تحولت الحلقة النقاشية التي عقدت بالجامعة الأمريكية تحت عنوان المرأة والتنمية والديمقراطية إلي هجوم عنيف علي الإخوان المسلمين وتيارات الإسلام السياسي من جانب الدكتور سعد الدين إبراهيم والدكتورة نوال السعداوي أكثر الشخصيات إثارة للجدل في مصر. وبدأ الدكتور سعد الدين إبراهيم قائلا إن الصعود السياسي للإخوان المسلمين في الانتخابات الأخيرة دفع بالكثير من التساؤلات والهواجس حول المستقبل، وتابع أن التصدي للإسلاميين هو التحدي الذي يجب أن نواجهه جميعاً، وأشار إلي أنه أثناء الانتخابات شاهد في إحدي الصحف الأجنبية صورة لامرأة ريفية تتحدي الحصار الأمني الذي فرضته قوات الأمن المركزي حول لجان الاقتراع وتتسلق السلم حتي تدلي بصوتها لافتا إلي أن مثل هذه المرأة التي تواجه قوات الأمن لا يوجد أي خوف عليها حتي لو وصل الإسلاميون إلي السلطة، إلا أن الدكتورة نوال السعداوي وعلي الرغم من حالات الاتفاق المتزايدة بين إبراهيم والسعداوي إلا أن الاخيرة اعترضت علي رؤيته واختلفت معه وأشارت إلي أنه لا يمكن احترام مثل هذه المرأة التي واجهت كل هذه المصاعب حتي تنتخب الإخوان لمجرد أنها تسلقت السلم وأضافت لا يجب أن ننخدع بمثل هذه المظاهر لأن الديمقراطية ليست انتخابات فقط مشيرة إلي أن ذلك يعد تسطيحا لمعني الديمقراطية. وشنت السعداوي هجوما عنيفا علي ما أسمته بالحكم ا لديني وقالت إنه من المستحيل الوصول إلي الديمقراطية تحت أي حكم ديني، وأرجعت ذلك إلي ما وصفته بنزعة التمييز في الأديان بين الرجل والمرأة والتي أكدت وجودها بالكتب السماوية الثلاث وأشارت السعداوي إلي أن الأديان لا تتطور مع تطور العصر ولا يمكن المناقشة فيها خاصة داخل مستوي العلاقة بين الرجل والمرأة وهو ما يتعارض مع مفهوم الديمقراطية علي حد وصفها. ومن جانب آخر وجهت نوال انتقادات لاذعة للمثقفين المصريين وقالت إن كثيراً من الذين يكتبون ضد الرئيس لديهم جسور مع النظام وأضافت أن كثيراً منهم بعد أن يفرغوا من الهجوم ضد النظام يذهبون لتناول العشاء مع المسئولين.