إن جلسة مجلس الشعب المصري نهار الأحد 12 فبراير 2006 يجب ان تسجل في تاريخ المجلس!! إن مادار من مناقشات وتعليقات الاعضاء اغلبية ومعارضة ومستقلين اثبتوا بما لايدع مجالاً للشك بان المصريين امام الكوارث وامام المصائب لافرق بينهم بين اغلبية واقلية!! لقد كانت قاعة مجلس الشعب كما عرضها التليفزيون المصري في تقريره اليومي تصرخ نيابة عن شعب مصر وتقر أن الحادثة ليست الا دليلا علي الاهمال الجسيم والفساد والتسيب لقد وصلنا الي مرحلة محاسبة النفس وجلدها، رغم ان المؤشرات كانت تتجه الي ان الحادث محتمل وقوعه وتنذر تلك المؤشرات، ان المصائب مقبلة مقبلة في اية لحظة، ولكن المصيبة الاكبر ان الدولة باجهزتها المسئولة عن الرقابة وعن التفتيش وعن الانقاذ وعن ادارة الازمات لاوجود لها ولا حياة فيها! ان مجلس الشعب بجميع اعضائه واتجاهاتهم السياسية قد أثبتوا في هذه الجلسة أنه مجلس متحمل المسئولية مجلس يستحق الاحترام وانبثاق لجنة لتقصي الحقائق، ومداومة الملاحقة لاثار هذا الحادث الاليم، اعتقد انه قرار مختلف عن اي قرار سابق بتشكيل لجان لتقصي الحقائق في قضايا سابقة، لاننا كشعب سيعيش معنا الاحساس بتلك اللحظات المؤلمة وغير المحتملة، والتي قصها علينا الناجون من هذا "اليم"! كمأساة الأم التي فقدت طفلتها بعد وفاتها بين يديها، في ظلام الليل وسط ضربات موج البحر للاحياء والجثث، والناجي الذي قص بانه تقابل مع فتاة في المياه فألبسها" جاكت نجاة" وحينما تمسكت برقبته وكاد يغرق دفعها عنه، ولم يعرف عنها شيئاً فقد غابت في ظلمات الليل وغضب امواج البحر وغيرها من قصص انسانية ادامت قلوب المصريين والعالم المتابع لهذه المأساة الانسانية. وكان قرار رئيس المجلس الأستاذ الدكتور أحمد فتحي سرور في نهاية الجلسة بأن شعب مصر غاضب، ولن يغلق المناقشة وسيفتح الجلسات المقبلة للحوار والادلاء بالاراء بموضوعية واحتمال الغضب والتعبير عنه، فهذا خارج عن ارادة البشر في التحمل وفي التعبير عنه! ان غضب شعب مصر، ليس فقط من مالك السفينة "الخرده" ولكن من مسئولي الانقاذ ومن مسئولي نقل الجثث وبعثرتها بين محافظات البحر الاحمر واسيوط والقاهرة ان هذه الجلسة يجب ان تقوم جهة ما بنشر ما سجل فيها من غضب ومن وطنية خالصة، نقية من الايدولوجيات السياسية والحزبية لكي تكون نبراساً لمواجهة نواب الامة للأزمات المتلاحقة ومستقبل هذا الوطن! واليوم نذكر في نهضة مصر بهذه الجلسة بمناسبة مرور عام علي استشهاد اكثر من الف ومائة مصري في "بطن" البحر الاحمر لاهمال جسيم ومازال المسئولون عن هذه المصيبة القومية بعضهم هارب في لندن تحت اعين كل الجهات المنوط بها ضبطهم واحضارهم والبعض يتولي منصبه سواء الاداري او السياسي دون حياء ودون خوف من الله وبالتالي لاخوف علي الاطلاق من الشعب!!.. ونوابه الصارخين يوم 12 فبراير 2006 ولعل صراخهم وتقريرهم قد ضاع تحت وطأة الطلبات التي يقدمونها للحكومة في استثناء او في طلب تأشيرات حج وعمرة!! ولكن لن ننسي موتانا في البحر الاحمر فحتي الأمس ومازال الغموض يحيط بالناجين المفقودين من تلك المصيبة القومية!! في عبارة الدمار 98.. كل سنة وانتم طيبون ومتذكرون لمصائبنا القومية!! .. وبهذه المناسبة.. لماذا لايقف مجلس الشعب غدا دقيقة حداداً علي ذكري غضبه وشهداء مصر الألف ومائة مواطن..؟! (مجرد اقتراح)