثير جميل في نفوسنا ويحكي عنه اصدقاؤه وتلاميذه عشقه الشديد للنكات بل كان صاحب فن في طريقة القاء النكات والقفشات النادرة والتي يحرص علي حداثتها باستمرار. انها البسمة المتجددة التي تحلي بها هذا الانسان في كل لحظات حياته. وقد كان عند دراسته في معهد الفنون المسرحية قسم تمثيل واخراج حيث تخرج في عام 1956 رأي البعض في هذا الفتي الوسيم أنه سيكون مخرجا الا انه اكتشف في نفسه قلما رائدا ينضح فنا وحلاوة. وكانت تربطه باستاذه سيد بدير علاقة جيدة وعميقة وكان لفرط حبه له يأنس بتواجده معه. وكان الراحل الكريم يري ان حوار بدير في فيلم "شباب امرأة" هو أروع حوار سينمائي مصري الي جانب ان ثقافة عبدالحي اديب تميزت باسلوب الرقي والتنوع فقد كان يترجم الأعمال العالميةح إلي العربية مفيدا بذلك كل من حوله وكان من عشقه للثقافة قد امتلك مكتبة ضخمة في عالم السينما. وقد جاد بحبه وكرمه علي كل تلاميذه ولم يبخل علي احد منهم بمعلومة أو نصيحة. أو استشارة بل كان معينا ينهل منه الجميع كما كون له كما من التلاميذ الذين ساعدهم واعتزوا باستاذيته لهم. وكان لفرط تواضعه وبساطته ان يضع اسم تلاميذه بجوار اسمه في الانتاج الذي يقدمه مشاركة في السينايو ولم يخش ان يتحولوا الي منافسين له في رحلة العمل. ومن المواقف الطريفة في حياة هذا الرجل العظيم عندما رفضت الرقابة فيلمه الكوميدي "جناب السفير" لاحساسها ان مادة الفيلم تثير السخرية ضد الدول العظمي. وفي الحال اتصل الموسيقار الراحل عبدالوهاب بالرئيس عبدالناصر وحصل علي موافقته وخرج الفيلم للنور لقد رحل عبدالحي أديب عن عالمنا الفاني الي عالم الخلود. وبقيت اعماله الادبية السينمائية حية في وجدان كل من شاهد اعماله الخالدة. رحل هذا الفنان في شموخ العظماء. تاركا الي جانب اعماله ثروة عظيمة هي الأبناء الذين اثروا المجال الاعلامي بكل ما هو جدير بالوفاء لسيرته العطرة، فله الرحمة ولجميع اسرته ومن احبوه الصبر والسلوان.