الأمة الإسلامية في وقتها الحاضر تعيش أسوأ أيامها وبلغت من الانحدار والهشاشة أعلي المراتب حتي صارت كالريشة تتلاعب بها الرياح كيفما شاءت فارغة المضمون والهدف فاقدة للهوية والطريق أو بالمعني العامي الدارج "ملطشة" فعلي الصعيد السياسي فما من شبر في العالم إلا وبه مسلمون مشردون فاقدين لأبسط حقوقهم كإنسان أولاً وكمواطن ثانياً، فالمسلم يعامل في بلده كمواطن درجة ثالثة ليس من حقه أن يسأل أو يعلم وعليه أن يرتضي بالفتات والقهر والظلم والفساد وإلا فحق عليه قطع الألسن والمعتقل. وصدق قول الشاعر العراقي الكبير.. معروف الرصافي: يا قومي لا تتكلموا إن الكلام محرم ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم دعوا التفهم جانباً والخير ألا تفهموا أما السياسة فاتركوها أبداً وإلا تندموا ولا ملامة علي قوي البغي والطغيان الدولية إذا هي قطعت أوصال الأمة وهتكت عرضها ونالت ما تبقي من شرفها، فبأيدينا نحن قتلنا أنفسنا وبعنا أنفسنا لمن لا يرحم ولا يخاف إلا من لغة القوة والمال، فأنباء القتلي والضحايا في العراق صارت حديثاً متكرراً ومملاً من كثرة مشاهدته بسبب العدوان الجائر الانجلوأمريكي وارتفاع نبرة التهديد والوعيد لسوريا ينبئ أن موعد اقتراب سياسة العصا لمن عصي الانجلوأمريكية قد أوشكت علي الوقوع، والمحاولات المستميتة لتحجيم القوي النووية الإيرانية لحساب حماية أمن وسلامة إسرائيل أمر مفضوح ومتوقع وما أحداث لبنان والأصابع الصهيونية التي تعبث بها عنا ببعيد وفلسطين الأسيرة شاهدة علي حالة الخنوع والخضوع التي تعيشها الأمة، أما باقي الأمة فقد غرقت في مشاكلها الداخلية واقتصادها المهلهل وأوضاعها السياسية المتدهورة، فالبلاء الذي أصاب الأمة يجعلنا نتساءل عن سببه هل المؤامرات التي تحاك للأمة هي السبب؟!!.. أما أن الفساد الذي ينخر في عظام الأمة هو السبب؟!! أما أننا أفسدنا العلاقة بيننا وبين الله ففسدت حياتنا فقد صدق المولي عزوجل إذ يقول "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون". الأمر جد خطير ويحتاج منا إلي وقفة جادة مع أنفسنا لكي نستطيع أن نواجه المؤامرات التي تحاك بنا بعد أن نصلح أنفسنا ونقرأ التاريخ جديداً ماذا كنا وما صار إليه حالنا. فقد نبهنا المولي عزوجل في كتابه الكريم عن الحل السهل البسيط القادر أن يخرجنا من هذا المأزق قال تعالي: "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم". فهل سيجئ علينا زمان نستلهم قوة وعظمة الماضي لنواجه تحديات الحاضر والمستقبل؟!! هل سيجئ زمان تكون فيه الأمة الإسلامية أمة ذات ثقل ووزن؟!! أم سيبقي الحال كما هو أمة بلا وزن!!