بعد حادث غرق العبارة السلام 98 تعالت الاصوات مطالبة بتطوير وسائل الامان والانقاذ داخل العبارات والمراكب النهرية، خاصة في ظل التقارير التي اكدت ان جميع العبارات التي تعمل في السواحل المصرية، والنيل في القاهرة والاقصر وأسوان تفتقر الي ابسط وسائل وقواعد الامان والانقاذ البحري. ولما كانت جميع الاختراعات العلمية وابتكارات الشباب حبيسة ادراج اكاديمية البحث العلمي، فقد ضيعت الدولة علي نفسها الكثير خاصة بعد قيام احد المخترعين الشباب بتصميم حزام امان، وسترة للانقاذ البحري السريع وبأبسط الامكانيات، واقل التكاليف، وماهي الا عبارة عن حزام يرتديه الاشخاص لحمايتهم من الغرق عند السباحة او تعرضهم لحوادث بحرية مثل حادث العبارة. والحزام عبارة عن جهاز دفع هوائي علي شكل صندوق بلاستيكي، يثبت علي منطقة البطن بواسطة حزام قماش، به عوامة مطوية مصنوعة من قماش معين متصل بأنبوبة معبأة بغاز الهيليوم، وعند الخطر يتم الضغط علي مفتاح امان بالجهاز فتمتلئ العوامة تلقائياً بالهواء لتنقذ الغريق، بخلاف سترة انقاذ للاطفال بنفس المواصفات. وقد تم تطوير الجهاز ليعمل ببدائل ذات كفاءة اعلي من غاز الهيليوم، والجهاز يعمل تلقائياً في حالة سقوط الشخص في المياه او وصوله الي عمق معين، وذلك في زمن اقل من الثانية الواحدة، والسترة لاتشكل عبئا من ناحية الحجم او الوزن حيث يمكن ارتداؤها تحت الملابس وبصورة طبيعية. يقول الباحث رمضان محمد عثمان صاحب الاختراع من اسيوط والحاصل علي ليسانس الحقوق بان امكانيات الدولة عموماً عجزت عن تخفيض معدلات ضحايا الغرق، خاصة الاطفال في المصايف وحمامات السباحة، كما ان انتشال جثث الضحايا يحتاج الي جهود جبارة بجانب عاملي المخاطرة والتكاليف، ومن هنا كانت فكرة اختراعي الذي قمت بتسجيله باكاديمية البحث العلمي بتاريخ 4 نوفمبر 2002، وحصل الاختراع علي شهادة الحماية المؤقتة وعلي شهادة بحث دولية من الاكاديمية الامريكية. وتم تصويره بمركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم والفنون، بعد اجراء تجربة عملية ناجحة علي احد الاطفال في البرنامج التليفزيوني المصري "المخترع الصغير". وعلي الرغم من ذلك مازال الاختراع حبيس الادراج والنتيجة غرق ما لا يقل عن الف روح بشرية، والكارثة في تكرار هذه المصائب دون ان نسعي للتحرك السريع والفعال لخروج هذه الاختراعات للنور من ادراج اكاديمية البحث العلمي.