قد يكون مفتاح الاقلاع عما يسميه الرئيس الأمريكي جورج بوش الادمان علي النفط قابعًا في أحشاء النمل الأبيض والحشرات التي تلتهم الجوت في الأدغال وميكروبات أخري مهندسة وراثيًا لفرز أنزيمات تحول النفايات إلي وقود قد يكون من الصعب تصديق أن مخلوقات مجهرية تعتبر عادة آفات هدامة منتجة إلي هذا الحد.. غير أن العلماء وعدة شركات يعملون مع تلك المخلوقات لتحويل الحطب وجذوع نبتة الذرة ونفايات نباتية أخري إلي سكر يمكن تخميره لتحويله بسرعة إلي الايثانول - الكحل من عيار 199 الذي يمكن استعماله كوقود للسيارات. ويقول دعاة البحث عن مصادر طاقة بديلة انه بعد عقود من الوعود غير المحققة وإنفاق مليارات الدولارات بشكل تدعيم حكومي لانتاج الذرة، قد تكون شركات الطاقة قادرة علي انتاج الايثانول بسهولة وتكاليف قليلة، وذلك بفضل الاختراقات التكنولوجية المحققة. ويقول ناثنييل غرين المحلل في مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية وهو مجموعة بيئية غير معنية بالربح، أن العملية اشبه بصنع كحول الحبوب أو البيرة، ولكن علي نطاق أكبر بكثير والتقنيات اللازمة لعمل ذلك موجودة ولكن ينبغي أن نقنع الناس أن الأمر حقيقي وليس مجرد مشروع علمي. ويدرس العلماء الآن العديد من الطرق لاستغلال الميكروبات الأحادية الخلية التي تشكل الحلقة الأولي في السلسلة الغذائية الحياتية، ويأخذ باحثون آخرون الجينات التي تصنع إنزيمات تحويل النفايات إلي وقود ويحقنونها في البكتيريا العادية. وقد جدد إقرار بوش بتكنولوجيا تحويل النفايات إلي طاقة الاهتمام بازاحة الوقود الحجري من مكانته كمصدر للطاقة الرئيسي المسيطر وهو هدف يعتبر منذ زمن بعيد "أضغاث أحلام". ويقول جيفر باسمور، نائب الرئيس لشركة logen lnc التي تصنع الايثانول: إننا منهمكون في ذلك منذ 25 سنة وكنا نأمل ان تحقق الانتاج بكميات تجارية حتي الآن، وما فعله الرئيس - ربما - هو أنه نفخ بعض الرياح في الشراع. ومن العوائق الأخيرة مسألة الي أي مدي سيوزع الوقود، وإقناع شركات السيارات بصنع محركات تستعمل هذا الوقود، وإقناع محطات الوقود بشراء مضخات لبيعه، ويؤمل سأن تحل مشكلة نقص التمويل والتقنيات الباقية، مثل كيفية شحن كميات كبيرة من الايثانول في غضون السنوات القليلة المقبلة.