عندما تنطلق فعاليات بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا سيكون المنتخب البرازيلي هو المرشح الأول للفوز باللقب للمرة الثانية علي التوالي والسادسة في تاريخه نظرا لأن الفريق هو الأكثر استقرارا من جميع النواحي الفنية والإدارية إضافة إلي امتلاء صفوفه بالعديد من النجوم في مختلف المراكز من اللاعبين الأساسيين في أكبر الأندية الأوروبية. لكن مسيرة المنتخب البرازيلي لن تكون بالسهولة التي يتوقعها البعض لأن خصومه في البطولة لن يقتصروا علي الفرق المنافسة من المنتخبات المشاركة في البطولة وإنما يتجاوزوا ذلك إلي منافسين أكثر قوة في مقدمتهم التاريخ. علي مدار 17 بطولة سابقة لكأس العالم لم يستطع سوي فريقين فقط إحراز اللقب مرتين متتاليتين وهما المنتخب الإيطالي عامي 1934 و1938 ونظيره البرازيلي عامي 1958 و1962 وإذا أراد المنتخب البرازيلي أن يحرز اللقب للمرة الثالثة خلال 12 عاما فقط بعد عامي 1994 و2002 فإن عليه أن يهزم التاريخ وأن يجعله يعيد نفسه للمرة الثانية فقط خاصة أن الفريق البرازيلي كان المنتخب الوحيد من أمريكا الجنوبية الذي فاز بكأس العالم في أوروبا وكان ذلك في البطولة التي جرت عام 1958 بالسويد. وإذا كان الفريق البرازيلي قد نجح في تحقيق إنجاز الفوز باللقب ثلاث مرات في 12 سنة فقط خلال حقبة الستينيات والسبعينيات فإن تكرار هذا الإنجاز لن يكون بالسهولة التي يتوقعها البعض خاصة أن الجميع يعرفون جيدا إمكانيات لاعبي البرازيل ويعملون لهم ألف حساب كما أن الترشحيات العالية لم تكن في أي بطولة لصالح راقصي السامبا مثلما حدث عندما سقط الفريق مبكرا في كأس العالم 1982 بأسبانيا في الوقت الذي نجح فيه في إحراز اللقب الأخير عام 2002 رغم أنه كان خارج الترشيحات القوية قبل بدء البطولة. رغم التفاؤل الشديد الذي يسيطر علي أنصار راقصي السامبا في كل مكان بالعالم بفضل التألق الواضح لنجوم الفريق في مختلف الأندية الأوروبية بداية من حارس المرمي ديدا نجم ميلان الإيطالي ومرورا بالمدافع المخضرم روبرتو كارلوس "ريال مدريد الإسباني" في خط الدفاع وسيسينيو "ريال مدريد" ورونالدينيو "برشولنة الإسباني" في خط الوسط ورباعي الهجوم ورنالدو وروبينيو "ريال مدريد" وأدريانو "انتر ميلان الإيطالي" وكاكا "ميلان".. إلا أن العديد من الشواهد تمثل جرس إنذار حقيقي للفريق قبل خوض البطولة خاصة أنها تعيد إلي الأذهان بعض ذكريات الماضي سواء كانت هذه الذكريات للفريق أو لفرق أخري. أبرز هذه الذكريات ربما يكون من الأمور المتناقضة حيث يأتي من تألق اللاعب رونالدينيو وحصوله علي لقب أفضل لاعب في العالم لعام 2005 وهو ما حدث مع الفرنسي زين الدين زيدان قبل خوضه مع المنتخب الفرنسي نهائيات كأس العالم 2002 للدفاع عن اللقب الذي أحرزه عام 1998.. كما يعيد تألق رونالدينيو حاليا إلي الأذهان تألق الأسطورة الأرجنتيني مارادونا قبل كأس العالم 1990 التي خاضها للدفاع مع منتخب بلاده عن لقب كأس العالم الذي أحرزه عالم 1986 ولكنه سقط مع الفريق في الدور النهائي للبطولة.