د. شوقي السيد: عضو مجلس الشوري أستاذ القانون الدستوري لاشك ان ما يحدث الان من قضايا واحكام بالحبس علي الصحفيين يرجع لاساءة استعمال الحرية ولا يمكن ان نسمي ما يحدث الا تجاوزاً ومن الصعب ان نسميه حرية لان الحرية تقف عند حد احترام الاخرين. وما يحدث الان بين الصحفيين وبعضهم او مع اخرين صورة تدعو للاسف لانها تتزايد وتتصاعد بشكل مستمر وتأخذ تقليدا اعمي مستهدفين النجومية والبطولة وترديد الشعارات وهذه الظاهرة تحتاج الي الحكماء من اهل بلاط صاحبة الجلالة وشيوخها ليحيوا التقاليد العريقة التي تثبت دعائم الحرية الحقيقية ومهما كانت الالفاظ قاسية فانها تقف عند حرية الاخرين والمصلحة العامة وهي حنكة تتطلب مستوي عالياً من الحرفية ليقف رجل الصحافة في موقعة ويكون رجل افكار واقناع. والوضع الان بالتأكيد فيه مساحة حرية وهناك تطور كبير نحو الحريات والخطر ان هذا التطور يساء استخدامه ما لم نلتزم من داخلنا فيمكن ان تنقلب الامور الي نكسة لان شظاياها سوف تتطاير وسوف تتسع دائرة العدوان ويمكن ان يساهم ذلك في ايجاد مدارس صحفية وغير صحفية من تصاعد التجاوز وتصبح المسألة فوضي مدمرة وليست خلاقة. وما يحدث الآن من تجاوزات له اسباب كثيرة منها عدم اتخاذ موقف من كبار الصحفيين والنقابة التي لم تتخذ اي موقف وليس سبب ما يحدث قلة الحرية او التضييق لان عدم وجود حرية لا يؤدي الي التجاوز او التطاول والخروج علي الحرية. والمراقب للساحة الصحفية سوف يجد ان هناك تنازلات تحدث من قبل المسئولين فهم يفضلون السكوت وعدم الدخول في مهاترات الرد ويؤثرون الصمت وهذا قد يزيد من مطامع وتجاوزات البعض. وقد تكون التجاوزات بسبب وجود اصوات مغرضة او اختلاف للساحة او استخدام فكرة الفوضي الخلاقة وهي آفة طالت الجميع بما في ذلك الصحف القومية والحزبية. الخلاصة ان ما يحدث هو تجاوز لحدود الرأي بسبب التطور الحادث في حدود الحريات وعدم مواجهة هذه المواقف من النقابة او استخدام العقوبات الادبية.