ما أجمل ان يتمسك الإنسان بمعتقده ويدافع عنه دونما تعصب ومن حقه أن يشرح ويفسر معانيه و يكتب ما يشاء في حدود مساحات اعتقاده وليس من حق انسان مهما كان موقعه ان يزج بكلمات النقد والتجريح لعقائد الآخرين من خلال ما يسجله عن معتقده وهذا ما سأسجله هنا بالادلة والشواهد حيث اضع هذا الموضوع أمام كل مؤمن بعقيدته متساءلا.. أيحق ذلك وهل مصرح به مهما وصلنا وتنفسنا اجواء حرية الكتابة. فمنذ سنوات والدكتور زغلول النجار ينشر كتابات لا تتفق مع روح الحق واحترام الآخر.. في بلد يتعايش فيه ذلك العنصر المتوحد وطنيا منذ قرون فماذا قال النجار. في يوم 27/9/2005 بجريدة القاهرة كتب يقول "لا توجد مقارنة بين نزاهة القرآن وبين هزاءة ورداءة ما يسمي بالكتاب المقدس. فهو مثل الكشكول جمعه اليهود للنصاري.. وجمعوا فيه فترة زمنية تمتد اكثر من 3000 سنة فهو كتاب مليء بالاخطاء العلمية والأخطاء اللغوية، "وهنا أتساءل أليس من العدل ان يكون هناك موقف من الأزهر الشريف ومفتي الديار حيال ما يقوله النجار.. واين نقابة الصحفيين من مثل هذا النشر. يا دكتور زغلول تذكر ان القرآن الكريم ينهاك عن التجاوز "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" لقد تجاوزت فضيلة الجدال بالأحسن الي الترجيح فكم كنت اتمني ان تسودك ثقافة التسامح التي تأمرك بها الآية الكريمة. وفي أهرام 24 يناير 2005 كتب النجار "ونظرا لضياع اصول الرسالات السابقة كلها. وتعرض ما بقي من ترجمات منحولة لبعضها الي قدر هائل من التحريف الذي دفع اهل الكتاب الي الشرك بالله. والي عدد من الوثنيات القديمة والمعتقدات الباطلة". انه لامر غريب ومحزن ان يتهم د. زغلول أهل الكتاب بالشرك.. والمؤسف حقا ان أحدا لم يتصد للنجار.. أليس من حق المسيحيين دفع هذا الاتهام. أليس من حقنا جميعا نحن أقباط مصر ان نعرض هذا الامر علي الرأي العام المستنير مخاطبين كل مثقف وكل وطني غيور علي وحدة هذا الشعب.. اثق ان احدا لن يقبل ان يصف اهل الكتاب بالشرك الذي وصفهم به النجار. واسأل النجار لماذا لم تأت لنا بأصول الرسالات الضائعة حتي نتبين الحق من الباطل.. وايضا أجبني كيف حددت انها ضاعت..؟! ويعود النجار ليكتب في اهرام 23/6/2003 كلاما غاية الخطورة "وبمقارنة بين قصة يوسف عليه السلام كما جاءت في القرآن الكريم وكما جاءت في العهد القديم توضح الفارق الشاسع بين كلام الله وكلام البشر والتشابه في القصة الكريمة مرده الي وحدة المصدر السماوي والاختلاف في الاسلوب والمحتوي والتفاصيل مرده الي قدر هائل من التحريف الذي تعرضت له رسالة سيدنا موسي "علي نبينا وعليه من الله السلام" والسؤال الذي اطرحه علي كل المؤمنين هل الكتاب المقدس كلام بشر؟ ونعود للوراء ففي اهرام 23/4/2001 كتب النجار في الاهرام يقول "تعرضت الكتب السماوية السابقة اما للضياع التام أو للتحريف والتبديل والتغيير" وهنا اسأل سيادته كيف تكون كتبا سماوية باعترافك ويصيبها ما تقول فلطالما هي سماوية كما ذكرت هل يعجز رب السماء علي حفظها؟ وهل لديك دليل واحد علي تحريفها.. ليتك تتكرم بامدادنا بالاصول وإلا فانت لست بمالك لناصية ما تكتب.. وليس أدل علي ذلك سوي ذلك الاتهام المزري الذي تتهمنا به نحن المؤمنين بدين المسيح السمائي.. واسألك عن تفسيراتك التي تصول وتجول مسجلا لها في جريدة قومية.. هل يجوز لانسان مهما أوتي من علم ان يفسر عقائد مخالفيه في العقيدة كما يروق له هذا هو بعينه ما فعله الدكتور زغلول ففي اهرام 20/2/2006 كتب يقول "ان مكةالمكرمة قد وردت في الكتاب المقدس كمكان مقدس للحج" وان الكتاب المقدس قد تم تحريفه لاخفاء ذلك. كما فسر الآيات 5و6 من مزامير سيدنا داود النبي "مزمور 84" بأن وادي "البكاء" المذكور في المزمور هو وادي "بكه" محرفا من وادي مكة وهنا نوضح للنجار ونصحح له ما ذهب إليه تفسيره.. أولا كتاب المزامير أو سفر المزامير مستقل عن التوراة.. ويسميه القرآن الكريم الزابور. اما عن وادي البكاء الذي جاء بالمزمور 84 من سفر المزامير فهو وادي موجود في المساحة بين شمال فلسطين وأورشليم وقد ذكره لنا الكتاب المقدس أيضا في سفر صموئيل الثاني "اصحاح 5 عدد 23" "فسأل داود من الرب فقال لا تصعد بل در من ورائهم وهلم عليهم مقابل أشجار البكاء" ان ما كتبه ويكتبه النجار في الاهرام والصحف الاخري لا يعبر عن الروح التي يجب ان تسود. لقد عاشت مصر حتي ثورة 19 في صحوة ووعي جاد تحت مظلة ان الدين لله والوطن للجميع. وللاسف فان هذا الشعار الوطني الليبرالي قد لطخته بعض الأيادي ولا من فائدة تجنيها من وراء ذلك سوي مغبة التدخل الخارجي في شئوننا وهذا ما رفضه قداسة البابا شنودة تماما في وطنية عالية. واللورد كرومر في كتابه وصف مصر "لم يستطع ان يفرق بين سحنة المسيحي واخيه المسلم إلا حالة رؤيتهم وهم يصلون في مساجدهم وكنائسهم.. واعتقد ان أي عالم أجناس ليس بامكانه ان يعرف من المسلم أو المسيحي لو قدر له ان يسير في شوارعنا. ان ما يكتبه النجار يكرس للطائفية والتي قال عنها جمال حمدان "ان الطائفية هي اداة سياسية كان الاستعمار هو الذي غذاها ان لم يكن خلقها ليدعم بها وجوده". وأسأل د. زغلول هل فرغت تماما من كل دارساتك وتوقفت عن الاستزادة. فلم تجد أمامك سوي نقد وتجريح عقائد الآخرين. وهل ما تفعله سيثنينا عن سلامة ما نعتقد. لكن الخطر كل الخطر هو ما يتأثر به المتلقي فيحكم علي الفور بأننا مشركون كما تفضلت وكتبت. فكان الاجدر بك ان تبث في قلوب قرائك حب الآخر والتسامح. ألم يكن هذا افضل فتكسب رضاء الله عنك وتحظي باحترام الكل.. إننااذ نطرح هذه القضية الهامة. نطلب باسم الله أولا وباسم الوطن ثانيا وقف هذه الكتابات المسيئة لعقيدة المسيحيين.. لابد ان نمتلك جرأة الحق ونحفظ سلام الوطن.. نصلي لأجل الحب ان يسود وتنتشر ثقافة التسامح وكفانا ما نحن فيه من ألم فرضته علينا طبيعة عالمنا المتقلب!