الخلل الواضح في منظومة القيم والأخلاق في المجتمع المصري نتيجة طبيعية لتدني مستوي التعليم والتربية وهجرة العقول المصرية إلي أمريكا وأوروبا تؤكد حالة التربص والترصد بالبحث العلمي والعلماء وتجفيف لمنابع العلم وفى دراسة حديثة أكدت أن 70% من مبعوثى الدراسات العليا فى أوروبا وأمريكا لم يعودوا إلى مصر عقب انتهاء دراستهم. وما حدث للدكتور أحمد زويل ليس ببعيد عنا فلولا هجرته إلى أمريكا والعمل بها حيث المناخ العلمى الصحى السليم وتقدير العلم ما كان له أن يحقق أية مكانة علمية تذكر لو بقى فى مصر. فما زالت جامعاتنا المصرية غارقة فى مافيا تزوير الانتخابات الطلابية والصراع بين الأساتذة وتدنى مرتباتهم خير شاهد علي عصر هلهلة التعليم والبحث العلمي فى مصر. فعلى سبيل المثال خريجو كليات الحقوق والتجارة الذين التحقوا بالمعهد العالى للدراسات الإسلامية التابع لجمعية الدراسات الإسلامية بالجيزة شعبة اقتصاد وعلوم مالية فوجئ الطلاب بعد حصولهم على الدبلوم وتمهيدى الماجستير وتحضير رسالة الماجستير برفض وزارة التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات معادلة الماجستير الذى يمنحه المعهد أسوة بالجامعات المصرية إلا للحاصلين على بكالوريوس اقتصاد وهو شرط لا يتوافر فى أى من الطلاب ولم يكن معروفا سلفاً كما وأن هؤلاء الطلاب قد درسوا الاقتصاد بتعمق فى المرحلة الجامعية الأولى وكذلك بالدبلوم والتمهيدى بالإضافة إلى رسالة الماجستير. الأمر الذى أضاع على هؤلاء الطلاب عدة سنوات فى البحث العلمي بلا طائل. كما أنه قد حدث بعض المرونة من المجلس الأعلى للجامعات فى هذا الشأن والموافقة على المعادلة لغير الحاصلين على بكالوريوس اقتصاد بشرط دراسة بعض المواد ولكن يرفض المسئولون توضيحها أو وضع معايير موضوعية فى هذا الشأن. وطلاب الشريعة الإسلامية بذات المعهد يعانون من عدم المعادلة حتى الآن ومازال مئات الطلاب وغيرهم يعانون من أمور إدارية كافية لاغتيال العلم والبحث العلمى، فهل يتدخل وزير التعليم وينصف هؤلاء الباحثين ويقضى على تلك الصغائر التى تقف حائلاً أمام البحث والاجتهاد؟!! وهل تنتهى حالة التربص للعلماء والباحثين؟!! أم يبقى الحال كما هو عليه وعلى المتضرر أن يخبط دماغه فى الحائط!!.