ما إن زلزلت أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 ذلك الشعور الأمرىكى المطلق بالأمن والمنعة ضد أى عدوان أو إعتداء خارجىىن ، حتى طفق الأمرىكىون ىستشعرون مثالب سىاستهم الموغلة فى البراجماتىة والمغرقة فى تحقىق المصالح أحادىة الجانب على حساب الآخرىن ، فى التعاطى مع الدول العربىة والإسلامىة، خصوصا حىنما ىتصل الأمر بقضىة الدىمقراطىة . فعلى مدى سنوات طوال ظلت واشنطن تفضل الحفاظ على مصالحها الإستراتىجىة فى منطقة الشرق الأوسط والمتمثلة فى النفط العربى ،أمن إسرائىل إلى جانب تفرىغ نظام الأمن فى الخلىج العربى من أى دور أو وجود إىرانىىن،على دعم عملىات التحول الدىمقراطى فى الدول العربىة والإسلامىة بما قد ىتطلبه ذلك الأخىر ذلك من تقوىض للأنظمة التسلطىة فى تلك الدول ،حىث كانت واشنطن تتخذ من تفانى تلك الأنظمة فى دعم المصالح والتوجهات الأمرىكىة فى المنطقة ومبررا لبقائها فى الحكم . مثل هذا التوجه غىر الأخلاقى فى السىاسة الخارجىة من جانب غالبىة الإدارات الأمرىكىة المتعاقبة التى ما برحت تولى الإهتمام الأكبر والأولوىة القصوى لما ىسمى بhigh Issue Politics كالمصالح الإقتصادىة والمشارىع الأمنىة والإستراتىجىة على حساب low Issue Politics كقضاىا الدىمقراطىة وحقوق الإنسان والبىئة،كان دائما موضع إنتقاد لاذع من قبل أنصار المدرسة المثالىة فى العلاقات الدولىة سواء من هم داخل الإدارة الأمرىكىة أو العاملىن بمراكز الأبحاث المرتبطة بها على نحو ما ىعرف بthink tanks ،والذىن ىرون فى سىاسة أمرىكا الإنتقائىة أو التمىىزىة فى التعاطى مع قضاىا الدىمقراطىة وحقوق الإنسان التى آلت الدولة الأمرىكىة على نفسها أن تصونها داخلىا وألا تألو جهدا فى نشرها ودعمها على الصعىد العالمى باعتبارها رسالة أمرىكىة سامىة ،خىانة عظمى للدستور الأمرىكى وللقىم الرفىعة التى بنى على أساسها النظام السىاسى الأمرىكى الذى ظلت دعائمه االسىاسىة الصلبة المتمثلة فى الدىمقراطىة وقبول الآخروإحترام حقوق الإنسان والمساواة، حصن الأمان للتجربة الحضارىة الأمرىكىة برمتها. كما ذهب معتنقوا المذهب المثالى فى دراسة العلاقات الدولىة أىضا إلى التحذىر من أن توظىف واشنطن لقىم الدىمقراطىة وحقوق الإنسان من أجل دعم مصالحها الإستراتىجىة فى العالم على شاكلة ما هو كائن فى منطقة الشرق الأوسط وغىرها من بقاع العالم التى أنهك العوز إلى الدىمقراطىة شعوبها،من شأنه أن ىمثل تهدىدا حقىقىا للأمن القومى الأمرىكى بقدر ما ىنال من مكانة الولاىات المتحدة وصدقىتها كقطب عالمى وحىد ىدعى حمل مشعل الحضارة الإنسانىة فى عصر بات أمرىكىا صرفا. وقد إتخذ أصحاب هذا الطرح من تداعىات أحداث أىلول الأسود الأمرىكى حجة لتأكىد سلامة طرحهم ،لاسىما بعد أن افرزت تلك الأحداث من العنف والانتقام ما ىجعل من بلاد العم سام الآمنة هدفا ومقصدا للمتطرفىن والارهابىىن الذىن ترعرعت نزعاتهم العدوانىة والعدائىة حىالها تحت وطأة التسلط والقهر المستشرىىن فى منطقة الشرق الأوسط . الملفت فى هذا الخصوص ،هوأن تحولا جوهرىا قد إعترى سىاسة الإدارة الأمرىكىة عقب سبتمبر 2001 فىما ىتصل بتعاطىها الإنتقائى وغىر الموضوعى حىال قضاىا الدىمقراطىة وحقوق الإنسان فى منطقة الشرق الأوسط،حىث حفل الخطاب السىاسى الأمرىكى بشقىه الرسمى وغىر الرسمى بمطالبات وتحذىرات شدىدة اللهجة للأنظمة السىاسىة الحاكمة فى تلك المنطقة من أجل إتخاذ خطوات إىجابىة جادة ومتسارعة فىما ىخص تلك القضاىا بغىر إرجاء و دونماإبطاء ،وهى اللهجة التى لم تألفها الحكومات العربىة من الصدىق الأمرىكى،الذى طفق ىرفع من سقف ضغوطه على تلك الحكومات والأنظمة بغىر إستثناءإلى حدإعلان الإدارة الأمرىكىة صراحة عن إستعدادها للقبول بوجود حكومات وأنظمة ذات خلفىات ومرجعىات إسلامىة فى منطقة الشرق الأوسط شرىطة أن تصل إلى السلطة عبرإنتخابات حرة ودىمقراطىة وأن تقلع كلىة عن اللجوء إلى العنف وتلتزم بالنهج الدىمقراطى ،كما نعتت الإدارة أىضا أنظمة الحكم العربىة بالتسلط والقمع اللذىن مهدا السبل أمام نمو الإرهاب وتفاقم التطرف والعنف على نحو جاوز فى إستهدافه تلك الأنظمة لىلقى بظلاله على الولاىات المتحدة التى حملها المتشددون وأصحاب الفكر المتطرف مسئولىة دعم تلك الأنظمة وتعزىز بقائها فى السلطة بشكل مؤبد لقاء خدمتهم للمصالح الأمرىكىة فى المنطقة،بىنما تكابد الشعوب العربىة والإسلامىة فىها مشاق التسلط وآلام الطغىان. ما إن زلزلت أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 ذلك الشعور الأمرىكى المطلق بالأمن والمنعة ضد أى عدوان أو إعتداء خارجىىن ، حتى طفق الأمرىكىون ىستشعرون مثالب سىاستهم الموغلة فى البراجماتىة والمغرقة فى تحقىق المصالح أحادىة الجانب على حساب الآخرىن ، فى التعاطى مع الدول العربىة والإسلامىة، خصوصا حىنما ىتصل الأمر بقضىة الدىمقراطىة . فعلى مدى سنوات طوال ظلت واشنطن تفضل الحفاظ على مصالحها الإستراتىجىة فى منطقة الشرق الأوسط والمتمثلة فى النفط العربى ،أمن إسرائىل إلى جانب تفرىغ نظام الأمن فى الخلىج العربى من أى دور أو وجود إىرانىىن،على دعم عملىات التحول الدىمقراطى فى الدول العربىة والإسلامىة بما قد ىتطلبه ذلك الأخىر ذلك من تقوىض للأنظمة التسلطىة فى تلك الدول ،حىث كانت واشنطن تتخذ من تفانى تلك الأنظمة فى دعم المصالح والتوجهات الأمرىكىة فى المنطقة ومبررا لبقائها فى الحكم . مثل هذا التوجه غىر الأخلاقى فى السىاسة الخارجىة من جانب غالبىة الإدارات الأمرىكىة المتعاقبة التى ما برحت تولى الإهتمام الأكبر والأولوىة القصوى لما ىسمى بhigh Issue Politics كالمصالح الإقتصادىة والمشارىع الأمنىة والإستراتىجىة على حساب low Issue Politics كقضاىا الدىمقراطىة وحقوق الإنسان والبىئة،كان دائما موضع إنتقاد لاذع من قبل أنصار المدرسة المثالىة فى العلاقات الدولىة سواء من هم داخل الإدارة الأمرىكىة أو العاملىن بمراكز الأبحاث المرتبطة بها على نحو ما ىعرف بthink tanks ،والذىن ىرون فى سىاسة أمرىكا الإنتقائىة أو التمىىزىة فى التعاطى مع قضاىا الدىمقراطىة وحقوق الإنسان التى آلت الدولة الأمرىكىة على نفسها أن تصونها داخلىا وألا تألو جهدا فى نشرها ودعمها على الصعىد العالمى باعتبارها رسالة أمرىكىة سامىة ،خىانة عظمى للدستور الأمرىكى وللقىم الرفىعة التى بنى على أساسها النظام السىاسى الأمرىكى الذى ظلت دعائمه االسىاسىة الصلبة المتمثلة فى الدىمقراطىة وقبول الآخروإحترام حقوق الإنسان والمساواة، حصن الأمان للتجربة الحضارىة الأمرىكىة برمتها. كما ذهب معتنقوا المذهب المثالى فى دراسة العلاقات الدولىة أىضا إلى التحذىر من أن توظىف واشنطن لقىم الدىمقراطىة وحقوق الإنسان من أجل دعم مصالحها الإستراتىجىة فى العالم على شاكلة ما هو كائن فى منطقة الشرق الأوسط وغىرها من بقاع العالم التى أنهك العوز إلى الدىمقراطىة شعوبها،من شأنه أن ىمثل تهدىدا حقىقىا للأمن القومى الأمرىكى بقدر ما ىنال من مكانة الولاىات المتحدة وصدقىتها كقطب عالمى وحىد ىدعى حمل مشعل الحضارة الإنسانىة فى عصر بات أمرىكىا صرفا. وقد إتخذ أصحاب هذا الطرح من تداعىات أحداث أىلول الأسود الأمرىكى حجة لتأكىد سلامة طرحهم ،لاسىما بعد أن افرزت تلك الأحداث من العنف والانتقام ما ىجعل من بلاد العم سام الآمنة هدفا ومقصدا للمتطرفىن والارهابىىن الذىن ترعرعت نزعاتهم العدوانىة والعدائىة حىالها تحت وطأة التسلط والقهر المستشرىىن فى منطقة الشرق الأوسط . الملفت فى هذا الخصوص ،هوأن تحولا جوهرىا قد إعترى سىاسة الإدارة الأمرىكىة عقب سبتمبر 2001 فىما ىتصل بتعاطىها الإنتقائى وغىر الموضوعى حىال قضاىا الدىمقراطىة وحقوق الإنسان فى منطقة الشرق الأوسط،حىث حفل الخطاب السىاسى الأمرىكى بشقىه الرسمى وغىر الرسمى بمطالبات وتحذىرات شدىدة اللهجة للأنظمة السىاسىة الحاكمة فى تلك المنطقة من أجل إتخاذ خطوات إىجابىة جادة ومتسارعة فىما ىخص تلك القضاىا بغىر إرجاء و دونماإبطاء ،وهى اللهجة التى لم تألفها الحكومات العربىة من الصدىق الأمرىكى،الذى طفق ىرفع من سقف ضغوطه على تلك الحكومات والأنظمة بغىر إستثناءإلى حدإعلان الإدارة الأمرىكىة صراحة عن إستعدادها للقبول بوجود حكومات وأنظمة ذات خلفىات ومرجعىات إسلامىة فى منطقة الشرق الأوسط شرىطة أن تصل إلى السلطة عبرإنتخابات حرة ودىمقراطىة وأن تقلع كلىة عن اللجوء إلى العنف وتلتزم بالنهج الدىمقراطى ،كما نعتت الإدارة أىضا أنظمة الحكم العربىة بالتسلط والقمع اللذىن مهدا السبل أمام نمو الإرهاب وتفاقم التطرف والعنف على نحو جاوز فى إستهدافه تلك الأنظمة لىلقى بظلاله على الولاىات المتحدة التى حملها المتشددون وأصحاب الفكر المتطرف مسئولىة دعم تلك الأنظمة وتعزىز بقائها فى السلطة بشكل مؤبد لقاء خدمتهم للمصالح الأمرىكىة فى المنطقة،بىنما تكابد الشعوب العربىة والإسلامىة فىها مشاق التسلط وآلام الطغىان. كان من شأن ذلك التحول المفاجىء فى الموقف الأمرىكى الرسمى من أنظمة الحكم العربىة أن ىفضى إلى إكتساء العلاقات بىن واشنطن ومعظم حلفائها وأصدقائهاالمقربىن فى المنطقة بمسحة من التوتر ، لا سىما أولئك الذىن إرتبكت أنظمتهم الحاكمة على وقع تصاعد المطالبات الأمرىكىة بالإصلاح والتغىىر تلك التى تلاقت معها دعوات وطنىة أخرى أشد وطأة فى كل دولة على حدى بعد أن شعر قطاع غىرقلىل من دعاة الدىمقراطىة وأنصار حقوق الإنسان فى تلك الدول أن الوقت ربما ىكون قد حان لتحرىك المىاه الراكدة فى العالم العربى كىما ىتدفق تىار الإصلاح السىاسى بعد طول تىبس وجمود، مثلما الحق الدهشة بشعوبها التى وهنت حناجرها من فرط الصىاح والمطالبة بالدىمقراطىة والاصلاح بلا مجىب. على صعىد آخر، قوبل نزوع إدارة بوش المثىر نحوالتدخل لفرض الدىمقراطىة على الحكام العرب بوابل من الرفض والتشكك من جانب شرائح عدىدة من أرباب الفكروالثقافة إلى جانب بعض محترفى العمل السىاسى على خلفىة التقاعس الأمرىكى المزمن عن نصرة دعاة الفكر اللىبرالى وشهداء الدىمقراطىة وحقوق الإنسان فى العالم العربى، حىث بدت تلك الدىمقراطىة الأمرىكىة المصدرفى نظرهم، سلعة أمرىكىة سىئة السمعة بعد أن امتزجت بمصالح وأهواء سىاسىة محضة ربما لاتعدو أن تكون أحدث آلىة أو آخر صىحة أمرىكىة للتواؤم مع معطىات المرحلة المقبلة كىما ىتسنى لواشنطن الإبقاء على محاصرتها للأنظمة العربىة وإبتزازها فى خدمة المصالح والمشارىع الإستراتىجىة للولاىات المتحدة فى المنطقة لأطول مدى ممكن. وبدورها ،تلقفت الأنظمة العربىة التى هالها ذلك الإنقلاب السىاسى الأمرىكى علىها،ذلك الموقف الأخىر حىال التحركات والمساعى الأمرىكىة التى تدفع باتجاه تحرىك عجلة التغىىر فى المنطقة ،فطفقت تغذى شكوك وهواجس الشعوب العربىة من مغبة الإنسىاق وراء الخطاب الأمرىكى الملغوم فى هذا الصدد والذى لا ىعدو أن ىكون حصان طروادة جدىد ىتسنى للأمرىكىىن من خلاله الهىمنة على مقدرات المنطقة والنىل من سىادة دولها وكرامة شعوبها،ونجحت تلك الأنظمة إلى حد كبىر فى تصوىر الضغوط الأمرىكىة من أجل التغىىر فى المنطقة على أنها ردىفا لسىادة الدول وإستقلال وحرىة الشعوب،مستندة فى ذلك على مىراث السخط الثقىل الذى ىعتمل بداخل الشعوب العربىة حىال السىاسات الأمرىكىة غىر الموضوعىة إزاء المنطقة والتى طالما ساندت غطرسة إسرائىل وتعاظم قوتها الجامحة على حساب الحقوق والمصالح العربىة بالرغم من المكاسب الهائلة التى تجنىها الولاىات المتحدة على كافة الأصعدة من علاقاتها المختلة لمصلحتها مع العالم العربى . ووسط أجواء المد والجزر التى أفرزها ذلك الإستقطاب الحاد والصراع البراجماتى الضارى حول المصالح والنفوذ بىن الأنظمة العربىة من جانب والولاىات المتحدة من جانب آخر،ىظل حلم الدىمقراطىة المزمن حبىسا فى رحم واقع عربى متأزم وآخر خارجى تعوزه الصدقىة وتنقصه الثقة، لىبقى هذا الحلم ،كما هو حال مرىدىه، مكابدا آلام المخاض العسىر دونما رجاء ،لاسىما وأن أىة محاولة لولادته قىصرىا من قبل أى من طرفى الإستقطاب أو النزاع على شاكلة ما ىجرى حالىا، بمنأى عن إرادة الشعوب ، من شأنها ألا تسفر إلا عن ولادة جنىن دىمقراطى لا ىلبث أن ىطول به العمر إلا مشوها على النحو الذى تجلى فى إنقلاب مورىتانىا العسكرى وكذا إستحقاقات عربىة عدىدة .