بعد أن أصبح الأمير سعد العبد الله السالم الصباح دستوريا الأمير الرابع للبلاد، يري مراقبون أن التحدي الذي يواجه الأسرة الحاكمة هو الاتفاق علي ترتيب آليات الحكم في البلاد، واختيار ولي عهد جديد، وهو ما اعتبروه أمورا يمكن تجاوزها بما تملكه العائلة الحاكمة من "حنكة وخبرة سياسية" علي نحو مدي ثلاثة قرون من توليها مقاليد الحكم في البلاد. ويري المحلل السياسي الكويتي د. غانم النجار أن ترتيب البيت الداخلي الكويتي علي صعيد مسألة الحكم سيتم في غضون أيام قليلة، مشيرا إلي أن مرض كل من الشيخ جابر والشيخ سعد جعل هذه القضية مطروحة منذ وقت ليس بالقصير وأن تلك النقاشات كانت تخرج في كثير من الاحيان من خارج إطار الأسرة الحاكمة ليتم تداولها في الصحف ومجلس الأمة. وتوقع النجار أن لا يكون هناك أي تغييرات تذكر في سياسة الكويت الخارجية علي المستوي الاقليمي والدولي باعتبار أن رئيس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الصباح كان يدير تلك الشئون بكل جدارة، ولكن السؤال المطروح بقوة بين الأوساط الرسمية كما يري هو ما إذا كان سيعاد دمج منصب رئيس الوزراء مع منصب ولي العهد في حال أصبح الشيخ صباح هو ولي العهد. وأكد أن هناك رغبة قوية لدي الكثير من ابناء الشعب الكويتي بعدم حدوث ذلك الدمج باعتبار ان الفصل بين المنصبين كان خطوة إصلاحية كبيرة. من جانب آخر يري النائب الإسلامي وليد الطبطائي أن حل مجلس الأمة الكويتي أمر مستبعد بعد وفاة الشيخ جابر، وتوقع في حديثه لقناة "العربية" أن يتم حلّ الحكومة الحالية في ظل توقعات أن يكون رئيس الوزراء الحالي الشيخ صباح الأحمد هو ولي العهد. وأشاد الطبطائي بنهج الإصلاح الذي يتبعه رئيس الوزراء الحالي، واصراره علي اعتماد الخيار الديمقراطي في اقرار القوانين والمراسيم وتسيير شئون البلاد. وتمني الطبطائي بما يشبه التوقع أن تستمر هذه الحالة من الشوري والديمقراطية، وألا تسود حالة الاستفراد بالقرار مستشهدا بالانجازات الاصلاحية التي شهدتها الكويت في السنوات الأخيرة، وتوقع الطبطائي أن تتسارع وتيرة الإصلاح ولاسيما فيما يتعلق ب "الإصلاح الانتخابي" وحرية الصحافة وانشاء نقابات واحزاب، مشيرا إلي أن الكويتيين ليسوا في عجلة من أمرهم في تنفيذ تلك الإصلاحات. واعتبر النائب صالح عاشور أن الكويت تتميز عن غيرها من دول الجوار بانها دولة مؤسسات ودستور، وأكد ان الكويت تتمسك بالدستور في ترتيب آليات الحكم، وتوقع أن تستمر عملية التنمية الديمقراطية والاقتصادية في البلاد دون حدوث أي نكوصات أوانتكاسات لما تمتاز به البلاد من تراث ديمقراطي عريق. ومن جهته توقع وزير الإعلام الكويتي السابق سعد العجمي ل "العربية. نت" ألا يتم حل مجلس الأمة لتفادي أن يؤدي أمير الشيخ سعد العبد الله الصباح أداء القسم أمام المجلس معتبرا أنه لا يوجد ما يمنع الشيخ سعد من ذلك. وبالحديث عن مستقبل رئيس الوزراء الحالي الشيخ صباح الأحمد الصباح، قال العجمي: "بحسب الدستور الكويت فإن أمام أمير البلاد مدة عام لتعيين ولي عهد له، ومن المبكر الحديث فيما إذا كان الشيخ صباح الأحمد سيكون هو ولي العهد أو سيحافظ علي منصبه كرئيس وزارء، وهذه الأمور يمكن ترتيبها بين أفراد العائلة وعبر الطرق الدستورية المتعارف عليها". وأكد العجمي أن هناك شعورا باطنيا بالإطمئنان بين أفراد الشعب الكويتي بحدوث انتقال سلس للسلطات لما يعرف عن العائلة الحاكمة من حكمة في تدبير أمور البلاد السياسية والاقتصادية.