القارئ للتاريخ الإنساني يجد أن الشائعات وجدت حيث وجد الإنسان، بل إنها عاشت وتكاثرت في أحضان كل الحضارات، ومنذ فجر التاريخ والشائعة تمثل مصدر قلق في البناء الاجتماعي، والانتماء الحضاري لكل الشعوب والبيئات. يكفينا أن نعرف الشائعة بأنها رواية منتشرة بين الناس دون أن يكونوا متأكدين من صحتها. المشكلة انني وقعت شخصيا ضحية لاحدي هذه الشائعات حيث كنت مع بعض الزملاء الصحفيين اعتدت علي الجلوس معهم .وروي لنا احد الاصدقاء من صحيفة "العالم اليوم" احدث وسائل النصب الجهنمية التي تستخدم الان ولغرابتها قمت بحسن نية بترديدها امام مجموعة اخري من الاصدقاء في جريدة الجمهورية. المشكلة ان احدي الزميلات نشرت الواقعة علي انها حقيقية وليست كلام سمر. النتيجة ان العميد عبدالفتاح عيسوي أخذ الامور بجدية اكثر وقام بالاتصال بالزميلة لمعرفة اسم المجني عليه، فأعطته رقمي علي اساس انني راوي الحكاية. وعنداتصالة اكد لي ضرورة معرفة تفاصيل الجريمة حتي يتحقق منها حيث لم يتم الابلاغ عن الحادث في جميع اقسام الجمهورية ويجب ان يكتب حقيقة الواقعة في دفتر الاحوال.الحقيقة انني شعرت بالاطمئنان لهذا الاهتمام. وبالفعل اتصلت بصديقي لمعرفة تفاصيل اكثر. الطريف انه قال لي انه قرأ الحكاية في عمود الاستاذ الكبير صلاح منتصر. وبالبحث عن الواقعة علي الانترنت، اكتشفت انها منشورة علي اكثر موقع كالاتي: أكثر القصص غرابة هذه هي أكثر القصص غرابة حتي الآن سائق تاكسي يسير في الشارع قبل أذان الفجر "فوجد رجلا كبيرا في السن له شعر ابيض وذقن بيضاء.. فقال لنفسه: أكيد ده رايح يصلي الفجر.. فأخذه ليقله إلي المسجد. فكان الشيخ الكبير يخبره بأن يتجه لليمين ثم لليسار ثم ادخل من الشارع اللي جاي.. وهكذا.. حتي رأي السائق رجلا آخر في منتصف الطريق يطلب منه أن يقله.. فاستأذن السائق من الشيخ قبل أن يقف للرجل ليوصله ,,, فاخبره بموافقته.. فتوقف السائق للرجل وعندما ركب قال له: "أنا هوصل عم الحاج الأول. وبعد كده نروح لطريقنا". فاستغرب الرجل وقال: فين عم الحاج؟ فرد السائق باستغراب: ماهو قاعد جمبي اهو! فقال الرجل: مفيش حد جنبك يا اسطي، مالك أنت اتجننت والا شارب حاجة. فجن السائق وقال: ماهو قاعد جمبي اهو... هنا تكلم الرجل الكبير، واقترب من السائق وقال: محدش شايفني غيرك، أنا عزرائيل ، وجاي اقبض روحك، وأنت قدامك 5 دقايق واقبض روحك، الحق صلي ركعتين الفجر قبل ما تقابل وجه الكريم جن جنون السائق ونزل من السيارة مسرعا "باحثا" عن ماء ليتوضأ وانطلق لصلاة الفج، وعندما عاد كانت المفاجأة لا يوجد شيخ كبير ولا رجل ولا سيارة لقد كانت عصابة جديدة وسرقت سيارته ! .منقول من: http://uaewomen.net/ showthread.php?p=101102 -http:// www.maktoobblog.com/ email_post.htm?uid=smmarzou k&post=46054 واضح ان وسائل الإعلام أوجدت طاحونة شائعات متناثرة من شأنها إما أن تقرب الناس من بعضهم البعض أو ترفع من حدة قلقهم وأوهامهم وفي كلتا الحالتين نجد أن تكرار الشائعات التي لها جذور ممتدة في القرون الماضية يرينا أن الناس لم يتغيروا كثيرا عبر التاريخ. قد تكون أساليب حياتهم مختلفة الآن عما مضي إلا أن قلقهم وأوهامهم لا تزال كما هي. خاصة بعد أن تحول العالم الي صراعات أكثر مثاراً للقلق. والمشكلة ان الأخبار علي شبكة الإنترنت اصبحت تحمل كل اشكال التحيز وتستخدم لأغراض غير شريفة لا تمت للصحافة المحترمة بصلة ومعظمها ردح وإساءة للآخرين عادة يمكن ان تخمن بان القصه او الخبر طالما انه علي الانترنت ربما يكون خطأ وغير صحيح. المهم ان نحرص في كلامنا حتي ولو كان في قعدة سمر.