نتهم اليوم شبابنا بوصفهم شباب غير واع وليسوا مثقفين، ولكنني اعترض بشدة علي هذا الاتهام غير المبرر، وعلي هذا الوصف غير الدقيق فمن منا يذكر ان الشباب اليوم يستطيع ذكر أسماء المطربين والمطربات، ومن لايقدر للشباب مقدرتهم الفائقة علي تذكر اخر اغنية لكل مطرب، او مطربة، هل من جاحد لينكر الإحصائية التي يقوم بها الشباب لإحصاء عدد الأفلام الهابطة التي تمطر سماء مصر وسيماتها من لا يقدر للشباب اتقانهم للتعامل مع جميع وسائل التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في أنواع الموبايلات، وما تحويه من تقنية إرسال الرسائل المسماة SMS أو في إرسال الرنات المتنوعة، أليست هذه هي الثقافة التكنولوجية التي ننادي بها؟!. ناهيك عن الإبداع والابتكار في استحداث لغة عصرية كوكبية جديدة لا يستطيع أي من الأجيال القديمة أن يفهمها أوليس هذا إبداعاً ثقافياً ولغوياً عجز الكثير من علماء اللغة عن التوصل إليه في الماضي، من منا لا يؤمن بأن الدردشة chat التي يدمنها معظم الشباب هي نوع من تبادل الخبرات بين الشباب في المناطق والبلدان المختلفة مهما كانت الموضوعات التي تتمحور حولها الدردشة سطحية أو غير أخلاقية إلا أنها تمثل لنا ثورة معلوماتية غنية بالخبرات التي تفيد شبابنا وتعود بالنفع علي المجتمع. اسألوا أصحاب مقاهي الكمبيوتر أو لنحصي أعداد المترددين عليها، حتي وإن تمثلت هذه المنفعة في حدوث كارثة يندي لها جبين الشعب المصري بجميع طوائفه ألا وهي: 1- قدرات المتعلم وتضعه موضع المسئولية وبهذا يألف المتعلم تحمل المسئولية وتقدير من يتحملها والعمل علي تقديم المساعدة له، وبهذا يتكون لدي المتعلم الوعي بالمسئولية والاتجاه الإيجابي نحو التطوع لتحملها. 2- التركيز علي إتاحة الفرص الكافية للحوار والنقاش بين المعلم والمتعلمين، بل أكثر من هذا تدريب المعلم علي إدارة الحوار الديمقراطي داخل الفصل، ومن خلال هذه الطريقة يكتسب المتعلم آداب الحوار وكيف يدعم آراءه الخاصة بالأدلة والبراهين المنطقية التي يستخدمها في إقناع المتحاور الآخر بوجهة نظره أو رأيه، ومن المؤكد أن المتعلم عندما يواجه نفس الموقف خارج الفصل الدراسي فإنه سوف يمارس ما تدرب عليه من حوار ديمقراطي بناء، وبهذا يتكون لدي المتعلم الوعي بالديمقراطية وأهمية الحوار واحترام الرأي الآخر مهما كان هذا الرأي مخالفاً لرأيه في الواقع. 3- إدراج القيم والعادات المحمودة وإعلانها، وكذلك إدراج القيم والعادات المقيتة وضرورة التحذير منها واجتنابها، ليس هذا فقط بل علينا ممارسة القيم والعادات المحمودة من قبل جميع المعلمين ومديري المدارس خاصة في مرحلة التعليم الابتدائي وذلك لما لهذه المرحلة من أهمية تأثر المتعلمين بالمعلمين. أما في المراحل التعليمية الأخري فإن المتعلم عندما يري المعلم يتصرف وفق قيم معينة فإنه وبدون تصريح يبدأ في تبني نفس القيم والقيام بنفس التصرفات المحمودة التي يري المعلم عليها، وبهذه الطريقة يمكن تشكيل الوعي الخاص بقيم المجتمع وعاداته وتقاليده. 4- إثراء المناهج الدراسية بالأمثلة الخاصة بالمجتمع المصري، كأن نذكر أمثلة خاصة بالأحياء الفقيرة التي أسهم مواطنوها في تنميتها بطريقة أو بأخري وإبراز دور الأهالي والمواطنين في أبحاث تطوير وتنمية بالمناطق التي يعيشون بها، كذلك مثلاً عند الحديث عن مشكلات الوقود والطاقة لماذا لا نذكر المشكلة التي تواجه العديد من المناطق والمحافظات وهي مشكلة نقص اسطوانات البوتاجاز؟ بدلاً من التحدث عن دور الطاقة في الحرب والسلم بطريقة يحفظها المتعلم فقط، أما إذا كانت المشكلة من واقع حياته فيستجيب معها بشكل أفضل. ويحاول جاهداً البحث عن حلول بديلة لمشكلات مجتمعه المحلي. بهذا يمكن تنمية وعي المتعلمين بمشكلاتهم والتركيز علي أدوارهم الخاصة في حل العديد من هذه المشكلات. 5- التركيز علي العمل التعاوني سواء داخل الفصل الدراسي أو في أي مكان يتعلم فيه المتعلم، من خلال إعداد مهام تعليمية لا يمكن لمتعلم واحد القيام بها بل أن لكل متعلم في المجموعة المتعاونة للتعلم له دور لا يمكن لغيره القيام به ولا يمكن التركيز علي تنمية الوعي بأهمية العمل التعاوني في الحياة أو العمل بروح الفريق، بشكل إيجابي دون استئثار شخص بالعمل دون الآخرين. 6- مشاركة المتعلم في عملية التعلم، أي إعطاء دور المتعلم حيث إنه صاحب المصلحة الأولي من عملية التعلم لذلك وإشراكه في عملية التعلم تزيد من إحساسه بالمسئولية، وتشركه في التخطيط لعملية تعلمه، بالإضافة إلي إبدائه مزيداً من الالتزام تجاه عملية التعلم والمدرسة التي تتم فيها عملية تعمله. لقد آن الأوان للتعليم للعودة لقيادة تشكيل الوعي القومي لدي أبناء هذا الوطن وبعودة الريادة لوزارة التربية والتعليم للقيام بهذا سنجد أن طلابنا أصبحوا قادرين علي التمييز بين الغث والسمين فيما يقدم من ثقافة غربية أو ثقافة دخيلة علي ثقافتنا وقتها فقط سوف لا نسمع عن قيام مجموعة من الشباب بالتحرش الجنسي بالفتيات، ووقتها سوف تكون لغة الحوار هي الغالبية وليست لغة استعراض القوة وكتابة العبارات الفضفاضة "صامدون- صامدون" عندما نربي أطفالنا علي احترام حريات الوطن من خلال احترامنا نحن لإرادتهم وحريتهم ساعتها سيكونون أول من يدافع عن الحريات من منطلق وعيهم بمشاكل وطنهم وهمومه، حينما لن يتعلم الطالب بهدف الحصول علي الدرجات فقط ولكنه سيتعلم بهدف الرقي الشخصي له ولمجتمعه وقتها سنمتدح شبابنا بدلاً من توجيه اللوم لهم لبعدهم عن قيمنا العظيمة، دعونا نسأل أنفسنا قبل أن نتهم شبابنا، ونحدد أولاً ما علينا القيام به تجاههم ثم بعدها نستطيع محاسبتهم.. أليس كذلك!!.