بين الأسرار الأكثر افتضاحا في اسرائيل ذلك الحديث عن التمييز الطائفي أو العرقي أو القومي. وليس صدفة أنه في ذروة محاولات إخفاء هذه "الأسرار" في ظل الحملات التي يتعرض لها زعيم حزب العمل ومرشحه لرئاسة الحكومة عمير بيرتس بسبب شرقيته تصدر الخارجية الأمريكية تقريرا يتحدث عن أشكال التمييز الداخلي في الدولة العبرية. ورغم أن عمير بيرتس، وكما تبين من عدد من المقابلات الصحفية التي أجريت معه، يميل للتخفيف من أثر البعد الطائفي. إلا أن السجال احتدم بين العديد من القوي حول ذلك. وفي الأيام الأخيرة دعا رئيس رابطة المهاجرين من المغرب شمعون بيت أون قادة الأحزاب الإسرائيلية للكف عن استخدام البعد الطائفي في المعركة الانتخابية. ويري معلقون إسرائيليون ان صفة "الشرقي" باتت في نظر الكثيرين من الأشكناز صفة تدل علي الحماقة، وأن ذلك يجد ترجمة له في خوف الكثيرين من قدامي حزب العمل من لحظة التقاء هذا "الشعبي صاحب الشارب" مع الرئيس الأمريكي جورج بوش، ويشير آخرون إلي أنه ليست هناك صفة يمكن إطلاقها علي هذا الخوف أكثر دقة من كلمة عنصرية. وبحسب بعض هؤلاء فإن العنصرية الإسرائيلية تتستر طوال أيام السنة بستار كثيف من طبقات مواد التجميل بحيث لا يري أحد القبح المطمور تحتها.، ويرون أن المعركة الانتخابية الحالية دفعت الكثيرين إلي عدم ا لاضطرار حتي لإخفاء القباحة أو التظاهر بإخفائها. ويعتقد أمنون ليفي في "يديعوت" أن مظاهر الاحتقار لعمير بيرتس ليست سياسية بحتة بل هي أشد عمقا. ويضرب مثلا علي ذلك البرنامج التليفزيوني الترفيهي "أرض رائعة" الذي دأب علي إهانة بيرتس والشرقيين عموما. "فتحت مظلة دفاعية اسمها الهزل، تحول موشيه كتساف إلي ببغاء أحمق، وعوزي كوهين إلي مضغة، وسيلفان شالوم إلي لعبة صماء من رقع القماش، وروحاما أبراهام إلي أمية، وعمير بيرتس إلي أحمق، وإلي رجل تحتار عند رؤيته وتتساءل كيف وصل إلي هذا المنصب. فهو مجرد أحمق لا يعرف كيف يشغل الميكروفون وليس هناك ما تقوله عن لغته الانجليزية". ويعتقد خبراء في الشأن الاجتماعي الإسرائيلي أن هناك "مؤامرة صمت" حول التمييز الطائفي في إسرائيل. وفي هذا السياق ثمة من يري أن السياسيين الإسرائيليين يعتقدون أن عرض هذه المسألة علي الرأي العام يلحق بهم الضرر.