في هذه الايام وسط احداث كثيرة ومشاهد تجمع بين الحزن والسرور كما هي عادة الحياة دائما فتتجمع لدينا علي مسرح الاحداث مشاهد بطولة افريقيا للأمم وكأس السوبر الافريقي وحادث العبارة والتقاط الصندوق الاسود يختلط معها او بها مشاهد ترتبط بالقضاء وترتبط بقضية الحبس في جرائم النشر.. وسط هذه المشاهد اصطحب الاستاذ مستقبل معه عم ماضي وذهبا معا الي نقابة الصحفيين فماذا دار بينهما وبين نخبة من الصحفيين في هذا اللقاء؟ دعنا عزيزي القارئ نتابع الموقف عن قرب.. الاستاذ مستقبل يدخل ومعه عم ماضي ليري جمعا من الصحفيين داخل النقابة يتناقشون.. احدهم يقول لقد وعدنا بالغاء عقوبة الحبس في جرائم النشر ونحن نثق في وعد الرئيس لنا ولكن ها هو حكم يصدر بحبس احد الصحفيين في جريدة المصري اليوم سنة وهو حكم صادر لصالح وزير الاسكان السابق الدكتور محمد ابراهيم سليمان وهنا يتدخل عم ماضي في الحديث ويقول يا ايها السادة لقد اصبحت الاحوال علي ايامكم افضل كثيرا مما كانت عليه في السابق نحن نقرأ ونشاهد الان في مختلف الصحف قومية كانت ام حزبية ام مستقلة مساحة غير مسبوقة من حرية التعبير التي قد تحمل احيانا بعض التجاوزات.. وهنا انبري له احد الحضور قائلا يا عم ماضي ستظل دوما اسير الماضي ألا تري ان الدنيا تغيرت وألا تري اننا دفعنا ثمنا غاليا لتكميم الافواه وتقييد الحريات.. ان حرية التعبير في اي مجتمع هي ضرورة حياة وضرورة صحة وعافية وهي حق لافراد اي مجتمع.. ثم دعنا نتدارس يا عم ماضي ماذا حدث؟ خبر نشر لم يكن صحيحا او دقيقا وتم تصحيحه في اليوم التالي في نفس الجريدة ولم يحمل الفاظا خارجة او اي سب او قذف في حق احد ثم ان هناك دائما حق الرد المكفول في مثل هذه الامور فلماذا تأخذ الامور هذا المسار؟ حدثت همهمة بين الحضور وعلا صوت واحد من الحضور يقول لم يعد هناك في العالم بلدان تقضي بعقوبة الحبس في قضايا النشر سوي ما يناهز خمس عشرة دولة نربأ ان نكون مثلها. وهنا اخذ زمام المبادرة الاستاذ مستقبل وقال بصوت رخيم كأنه امتلك الحكمة كلها يا ايها السادة دعونا نحرر محل النزاع او نحدده كما يقول القانونيون هل نحن نريد ميزة خاصة للسادة الصحفيين علي وجه الخصوص فيكون الحبس محرما عليهم وغير محرم علي بقية عباد الله؟.. ما فهمته ان هذا ليس محل الخلاف وانكم لا تسعون الي ميزة خاصة ولا تريدون ان يكون علي رؤوسكم ريشة كل ما في الموضوع انكم تريدون ثلاثة امور واضحة.. الامر الاول ان تكون العقوبات الخاصة بالنشر لا تتضمن عقوبة الحبس سواء كان النشر من قبلكم كصحفيين او من قبل غيركم وهذا ما يحدث في الدنيا كلها باستثناءات قليلة علي نحو ما ذكرتم لعم ماضي.. والامر الثاني انكم تريدون ان تتاح المعلومات الصحيحة والكافية لكم وأن تكون حقا من حقوق المجتمع وحقا من حقوقكم لتستطيعوا ممارسة اعمالكم والحق في المعلومات احد بنود وثيقة حقوق الانسان وهذا ايضا لا استثناء ولا خصوصية فيه وانا اعلم ان لديكم مشروع قانون للمعلومات ينظم هذا الامر ويوفره. اما الامر الثالث: فهو انكم لا تدافعون عن انتهاك حرية اي مواطن او سبه او قذفه او التشهير به كل ما تطالبون به ان تكون الشخصية العامة - اي شخص عام- قابلا للنقد وهذا ايضا ما يحدث في العالم كله.. اذًا اين المشكلة؟.. المشكلة كما اراها - يستطرد الاستاذ مستقبل- ان حرية الصحافة ضرورة لاي مجتمع ناضج ولكن لكل حرية ضوابط.. كما ان الخروج علي مقتضيات اي حرية والوصول بها الي حد السب والقذف او التشهير او الابتزاز او اساءة السمعة شيء اخر.. والسؤال هنا كيف نقيم الوزن بالقسط بين الامرين؟.. لابد ان تكون هناك عقوبات علي التجاوز ولنغلظها كما نشاء ولكن علي الا تتضمن عقوبة الحبس.. لنوقع غرامات مالية علي المتجاوز وعلي الصحيفة كيفماء نشاء بما يتناسب وحجم المخالفة.. وهنا قاطعه عم ماضي يا استاذ مستقبل ماذا تقول لقراء بعض الصحف وتنظر ما يكتب فيها وما يقال أليست الكلمة مسئولية والحرية مسئولية هل تسمي الفوضي حرية وهل تريد أن تقنعنا بان الخلط بين الرأي والخبر هو عمل مهني محترم.. يا استاذ مستقبل "لا مستقبل لامة ولا معني لحرية تختلط فيها الامور ولا تنضبط فيها الحدود وتصبح فيها الحرية مرادفا للفوضي.. وهنا علت الاصوات معترضة في وجه عم ماضي وصاحت وقد تداخل بعضها ببعض ان مثل هذا الكلام الذي هو حق لا يراد له حق هو الذي اضاع الوطن والمواطن.. ولماذا يا عم ماضي لا نسمع مثل هذه الكلمات الجوفاء الا في عصور الاستبداد، ووجدت الجميع ينسحبون من جوار عم ماضي ويلتفون حول الاستاذ مستقبل مؤيدين ومساندين له ووجدته يسائلهم ماذا انتم فاعلون في ادارة هذه القضية بالحكمة وانصرفت والجدال لم ينته بعد وقد لا ينتهي حتي يري قانون الغاء عقوبة الحبس في جرائم النشر النور.. والنور في النهاية هداية ورشاد وتقدم نحو المستقبل.