الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد المخلوع لن يسلم بسهولة للمجموعة التي انقلبت ضده، وقرر أن يلجأ إلي المحاكم خاصة أنه أستاذ كبير للقانون وعميد سابق لكلية الحقوق. حزب الوفد كان تاريخيا معقل جهابذة القانون وعلي رأسهم مؤسس الوفد الزعيم الوطني العظيم سعد زغلول وكتيبة أخري من عتاة رجال القانون أمثال مكرم عبيد أشهر رجال السياسة من الأقباط وصاحب المقولة التاريخية الشهيرة أنا مصري ومسلم وطنا ومسيحي الديانة.. والزعيم الأشهر في تاريخ الوفد مصطفي النحاس الذي نام علي محطة قطار بني سويف بعد أن منعت حكومات الأقلية زيارته للبلدة، وغيرهم من كبار الزعماء الوطنيين أساتذة القانون وكبار المحامين وأبلغ الخطباء. ولا يزال في حزب الوفد عدد كبير من المحامين، ولذلك فمعركة الدكتور نعمان في دهاليز المحاكم لن تكون سهلة بأي حال من الأحوال، علاوة علي أن ملف الوفد سيكون ماثلا أيضا أمام لجنة الأحزاب والتي قد تغرق في مذكرات ومذكرات مضادة وحجج متبادلة من الطرفين، وبالتالي فاحتمال التجميد يطل برأسه مهددا مستقبل حزب الوفد. يذكر أن حزب الوفد الجديد عاد بحكم محكمة أيام الباشا الراحل فؤاد سراج الدين آخر الزعامات الوفدية التاريخية الكبيرة وصاحب أشهر سيجار بين رجال السياسة، حتي إن صحيفة "الأهرام" صورته وهو معتقل بعد ثورة 1952 وهو يرتدي بيجامة وفوقها روب دي شامبر وفي يده السيجار الضخم. والرهان الصعب أمام قيادات وأعضاء حزب الوفد الجديد أن يخوضوا معركة الحفاظ علي مستقبل الحزب، وينقذوه من التوهان في ردهات المحاكم، ومن مقصلة لجنة الأحزاب التي لم ترحم أحزابا سابقة كان ردها "شنة ورنة" مثل حزب العمل الذي ساهم الرئيس الراحل أنور السادات في تأسيسه مع عديله الراحل محمود أبو وافية ورئيس الحزب إبراهيم شكري المجاهد الوطني الكبير متعه الله بالصحة والعافية. وهناك أحزاب تحتاج لمسابقة لمعرفة من هو رئيسها مثل حزب الأحرار الذي يتنازع علي رئاسته حلمي سالم وطلعت السادات ومحمد فريد زكريا. فيما تعددت الأحزاب الناصرية ما بين العربي الناصري وصولا إلي القومي العربي فرع عابدين الذي طواه النسيان وأخيرا حزب الكرامة تحت التأسيس رغم أن له نائبين في مجلس الشعب وصحيفة أسبوعية سينقل لرئاستها قريبا عبدالحليم قنديل رئيس تحرير العربي. خناقات ومعارك الأحزاب وراءها قصص كبيرة أكبر من العمل العام، فهناك من يعمل أصلا علي إضعافها من الداخل وشقها، وهناك من يبحث عن الشهرة والنجومية وهناك من يبحث عن دعم الحكومة "نصف مليون جنيه سنويا" ورفض الجرائد وتأشيرات الحج، والدعم القادم من الخارج بصور مختلفة أشهرها اشتراكات وهمية في صحف حزبية. وما يحدث في الأحزاب من صراعات وحروب ومعارك حقيقية كانت حدثت في الوفد وقبل ذلك الأحرار والعمل، يحدث في النقابات التي تم وضع بعضها تحت الحراسة مثلما يحدث في نقابة المهندسين، وحدث بصورة مماثلة في نادي الزمالك من انقلابات ومعارك انتهت بحل مجلس إدارة النادي برئاسة المستشار مرتضي منصور وهو رجل قضاء سابق من المؤكد أنه سيلتقي قريبا في ردهات المحاكم بعميد كلية الحقوق ورئيس حزب الوفد السابق الدكتور نعمان جمعة. الحقيقة المؤكدة في العمل العام أن أحدا لا يريد أن يصبح رئيسا سابقا، سوي رئيس حزب التجمع السابق خالد محيي الدين.