لاتزال الأزمة التي خلفتها نتائج الانتخابات العراقية التي أجريت منتصف نوفمبر الماضي مشتعلة حيث رفضت القوي السنية والعلمانية الاعتراف بنتائج الانتخابات وطالبت باعادتها في مقابل رفض التحالف الشيعي المطلق لأي اعادة وتمسكه بحقه في تشكيل الحكومة الجديدة. وفي هذا السياق واصل ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي المنتهية فترة رئاسته مشاوراته مع التحالف الكردي بشأن تشكيل الحكومة الجديدة وأجري أمس الأول محادثات مع مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان بهذا الشأن. وقد تركزت المباحثات التي أجراها الجعفري مع البرزاني في كردستان العراق علي سبل تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال الجعفري في مؤتمر صحفي مع الزعيم الكردي إنه تم في اللقاء تبادل وجهات النظر وتقييم الوضع الراهن. وأضاف "نحن مع حكومة وحدة وطنية لا موقف سلبي لدينا من أحد إنما البحث في المواقع لا يتم قبل ظهور نتائج الانتخابات". وبدوره أكد البرزاني أن لقاءه بالجعفري كان تشاوريا وتمهيديا لمباحثات أوسع تجري لاحقا في بغداد دون أن يحدد أي مواعيد. كما أكد علي أن "هناك اتفاقا بين القائمتين الكردية والائتلاف الشيعي علي حكومة وحدة وطنية ذات قاعدة شعبية واسعة". وكان رئيس قائمة الائتلاف الموحد عبد العزيز الحكيم قد سبق الأسبوع الماضي شريكه الجعفري في لقاء القادة الأكراد حيث التقي البرزاني والرئيس الانتقالي جلال الطالباني بالسليمانية بخصوص تشكيل الحكومة القادمة. وفي تطور آخر التقي البرزاني أمس الأول في مقره مع وفد من جبهة التوافق العراقية التي تمثل العرب السنة، والتي طعنت في نتائج الانتخابات وطالبت بتدقيق دولي فيها. ويضم وفد الجبهة الذي وصل أربيل أمس كلا من عدنان الدليمي وطارق الهاشمي وخلف العليان. الطعون التي تقدم بها العرب السنة وبعض القوي الشيعية العلمانية في نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة, قد تجد لها أجوبة مع قدوم لجنة دولية للتدقيق في نتائج الانتخابات. إذ يصل بغداد وفد رباعي دولي يضم خبيرين رفيعي المستوي من الجامعة العربية وبرلمانيا كنديا سابقا وأستاذا جامعيا ممثلا عن الاتحاد الأوروبي للمساهمة في إيجاد حل للأزمة التي تسبب فيها إعلان مفوضية الانتخابات للنتائج الجزئية وما أثاره من اعتراضات. ومن المفترض أن يعمل الفريق "بشكل مستقل عن المفوضية، ويقوم بالتدقيق في عملها بفحص عينات من صناديق الاقتراع وتدقيق عمليات العد والفرز التي تم حساب النتائج بموجبها" كما قال المدير العام للمفوضية العليا للانتخابات عادل اللامي. ميدانيا تستمر دوامة العنف في حصد أرواح العراقيين كما تتصاعد عمليات مهاجمة القوات الأمريكية والعمليات المضادة التي تشنها الأخيرة ضد المسلحين. فقد ذكر الجيش الأمريكي أن محاولة فاشلة لتفجير سيارة ملغومة في بلدة الحقلانية غرب العراق انتهت دون إصابة أحد. كما ذكر أن جنديا من جنوده توفي متأثرا بإصابته عندما سقطت قذيفة هاون علي دوريته السبت جنوب بغداد. وفي بيجي شمال بغداد أعلن بيان للجيش الأمريكي أن قنبلة انفجرت قرب دورية لقواته قرب المدينة. كما أعلنت القوات الأمريكية عن اعتقال أكثر من عشرة من "المشتبه في كونهم إرهابيين" غرب بلدة المقدادية بمحافظة ديالي شمال شرق بغداد، واعتقال أربعة آخرين داخل المدينة نفسها. وفي عملية أخري اعتقلت القوات الأمريكية ثمانية أشخاص قالت إنهم ضالعون في أنشطة إرهابية بمدينة تلعفر. كما اعتقلت اثنين آخرين في بلدة الحويجة قرب كركوك. وفي عملية إنزال جوي اعتقلت القوات الأمريكية مسئولا سابقا بحزب البعث مع أبنائه الثلاثة في إحدي قري قضاء الحويجة. وفي الرطبة القريبة من الحدود السورية عثرت الشرطة علي أربع جثث مقيدة ومصابة بأعيرة نارية. كما عثرت علي جثتين لشخصين مكممين ومصابين بأعيرة نارية في جرف الصخر التي تبعد حوالي 80 كيلومترا جنوبي بغداد. وكان ستة عراقيين قد قتلوا أمس في بغداد وضواحيها بهجمات استهدف أحدها مصلين في مسجد سني جنوب بغداد مما أدي إلي مقتل اثنين منهم وإصابة خمسة آخرين بجروح. وأوضح مصدر أمني أن مجهولين أطلقوا نيرانهم علي مسجد حذيفة جنوب بغداد وقت صلاة العشاء. كما لقي شخصان مصرعهما بنيران أطلقها عليهما مجهولون في حيين بأطراف بغداد. وأفاد المصدر نفسه أن مجهولين اغتالوا في المحمودية جنوب بغداد رجل دين من تيار مقتدي الصدر، بينما أعلنت الحركة الديمقراطية الآشورية (مسيحية) عن اغتيال أحد عناصرها جنوب بغداد. وقتل ابن الملحق الثقافي الفلسطيني في سفارة فلسطين ببغداد برصاص مجهولين غرب العاصمة, كما ذكرت وزارة الداخلية الفلسطينية نقلا عن السفارة الفلسطينية في بغداد.