أكد مثقفو وكتاب وفنانو مصر رفضهم القاطع لمحاولات تشويه فيلم عمارة يعقوبيان والطعن في رسالته كعمل فني رائد وغير مسبوق في مصر وأكدوا أن اتهامات بعض البرلمانيين للفيلم بأنه يخدش الحياء باطلة، وتعكس رؤية ضيقة لحرية الإبداع والفكر وتهدف إلي العودة بهذه الحرية إلي الوراء. وطالب نحو 31 كاتبا وفنانا بضرورة احترام هذا العمل الفني المتميز الذي حظي بتقدير واهتمام كل المؤسسات الفنية والمحلية والعالمية وعدم تشويه صورته وعدم فرض الوصاية علي المشاهدين الذين يتوافدون كل يوم علي دور السينما لمشاهدة هذا العمل حيث بلغ عدد المشاهدين يوميا نحو 50 ألفا مما يعكس الاهتمام الكبير بالفيلم. فيما رفض ممثلو منظمات المجتمع المدني الانتقادات التي وجهت إلي فيلم عمارة يعقوبيان ومطالبة البعض بحذف بعض المشاهد منه، وأكدوا أن التدخل في الفيلم بعد أن أجازته الرقابة يعد قيدا علي حرية الرأي والإبداع وتدخلا سافرا في حرية التعبير مؤكدين أن الفيلم يتناول بجرأة العديد من الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع وفي مقدمتها الفساد. وقال حافظ أبوسعدة أمين عام المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إن الحملة ضد فيلم عمارة يعقوبيان ضد حرية الرأي والإبداع وأن دعوة بعض البرلمانيين لحذف مشاهد من الفيلم أو مصادرته أمر بالغ الخطورة ويتناقض الدستور والمواثيق الدولية التي تحمي حرية الإبداع بينما قال نجاد البرعي مدير جماعة تنمية الديمقراطية إنه لا يوجد أحد يوافق علي مصادرة فيلم أو عمل إبداعي لأنه عمليا يمثل خيبة أمل. وأكد الكاتب والصحفي سعد هجرس أن الموقف الذي يتخذه بعض نواب البرلمان ضد فيلم عمارة يعقوبيان يعد فضيحة سياسية وبرلمانية ومن العجيب أن بعض الشخصيات التي تعتبر نفسها رمزا للديمقراطية تتحول للتحريض علي مصادرة عمل فني رائد ومتميز. وأكد المحامي المعروف فريد الديب أن الهجمة علي الفيلم لها أغراض سياسية أو شخصية وأن الفيلم يمثل عملا فنيا راقيا وأبدي اعتراضه علي حذف أي مشهد من الفيلم باعتباره عملا إبداعيا. بينما اعتبر الكاتب مجدي مهنا الاعتراض علي الفيلم بأنه رجعية لأن هذا العمل الفني والمتفرد لا يتضمن ما يمكن الاعتراض عليه، وأن هذه الاعتراضات وصاية لا مبرر لها علي المشاهدين. وأكد الدكتور مصطفي الفقي أن الفيلم يعد نقلة نوعية في السينما المصرية حيث قدم النقد الجريء والبناء في آن واحد ومن ثم لا يوجد ما يدعو لمثل هذه الحساسية المفرطة تجاه ما قدمه الفيلم. واعتبرت الدكتورة نهاد صليحة ما حدث من ضجة تجاه الفيلم يمثل ردة فكرية مشيرة إلي أن رواية الفيلم كانت تدرس في كلية الآداب وأن مناقشة البرلمان لهذه القضية تعد كارثة يجب التصدي لها. كما أكد الكاتب أسامة أنور عكاشة رفضه لمحاولات النيل من فيلم عمارة يعقوبيان وأكد أن حملات التشويه تعد اعتداء علي حرية الإبداع والرأي.