شواهد زهرة.. وأزواجها فاته أن يشاهد نموذجا عمليا لحياة البذخ والترف والنزوات، التي يحياها عدد ليس بالهين من رجال الاعمال في مصر والمنطقة العربية لهثا وراء الفاتنات، من لم يشاهد مسلسل " زهرة وأزواجها الخمسة"، الذي يجسد باحترافية بالغة فضائحهم النسائية وغرامياتهم العبثية التي تلوك ألسنة الفضائيات والصحف بتفاصيلها المخجلة بين حين وآخر، تارة بين زواج شرعي مطعون فيه، وأخري بين زواج عرفي مشبوهة مرادفاته، وبين هذا وذاك وبعدهما صياح في المحاكم لاثبات النسب، أو الفراق بالاتفاق، وربما بالقتل، وفوقه سرة فلوس بالملايين لها، اذا ما تم التخارج من اللعبة بالمعروف، بعدها "الغندورة" رحلة سيدات الأعمال إياها، أو البحث عن غرام جديد يزيد معه " الكوم"، ذلك بالطبع اذا ما انكتب لها عمر جديد، أو لأهلها حين يتراجعون أمام المحكمة عن اتهامهم له بالشروع في قتلها، وفي كل الاحوال تشم من بعيد رائحة الوسطاء والمخلصاتية داخل البلاد والمهرباتية الي خارجها في الوقت المناسب، وبالطبع بمقابل ملاييني يفوق التصور والخيال. من المؤكد أنك مثلي تشعر أنك شاهدت مثل هذا المسللسل مرارا من فرط تكرار أحداثه وحوادثه، إذ تابعنا كثيرا علي أرض الواقع، هوس فئة من السياسيين ورجال الاعمال ومشاهير الرياضة بممثلات ومطربات وراقصات، مصريات وعربيات، وربما غيرهن ممن تساوي أولا تساوي في سبيل الفوز برضاها، وقد دفعوا في نهاية المطاف من سمعتهم أ وحريتهم أ ومن مكانتهم الاجتماعية ضريبة اللهث وراء غرائزهم ونزواتهم!! ليس هذا فحسب، بل أري أن المسلسل كشف لنا كيف تقود الغرائز سيدات ليس لهن حظ من الوجاهة الاجتماعية، أو المراكز المالية المعينة، إلا من قد ممشوق، ووجه فتان، أو جسد يعرف كيف يسوق لنفسه ولو باسم الشرع،وعلي سنة الله ورسوله، يتم تسخيره لمداعبة غرائز الرجال، باختصار فإن "زهرة" نموذج لامرأة موجود بالمجتمع، تعرف رسالتها، وكيف تختار فريستها بعناية، فتوقعها في فخ هواها وغرامها في الوقت المناسب، لينقلب الحال الي غير الحال، من فقر مستور، الي غني مفضوح، كريه الرائحة، ولأنهن يلعبن مع الكبار، فإن عالمهن القديم يتبدل بسرعة مذهلة، وربما يطوي اللوك الجديد ملفاته من الوجود،حتي أن أسماءهن لا تذكر في عالم البيزنس والاجتماعيات إلا متبوعة بلقب "هانم"!! علي الرغم من النقد الذي تعرض له عمل المؤلف مصطفي محرم والمخرج محمد النقلي أثناء التصوير، لمناقشته قضية تعدد الازواج، ثم اتهامه مع بدايات عرضه بالاساءة لقطاع التمريض، الأمر الذي تحركت ضده نقابتا التمريض والاطباء،ورفعت علي اثره ممرضات من مستشفيات القاهرة والاسكندرية دعاوي قضائية ضد بطلة المسلسل ومنتجه الفني ومخرجه، وعلي الرغم من الملابس الساخنة التي ارتدتها بطلة العمل بطول المسلسل وعرضه بما لا يتناسب وعرضه في الشهر الكريم، ورغم" التاتو" الذي دقته باغراء علي ذراعها بما لا يحمل أي معني أو دلالة، اللهم الا إذا كانت الاثارة اياها متعمدة، غير أن المسلسل من وجهة نظري ناقش بجرأة ومكاشفة يحسد عليها مسألة مهمة تتعلق بحقوق المرأة الشرعية وفقا للشريعة والقانون، وكيف فض الأخيرين اشتباك الاتهام بتعدد الأزواج.؟الأهم انه كشف بصنعة درامية محبوكة باقتدار- وكأنها مقصودة- كيفية صعود نجم سيدات متواضعات المستوي الاجتماعي، قادهن جمالهن، ودلالهن المصنوع بالميزان في الوقت المناسب، الي السطوع في عالم الشهرة والمال، والهوانم، وأشياء أخري، وإن تعامل بلطف مع ردود أفعال الأزواج الاربعة وبعضهم ببعض، ما بين الاغراء بالمال من جانب، وبين المساومة الملايينية للقبول بالانسحاب، دون تهديد أو وعيد بالقتل، او الاقدام علي الجرم ذاته!! من المؤكد أنه داخلك كما داخلني، خاصة مع اقتراب المسلسل من نهايته، احساس بأن شيئا من هذا الانتقام الدامي سوف يحدث، غير أن المؤلف عالج القضية بحكمة، مفضلا وبرؤية مخالفة لما نعيشه علي ارض الواقع،الاحتكام الي القانون والشرع،قبل وليس بعد. لكن أرجع تاني وأسأل: تري هل كان من الممكن أن يفعلها الزوج الخامس، وتركها المؤلف لفطنة المشاهد؟ طب ليه لأ ؟!! [email protected]