قبل خمس عشرة سنة عشية تفكك الاتحاد السوفيتي أقر الكونجرس تقديم عون مالي وفني للروس من أجل مساعدتهم علي صون وتخزين وتفكيك الأسلحة النووية السوفيتية الفائضة، والتخلص من المواد الزائدة الصالحة للاستعمال في صنع الأسلحة، والتي جرت استعادتها في هذا المجال. وعلاوة علي ذلك، وبموجب اتفاقية سنة 1997 الثلاثية بين الولاياتالمتحدةوروسيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية، نحن ملتزمون بالتخلص من البلوتونيوم الفائض لدينا، الصالح لصنع الأسلحة، وبالدفع للروس من أجل التخلص مما لديهم منه بسلام. وينوي الروس التخلص مما لديهم منه علي هيئة اكسيد مختلط من اليورانيوم والبلوتونيوم يستعمل في محطات توليد الطاقة، والاستمرار من ثم في صنع الأكسيد المختلط تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستعمال البلوتونيوم الذي يستخلص من "الوقود المستنفذ". وفي الظروف النموذجية يترك الوقود النووي في محطة الطاقة النووية التقليدية المبردة بالماء والمخففة به، لمدة أربع أو خمس سنوات. ويكون نحو53% من عنصر وقود اليورانيوم المخصب الجديد "قابلا للانشطار" وسوف "يحترق". وبالاضافة الي ذلك، يجري بحرق اليورانيوم القابل للانشطار، "توليد" بلوتونيوم قابل للانشطار من اليورانيوم غير القابل للانشطار. وبناء علي ذلك، عندما تمت إزالة عنصر الوقود النموذجي من محطة توليد الطاقة، يظل نحو ثلثي مادته القابلة للانشطار المكونة من اليورانيوم والبلوتونيوم وفي آخر الأمر، جميع مادته اليورانيومية غير القابلة للانشطار و"القابلة للتوليد" في الوقت نفسه، "غير محترقة". وهكذا، فإنه في اوروبا وروسيا، تعاد معاملة عناصر الوقود المستنفد بطرق كيماوية، وتستعاد المادة القابلة للانشطار، المتبقية، والمكونة من اليورانيوم والبلوتونيوم الي جانب الكمية الضخمة جدا من اليورانيوم القابل للتوليد وتدمج مع عناصر وقود جديدة. وحيث ان اليورانيوم المخصب لازم فقط لعنصر وقود اليورانيوم الأصلي، فإن الحاجة الي خدمات تخصيب اليورانيوم والي إمدادات جديدة من خليط اكاسيد اليورانيوم الخام سوف تقل بشدة حالما يتم تطبيق دورة وقود الاكسيد المختلط بصورة كاملة. ما علاقة كل هذا بتهديدات "اسرائيل" والمجانين الجدد بتدمير محطة توليد الطاقة النووية التي بنتها روسيا وتحميها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي تشارف الآن علي الاكتمال في مدينة بوشهر في ايران؟ أو تدمير مرفق تخصيب اليورانيوم برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي لا يعدو كونه تحت الانشاء في ناتانز في إيران؟ وهكذا، ينوي الروس (بمساعدة مالية دولية) ان يبنوا مرافق تخزين وقود مستنفد ضخمة جدا، ومحطات توليد وقود اكسيد مختلط. وهكذا سوف يغرم الروس بقية دول العالم أقساطا سنوية لتخزين وقودهم المستنفد، وصنع وقود اكسيد مختلط جديد. حسنا، لنتذكر ان وزير الخارجية الايراني متقي، التقي بالفعل مؤخرا مع نظيره الباكستاني، من اجل "تعزيز الروابط الدفاعية، والتجارية، والثقافية". وذكر أنهما ركزا علي خط أنابيب الغاز الطبيعي الايراني الباكستاني الهندي المقترح، ولكن وزير الخارجية الباكستاني كسوري، أوضح في مؤتمر صحافي مشترك عقد فيما بعد، ان باكستان المسلحة بأسلحة نووية سوف تعارض أي استخدام للقوة ضد برامج دورة الوقود النووي الايرانية التي تحميها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ? عالم فيزياء أمريكي، عمل في العديد من المؤسسات العلمية.