هل نعيش في بلد سعيد وغني؟ سؤال وجهه المعلم الي التلميذة سيسيليا جوب ضمن أحداث رواية اوقات عصيبة لتشارلز ديكنز، وكانت صيغه السؤال "هذا البلد يقصد مدينة كوكتاون الانجليزية التي دارت فيها احداث الرواية يملك 50 مليون جنيه، فهل هو اذن بلد غني وسعيد؟ وحسب النص في الكتاب المدرسي فانه يجب ان يكون اهل البلد اغنياء وسعداء لان المال كثير والناس قليلون. ولكن اجابة سيسيليا او سيس كانت مختلفة حيث قالت "لا أعرف لانها لم تكن تعرف من يملك هذا المال، اذا كان لها نصيب فيه أم لا، وبالطبع كانت اجابتها خاطئة.. الاجابة الخاطئة وحقائق الكتاب المدرسي التي رصدها الاديب الانجليزي العظيم تشارلز ديكنز (1812 1870) والذي عاش حياه بائسة اثمرت ابداعاً جسد آلام الناس، تبدو وكأنها تعكس واقعا معاشا اليوم عندما تتحدث الارقام عن ارتفاع نصيب المواطن من الدخل القومي، وعن الاستثمارات وعائدات قناة السويس وعوائد الخصخصة فالارقام زاهية ولكن الواقع الذي يعيشه معظم الناس يكتس بألوان قاتمة ولو تمت صياغة سؤال جديد حول بلد تقول الارقام الرسمية انه ينفق نحو الخمسين مليار جنيه علي الدعم.. فهل يتمتع ابناؤه بسلع جيدة في متناول أيديهم. الاجابة من جانب أي شخص يوجه إليه السؤال بالنفي ولكنها اجابة خاطئة لانها ليست موجود،ة في الكتاب أقصد موازنة الدولة ولأن من وضعوا الكتاب يعتقدون أما عن قناعه أو استهبال أن الدعم يذهب الي مستحقيه وليس الي التجار والوسطاء في الأغلب الأعم ولايحصد الناس سوي سلع رديئة ارتفع ثمنها. ووفقاً لما يقوله كتاب الحكومة فان هناك تدفقا للاستثمارات علي مصر وتعجب عندما تسمع من سفير دولة اوروبية تعد ضمن فقراء اوروبا ان لها استثمارات تجاوز المليار جنيه في مصر ولكن العجب يزول عندما تعرف ان هذه الاستثمارات عبارة عن مصانع اسمنت تم شراؤها بثمن بخس في هوجة بيع كل ما هو مملوك للشعب بأرخص الاسعار الي مستثمرين اجانب جاءوا ليس ثقة في مناخ الاستثمار في مصر فهذه الثقة يصعب ان تقول انها متوافرة بشكل تام في ظل تباطؤ الاصلاح السياسي والتركيز علي ابراز وجه الدولة المستصلح اقتصادياً والتأكيد علي ان الاصلاح السياسي قضية يجب ان تحدث بالتدريج لان هناك مخاطر من الاصلاح المفاجئ، واصبح الحديث عن كوننا في اول خطوات الطريق نحو الديمقراطية بعد التعديلات الدستورية الاخيرة بعد ان كنا نعيش قبلها ازهي عصور الديمقراطية. ولن تحصل علي اجابة صحيحة توافق ما جاء في الكتابة اذا سألت الناس عما اذا كان سكان بلد يطل علي البحرين المتوسط والأحمر ويخترقه نهر النيل هل هم مكتفون من البروتين السمكي وما اذا كانت بلد بها شواطئ جميلة في شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي.. هل يستمتع سكانها باجازاتهم.. فالاجابة لدي معظم الناس بالنفي في حين ان الكتاب وقلة من الناس الذين يمتلكون المقدرة علي الذهاب لتلك الاماكن يرون عكس ما يقوله ويعيشه معظم الناس. ان اكبر مصيبة يمكن ان يبتلي بها بلد ان يتحول الكلام سواء كان منطوقاً أو مكتوبا الي حقيقة يتم ترديدها ليل نهار في حين يعيش الناس حقائق مختلفة فعلي الورق نحن دولة قانون ولكن الواقع يقول ان لدينا الكثير من القوانين السيئة التي لم يكف كونها سيئة ولكنها لاتحظي بالاحترام مثل قانون الطوارئ مثلاً.. الذي لايتمتع الخاضعون له بالضمانات التي يتبحها لهم.