هذه هي المعركة الانتخابية الأولي في تاريخ إسرائيل، التي يترأس فيها مرشح من أصل شرقي أحد الأحزاب الكبري. وفي خطاب انتصاره بعد الانتخابات التمهيدية في حزب العمل، أعلن عمير بيرتس "أننا نقوم اليوم بقتل رحيم للمارد الطائفي". ولكن من الوجهة العملية يتبين أن بيرتس نجح في أفضل الأحوال في كنس المارد إلي ما تحت سجادة، حيث لازال حيا يرفس كما كان في الماضي بل وبأكثر مما كان في الماضي. فالأصل الطائفي لعمير بيرتس يلعب، كما يبدو دورا هاما جدا في قرار التصويت لصالحه، وخصوصا في قرار الكثير من الاشكناز بعدم التصويت له. ولذلك بالوسع الزعم أن المارد الطائفي في هذه الانتخابات علي الأقل هو مارد أشكنازي. ورغم ذلك يبدو أنه منذ سنوات طويلة، لم تكن هناك معركة انتخابية يجري فيها إخفاء الموضوع الطائفي كهذه المعركة. تدفع إلي ذلك. بين أمور عدة، حقيقة أن عمير بيرتس يريد الظهور كزعيم للجميع. وفي مقابلة مع آري شافيت نشرت في نهاية الأسبوع الماضي في ملحق "هآرتس" قال بيرتس "أنني طوال حياتي حاولت عدم الانجرار نحو المارد الطائفي. فالمارد الطائفي هو العدو رقم واحد للنضال الاجتماعي". ويتبين من الاستطلاعات التي أجراها حزب العمل أن بيرتس أفلح في جلب حوالي ثمانية مقاعد من بلدات التطوير والواحي، خصوصا من الشرائح الدنيا من الطبقة الوسطي. ولكنه خسر عددا مشابها من المقاعد التي كان يجلبها مؤيدو حزب العمل القدامي، سكان جفعتايم. شمالي تل أبيب. الكرمل والكيبوتسات، وأغلبهم من الأشكناز، ومعظمهم من الطبقات الاقتصادية الاجتماعية العليا. ويقول لوبا إلياف، الذي يترأس طاقما من المثقفين لإعادة الأشكناز الحزب، يقول أن السبب الحقيقي لتركهم هو "أنهم لا يريدون أن يقودنا مغربي". ويقول رئيس طاقم التخطيط في حزب العمل، يوفال ألبشان، "لا ريب عندي في أن قسما كبيرا من انتقال صنوف مختلفة من الأصوات إلي كديما نابع من المارد الطائفي الأشكنازي". وحسب كلامه، فإنهم "حتي عندما يتحدثون عن اللغة الانجليزية تري أن الأمر غير جوهري. لقد التقت تسيفي ليفني مع كوندليسا رايس رغم أن لغتها الانجليزية مكسرة، ولم يشكل ذلك إزعاجا لأحد". ويقول زعيم حركة شاس، إيلي يشاي أنه "بسبب انتخاب عمير بيرتس، هرب الأشكناز من حزب العمل. ليأت من يشاء ليقول لي أن هذا غير موجود". أما رئيس تحالف المهاجرين من المغرب في إسرائيل، شمعون بيت أون ان "من يخرج المارد الطائفي من القمقم هم الأسكناز". وهو يدعو وسائل الاعلام ورجال السياسة إلي الكف عن السخرية والهزء من شخصية بيرتس. "قبل ان يملك المارد الطائفي القوة ونفقد السيطرة علي الوضع". وأشار البروفيسور يوسي يونا، من القوس الشرقي "أنني أجري اتصالات مع شيلي يحيموفيتش ويولي تامير من حزب العمل، فمن المؤسف والمحرج لهن كأشكنازيات ان تكون ميول عنصرية ومواقف ظلامية للمجموعة التي ينتمين إليها".