في مقاله (الحل الحاسم لأزمة الاحتقانات الطائفية) المنشور بجريدة نهضة مصر في عددها الاسبوعي 11، 12/5/2006 كتب الاستاذ جمال البنا عن (تعليق الايمان بحرية الاعتقاد) وذكر عن الخطاب الذي وصله من مسيحي قبطي نفي عنه فيه صفة الاخوة معلقا علي كتاب الاستاذ البنا (اخواني الاقباط) (شخصيا لم اقرأه بعد). وهو أمامي علي مكتبي في دوره للقراءة. وتعقيبا منا علي ماكتبه الاخ الكاتب فنحن لسنا معه فيما رمي به البنا فنحن جميعا كل شعب مصر اخوة. بل ان ابناء آدم جميعا في البسيطة كلها اخوة. واقول للاستاذ البنا لا تغضب يا أخي فقد فعلها قبله الداعية عمر عبدالكافي حينما حرم علي المسلمين تهنئة اخوانهم المسيحيين في اعيادهم. وعدم مصافحتهم بالايدي. وهذا ماجاء بأحد شرائط الكاسيت والتي نشرت هذا التحقيق في جرأة شديدة مجلة روزاليوسف منذ سنوات. وما رأي اخي الاستاذ البنا فيما يؤذي آذاننا من تجريح لعقيدتنا نحن المسيحيين من خلال بعض منابر المساجد والزوايا. واسأل أخي الاستاذ البنا هل قرأت ما يكتبه د. زغلول النجار قدحاً في عقيدة المسيحيين ليتك تراجع الاهرام (24 يناير 2005 جريدة القاهرة 27/9/2005، اهرام 23/6/2003، اهرام 23/4/2001، اهرام 20/2/2006). وادعوك ايضا لمراجعة ماكتبه د. عمارة عن عقيدتنا المسيحية في جريدة الاخبار في 21/10/2005. هذا علي سبيل المثال فقط. فالامثلة بشواهدها عديدة. الاستاذ جمال البنا نقدر لك مشاعرك الرقيقة. وقد هالك هذا الخطاب الذي وصلك من مواطن قبطي اراد فيه محو صفة الإخوة.. وهذا أمر نستنكره بشدة. ولا يصح أو يحق له ان يحدثك كذلك مخالفا تعاليم السيد المسيح له المجد التي تأمرنا بالمحبة والتواضع. لذلك اخاطبك بشجاعة المحبة الادبية.. معتذرا لك نيابة عن هذا الاخ الذي حاول ان ينفي عنك آصرة الاخوة.. وفي نفس الوقت اتساءل من ذا الذي سيعتذر لملايين المسيحيين علي مستوي مصر والعالم عما صدر ولازال يصدر من تجريح واهانة للعقيدة المسيحية والمسيحيين في كتابات الدكتور زغلول النجار والدكتور محمد عمارة.. وناهيك عن كتب ديدات وكتاب خرافة ظهور العذراء بالزيتون للدكتور شلبي... الخ. الاخ الكبير الاستاذ البنا ما أجمل عبارتك التي حواها مقالك قرب نهايته (تعليق الإيمان بحرية الاعتقاد) واتمني ان نبحث عن الوسائل التي تحقق لنا هذا المعني سعيا إلي تخصيبه نحو تربة صالحة نزرع فيها المعاني الجميلة والمحبة.. ويقول التعبير الدارج في موروثنا الشعبي اترك الملك للمالك.. ما اجمل ان يحترم كلانا الآخر في منظومة السلام الاجتماعي. من الرائع اننا معشر المصريين أن نعتز بعقائدنا ونتمسك بها بشدة.. وهناك فارق بين التمسك والتعصب ان يتمسك المرء بعقيدته فهذا شيء بديع لكن يتعصب لها محتقرا الآخرين هنا تبدأ المشكلة وجميعنا بشر متساوون في كل شيء. وجميعنا ايضا من تراب.. ونؤمن بإله واحد. الله لايريد قلوبا تفرق بين البشر بل قلوبا نقية تعبده ففي عبادته المحبة التي لا تعرف التفرقة. ان القلوب المتشحة بسواد الكراهية ستلفظها دينونة السماء. ان الامور التي ذكرنا بعضها هي التي حدت بهذا الاخ القبطي في رسالته الغاضبة اليك فكان اسلوبها غير مناسبا. ولنفتش معا مشاركا بفكرك المستنير كيف نزيل ونقتلع كل فكر يفسد حياتنا ويكدرها. فجموع المثقفين تقع علي كاهلهم مسئولية ضخمة في هذا المضمار حتي تمتد روح الحب وقبول الآخر وسلام التعايش إلي كل القلوب ويقول المثل يد واحدة لا تصفق. اذكر منذ سنوات. قص الكاتب الفنان اسامة انور عكاشة في جريدة الاهالي مايلي: في عيد ميلاد ابني وجدته قد أعرض عن دعوة جاره في المسكن وزميله في المدرسة (مينا) فسألته عن السبب ونحن تربطنا باسرتهم روابط المحبة قال: المدرسة في المدرسة قالت: (بحرمة التعامل مع جاره مينا) إلا ان الكاتب عكاشة هاله ما سمع فتوجه للمدرسة مصمما علي مقابلة (المعلمة) ليصحح لها فكرها فلم تنكر وناقشها.. ويبقي سؤال كم رجلا وكم ولي أمر له مثل هذا الفكر المستنير الليبرالي.. المعلمة اعتذرت.. واتساءل من الذي اعتذر هل قلبها وعقلها أم اللسان فقط؟ سيدي نحن في أمس الحاجة لموجات سلام قوية ودافقة تقتلع كل ماهو سيئ في قلب أي مصري أعماه الشعور بالأنا أو اعتنق الأحادية. أحلم ويحلم معي كثيرون ان نعيش في سلام. وأرجو الا نفقد الأمل طالما هناك عقلاء يهمهم هذا الوطن حتي لا يحترق بنار الجهل والتعصب.. اللهم افتح قلوبنا وأنر بصائرنا جميعا حتي نعيش في سلام اختاره للانسان الاله العظيم ملك السلام!