تواصل مع الناس كمطرب احسن اختيار وأداء أغنية "عربي أنا" التي كانت "صرعة" حسب التعبير اللبناني، وبعدها ازدادت جماهيريته بأغنية حبك موت لكن يبدو ان طموحه لا يقف عند حد؛ حيث فاجأ الجميع بموافقته علي بطولة فيلم "منتهي اللذة" امام حنان ترك ومنة شلبي، وكالعادة تباينت الآراء بين مستهجن للتجربة، وادائه فيها، ومستحسن لكونها التجربة الاولي، ومع يوري مرقدي افضل من يتحدث عن مغامرته في "منتهي اللذة" كان اللقاء: كيف واتتك الجرأة لتقف امام كاميرا السينما وتقوم ببطولة فيلم كممثل من الالف الي الياء وليس كمطرب؟! لقد خضت هذه التجربة، بكل ما فيها من اثارة وغرابة، حيث شعرت وكأنني تائه اسير في طريق لا اعرف بدايته أو نهايته لكنني احببت التجربة كثيرا وهو الاحساس الذي امتزج بالقلق الذي مازال يساورني حتي الآن، فوجودي في السينما المصرية شيء ليس بالبسيط وكان يجب ان احسب حساباتي جيدا قبل بدء التجربة لثقتي ان الجمهور المصري لديه وعي كبير بما يحدث اضافة الي كونه ناقدا جيدا ولا يقبل أي فنان إلا اذا كانت لديه القدرة علي الاقناع وأتمني ان أكون قد وصلت الي هذه المرحلة لدي الجمهور وكذلك النقاد الشرفاء في مصر. وما تقييمك للتجربة حتي الآن؟! - مازلت خائفا جدا وقدماي ترتجفان حتي بعد مرور أكثر من ثلاثة اسابيع علي عرض الفيلم لان النجاح لا يتأكد منذ الاسبوع الاول لهذا اتابع الصحف المصرية باستمرار لأقف علي كل ما يكتب عن الفيلم ولم يغضبني الهجوم الذي كتب لان لكل رأيه ووظيفتي كفنان ان اقدم فني والناقد وظيفته ان يقول رأيه فيها بكل صراحة وامانة وهذا ما لمسته في نقاد مصر لانهم بحق نقاد شرفاء جدا، ومازال الفيلم في دور العرض وسوف يكتب عنه الكثير كما اتوقع وانا مستعد لمواجهة اي شيء يكتب اضافة الي انني سعيد جدا بهذه التجربة وسوف اخبر ابنائي في المستقبل بأن أول فيلم قمت ببطولته كان فيلما مصريا ومع "حنان ترك" الممثلة المحبوبة في مصر والعالم العربي. لكن لوحظ في الفيلم تلعثمك في الحديث باللهجة المصرية خصوصا انه لم يشر الي اصولك اللبنانية في سياق الفيلم فبم تفسر هذا؟ - هذا حقيقي ولكن ذكر في مشهد ان "والدته" ذات اصول لبنانية ولكن لم يتم التركيز علي هذا باستفاضة ووضوح مما اثر علي الشخصية في الفيلم وكنت اتمني ان يذكر بوضوح ان البطل عاش في لبنان فترة ولهذا تأثر باللهجة اللبنانية لكنني حاولت جاهدا ان اتقن اللهجة المصرية وانا سعيد لان الناس لاحظت هذا كأكبر دليل علي ان الجمهور المصري خير ناقد للفن وذواق بدرجة كبيرة. وكيف كان احساسك عند قراءة السيناريو لاول مرة وماذا دفعك لقبول الدور؟ - عندما عرض علي الفيلم لاول مرة كان عن طريق حنان ترك فهي وزوجها اصدقائي منذ زمن طويل وحينما تحدثت الي هاتفيا وعرضت علي مشاركتها في بطولة فيلم جديد لم اعترض نهائيا لكونها فنانة كبيرة ولها اسم لامع في السينما والتليفزيون فطلبت منها أن ترسل لي السيناريو وعندما قرأته "انتابني الخوف" من الشخصية لانها شخصية مركبة لكنني احببت المغامرة خاصة بعدما علمت ان المنتجة نهاد رمزي تحمست لي كثيرا وتعجبت من موقفها لانها المرة الأولي التي امثل فيها وهي تنتج لأول مرة والمخرجة "منال الصيفي" تخرج لاول مرة لهذا سألتها لماذا أنا تحديدا وهل اذا رفضت الفيلم ستختارين بطلا آخر غيري، فأجابت بدونك لن اقدم الفيلم، وبصراحة شجعتني كلماتها كما حملتني مسئولية كبيرة وفي كل مرة التقيها اسألها لماذا أنا؟! اتسمت "كليباتك" بأنها غير واقعية في تصويرها، لكننا لاحظنا ان الفيلم يتحدث عن قضايا اجتماعية شديدة الواقعية فهل لهذا دور في قبولك الفيلم؟ - هذا شيء مؤكد لانني حينما قرأت السيناريو ووجدته يذخر بالقضايا الاجتماعية المهمة اعجبني هذا كثيرا ولم اتردد في الموافقة بل كنت مصرا علي ان اظهر بشكل مختلف لان التمثيل مختلف عن الغناء وأهم ما دفعني للقبول انني اجسد دور رجل أعمال يعيش حياة أسرية غير مستقرة ولم يتم تقديمي كمطرب وهذا ما اسعدني. هل عرضت عليك اعمال سينمائية من قبل؟ - حدث هذا بالفعل وعرضت علي عدة سيناريوهات ولم أوافق عليها لأنها كانت تقليدية حيث تدور الاحداث حول مطرب مغمور يبدأ تاريخه الفني او مطرب يبحث عن فرصة او مطرب شهير يعاني من المعجبات وكلها "احداث" عشتها في الواقع ولم اشعر من خلالها انني سأقدم جديدا بعكس قصة فيلم "منتهي اللذة" المختلفة تماما لانها تتحدث عن تفاصيل واقعية قد تحدث لأي انسان كما انه يناقش قضايا مهمة نغفلها ولا نجرؤ علي الخوض فيها تلك التي تتعلق في جانب منها بالجنس في حياتنا. غنيت أغنية واحدة في الفيلم وكانت مختلفة تماما عن خطك المعروف في حين قدم الفيلم اغنية النهاية بصوت المطربة آمال ماهر الا يعد هذا النهج غريبا؟ وألم ترغب في ان تكون جميع اغنيات الفيلم بصوتك؟! - في هذا الفيلم "انا ممثل ولست مطربا" وحرصت علي هذا طوال الوقت وحينما غنيت اخترت الاغنية المناسبة للاحداث والمختلفة عن خطي في الغناء لأنني أردت تقديم شيء مختلف عما اعتاده الجمهور مني وحينما غنيت حرصت علي ان لا يشعر الجمهور انني "يوري" المطرب بل الممثل الذي يعيش حالة تدفعه للغناء وليس لانه مطرب لابد ان يغني لجمهوره وهذا سبب كاف ليجعلني لا اطالب بأن اقدم جميع اغنيات الفيلم ويكفي ان اغنية وصلتني لفين نالت اعجاب عدد كبير من الجمهور مما اسعدني واسعد العاملين في الفيلم، كما ان اغنية آمال ماهر اضافت للاحداث ايضا. ظهرت في الفيلم وسط عدد كبير من "الممثلات" قدمن افلاما كثيرة من قبل ولديهن شعبية كبيرة فكيف كان شعورك وانت بطل للفيلم وعليك ان تتحمل كل شيء فيه؟ علاقتي بالسينما تمتد الي فترة طويلة سابقة، فقد درست اخراج سينمائي في لندن وشاركت في اخراج اعلانات تجارية وحينما عرض علي الفيلم قلقت الي حد ما لكنني قررت ان اخوض التجربة ونظرت الي وجود النجمات في الفيلم بوصفه حافزا لأقدم أفضل ما لدي ولم اقلق نهائيا خاصة في وجود مخرجة تعرف مالها وما عليها مثل "منال الصيفي" وممثلات موهوبات مثل حنان ترك ومنة شلبي وزينة اضافة الي المنتجة الرائعة نهاد رمزي التي وقفت بجواري وآمنت بدوري وأري انها تستحق جائزة احسن منتجة مثلما يحدث في هوليوود، حيث ينبغي ان تمنح الجوائز للمنتج ليس لأنه يدفع بل لانه يتبني تقديم المواهب الجديدة ويغامر ويتحمل المسئولية وهذا ما فعلته نهاد رمزي معي. وهل هناك مشروعات سينمائية قادمة تجهز لها؟ - أقرأ الآن أكثر من سيناريو لأفلام مصرية لكنني لم أحدد بعد أيا منها الذي سأوافق عليه بعد عرض فيلم "منتهي اللذة" ونجاحه وقبول الجمهور لي كممثل، حيث وجدت أن اختياري يجب أن يكون وفق أسس معينة وبعيدة عن الابتذال وهو ما توافر لمشاهد "منتهي اللذة"، التي جاءت نظيفة وليس هناك أي مشهد ساخن وهذا هو الفن الراقي في نظري، فأنا أحب أن أقدم فناً راقياً وأحرص علي هذا الخط.