مع اقتراب بطولة كأس العالم من جولتها النهائية يوم الأحد القادم وتتويج البطل بعد جولات بالغة الإثارة فإن غضب الألمان من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ورئيسه جوزيف بلاتر بعد أن ساد الشعب الألماني أنهم تعرضوا لخدعة كبيرة من بلاتر وأن ألمانيا كانت مجرد مجموعة ملاعب لإقامة بطولة كأس العالم عليها.. وأكثر من ذلك أنهم شككوا في أن القيصر فرانز بيكنباور هو رئيس اللجنة المنظمة للبطولة. فعلي الرغم من أن العالم أجمع يعرف أن فرانز بيكنباور هو رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم 2006 إلا أن للبطولة رئيسا آخر ولجنة منظمة أخري تعمل بالتوازي مع اللجنة المحلية وتضم في صفوفها عددا كبيرا من الأعضاء من دول العالم ويترأس اللجنة الدولية المنظمة لكأس العالم الحالية السويدي لينارت يوهانسون نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ونائبه الأرجنتيني خوليو وندونا النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم. وتضم في عضويتها 24 فردا من بينهم الكاميروني عيسي حياتو والنجم الفرنسي بلاتيني والتونسي سليم شيبوب والسعودي عبدالله الدبل وهما العربيان الوحيدان فيها كما تضم في عضويتها جيرهارد ماير فورفيلد رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم والمحسوب علي حصة الفيفا وليس علي حصة الألمان. ورغم الانشغال بأخبار النجوم وتقارير المباريات والمنافسات التي تقترب من النهائي إلا أن الصحافة الألمانية ومن بينها تاج سونتاج وبيلدأم سونتاج الأضواء علي التقاطعات التي تحصل بين اللجنة المنظمة المحلية التي يرأسها الألماني بيكنباور وبين اللجنة المنظمة الدولية التي يتحكم رئيس الفيفا بلاتر بكل تفاصيلها. وهو الأمر الذي زاد من كراهية الألمان له والتي تجلت في حفل الافتتاح للمونديال يوم 9 يونيو لكنها كانت أقل وطأة من الاستقبال العدائي له في ختام كأس القارات العام الماضي حين "صفر" أكثر من 42 ألف متفرج بالاستهجان بعد أن نطق مذيع حفل الختام باسم بلاتر. ولم يكن سبب الاستهجان الألماني علي الفيفا هو تشفير المباريات وحرمان الشعب الألماني من مشاهدة المباريات الثماني الأخيرة في الدور ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي وإجبارهم علي الاشتراك في قناة "بريميير" المشفرة التي اشترت حقوق بث مباريات البطولة داخل ألمانيا مثلما تحتكر هي أيضا حق بث مباريات الدوري الألماني. حتي انتشرت في المقاهي والمطاعم والحانات عبارة تليفزيون باشتراك مع بريميير للتأكيد علي أن المتفرج سيتمتع بمشاهدة جميع المباريات وليست مباريات الدورين الأول والثاني فقط، كما هو الحال مع قناة زد دي إف الحكومية، فالجمهور الألماني مستعد للدفع في سبيل كرة القدم حتي إننا نشاهد عشرات الآلاف من الجمهور الألماني. وهم يرتدون القمصان الجديدة للمنتخب الألماني التي يباع الواحد منها ب 65 يورو كما أنهم يدفعون مبالغ غير قليلة للحصول علي تذاكر المباريات فلذلك ليس صعبا عليهم أن يدفعوا 150 يورو للحصول علي اشتراك في الشبكة المشفرة يشمل باقة منوعة من القنوات والبرامج ولفترة عدة شهور أو دفع 79 يورو للاشتراك في باقة مخصصة لبطولة كأس العالم. أما السبب الحقيقي للغضب الألماني هو شعورهم بأنهم قاموا بتأجير ملاعبهم وأرضهم للفيفا لينظم البطولة عليها ويدفع لهم أموالا مقابل ذلك. وقد اعترف بيكنباور نفسه بهذه الحقيقة بقوله: يجب أن يعرف الجميع كيف تسير الأمور الآن وهي أمور تختلف عن قبل 32 عاما حين استضفنا كأس العالم عام 1974 . الفيفا الآن يفرض شروطه التي يريدها باعتباره المالك الشرعي لبطولة كأس العالم وهو قد سمح لنا بتنظيمها كما سمح لجنوب إفريقيا بتنظيم البطولة المقبلة عام 2010 وعلينا أن نتبع شروطه التي يضعها. ويضيف القيصر لم نستسلم لكل رغبات الفيفا حتي لا تضيع شخصيتنا وحصلت تصادمات في الآراء بيننا وبينهم وهذا أمر طبيعي حتي وصلنا إلي أفضل شكل ممكن في العلاقة بيننا وبينهم كطرفين مسئولين عن تنظيم هذه البطولة.