بعد انقضاء ثلاثة جلسات من عمر المحاكمة التي يمثل أمامها الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين علي خلفية اتهامه بالمسئولية عن شن حملة الانفال التي قتل خلالها آلاف الأكراد بدت الصورة قاتمة وسوداوية في ضوء الشهادات التي أدلي بها شهود العيان ممن عاصروا هذه المذبحة أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. انا مزارع بلا ارض وبلا عمل.اعيش علي مساعدة ابنائي" ، بهذه الكلمات يروي خالد محمد اسماعيل الذي كان يرتدي الملابس الكردية التقليدية ويجلس علي طاولة في احد مقاهي وسط مدينة دهوك حكايته، وهو واحد من 141 الف كردي تم تهجيرهم خلال "حملة الانفال" ابان حكم الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وفي كردستان هناك نوعان من المهجرين ، نوع مثل المزارع خالد تقع قراهم بالقرب من مدينة الموصل (شمال) وقد تم "تعريبها" من قبل النظام العراقي وليس بالامكان العودة اليها اليوم طالما لم يتم الوصول الي اتفاق مع السكان الذي حلوا فيها. وهناك نوع اخر من المهجرين مثل لقمان خالد ويسي الذي تقع قريته شمال شرق دهوك حيث ثم محوها خلال "حملة الانفال" القمعية في كردستان والتي ادت الي مقتل حوالي 180 الف شخص للفترة من 1987-1988 والتي يحاكم صدام حسين وستة من كبار اعوانه في اطارها منذ يوم الاثنين. وجميع هؤلاء النازحين يعيشون حاليا مجبرين في المدن في ظل ظروف صعبة. ويقول موسي علي بكر وهو مقاتل كردي سابق (بشمركة) يشغل حاليا منصب مدير مكتب النازحين واللاجئين في دهوك ان "مشكلة النازحين ليست في اعدادهم لان صدام حسين قام بعملية تدمير مدروسة لكردستان". واضاف ان "صدام قام بتهجير السكان ومسح قراهم وتدمير نسيجها الاقتصادي بالاضافة الي الاواصر العائلية وشروط لاي عودة ممكنة". وبالنسبة لخالد محمد اسماعيل فأنه في حال كانت لديه القدرة علي التوجه الي احدي الهيئات كي يطلب استعادة ممتلكاته واراضيه فأنه تنقصه الارادة السياسية كي يعود الي اراضي تقع في الجنوب واصبحت اليوم خارج حدود كردستان يتقاسم السلطة فيها اناس من مختلف الاتنيات والاديان.