عندما تنطلق فعاليات بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا لن يقتصر صداها علي المدن الالمانية ال 12 التي تستضيف فعاليات البطولة حيث ينتظر ان تؤثر البطولة علي الحياة واهتمامات الناس في جميع انحاء العالم.. ولان المكسيك من الدول المهووسة بكرة القدم رغم عدم فوز منتخبها باللقب في اي مرة سابقة فان تأثير المونديال فيها لايقل عنه في دولة عملاقة في المستطيل الاخضر مثل البرازيل والارجنتين وألمانيا. ومع بدء العد التنازلي لمونديال 2006 وانتظار انطلاق فعاليات البطولة بعد شهر من الان ينتظر ان تعلق الانتخابات الرئاسية مثلها مثل اي نشاط في البلاد لحين انتهاء البطولة او علي الاقل حتي نهاية مشوار الفريق في المونديال.. وفي المكسيك تأتي كرة القدم في المقام الاول قبل أي من الانشطة الاخري سواء في المجال السياسي او الاقتصادي.. ويحتل المنتخب المكسيكي المركز السادس في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم ويبدأ الفريق مشواره في البطولة يوم 11 يونيو المقبل بلقاء المنتخب الايراني.. ولان المرشحين الثلاثة للانتخابات الرئاسية لديهم مشاكل في تجميع المكسيكيين. وحتي الوقت الحالي لم تنل الحملة الانتخابية اهتماما من المواطنين بالمكسيك حيث يهتم بها نحو 27% فقط من الشعب المكسيكي وينتظر ان يتسبب المونديال في انصرافهم بشكل أكبر عن الحملة الانتخابية.. الجدير بالذكر انه علي مدار تاريخ السياسة في المكسيك حرص عدد كبير من القادة السياسيين علي الاستعانة بكرة القدم كدعاية لهم في حملاتهم الانتخابية سواء كانت في الانتخابات الرئاسية او البرلمانية.. وكان ابرز هذه الاساليب ما اتبعه فيليبي كالديروني الذي قارن نفسه بمنتخب المكسيك للناشئين الفائز بلقب بطولة كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما).. وقد حرص كالديروني في حملته الانتخابية الحالية علي ان تشتمل علي الظهور في بعض مباريات كرة القدم لاستعراض مهاراته في التحكم بالكرة في أرض الملعب. اما روبرتو مادرازو الذي سيطر حزبه "الثوري" علي الحكم في المكسيك من 1929 الي عام 2000 فيعتزم ان يملأ استادات الكرة في المكسيك بالمشجعين لمشاهدة المنتخب المكسيكي المشارك في مونديال 2006 بألمانيا وهو يخوض المباريات علي شاشات عرض عملاقة. واظهرت استطلاعات الرأي وجود منافسة شرسة بين كالديروني ومادرازو واندرياس مانويل لوبيز العمدة السابق للعاصمة المكسيكيةمكسيكو سيتي. من المنتظر ان يلجأ الثلاثة في الفترة المقبلة الي استخدام اللافتات الاعلانية كبديل مناسب في ظل انشغال المواطنين بمشاركة منتخبهم في المونديال وكذلك ينتظر تكثيف الحملات الاعلانية في التليفزيون. تجدر الاشارة ايضا الي ان اي انتصارات يحققها المنتخب المكسيكي في المونديال قد تصب في مصلحة كالديروني.